عقيل الحـلالي (صنعاء)- قُتل خمسة مسلحين من تنظيم القاعدة المتطرف امس في غارتين جويتين على بلدة «المحفد» بمحافظة أبين جنوبي اليمن، حسبما أعلنت وزارة الداخلية في بيان.
وذكر البيان أن غارتين جويتين متتاليتين استهدفتا «عناصر إرهابية» من تنظيم القاعدة في مديرية المحفد، مشيرا إلى أن الغارتين أسفرتا عن «مقتل 5 إرهابيين لم يتم التعرف على هوياتهم حتى الآن»، إضافة إلى عدد من الجرحى.
وقالت الداخلية اليمنية إن متشددين قاموا بنقل جثث القتلى والجرحى على متن سيارة إلى منطقة «لحمد» في بلدة «مودية»، وسط محافظة أبين. ولم يذكر البيان الأمني ما إذا كانت مقاتلات يمنية أو طائرات أميركية من دون طيار هي التي نفذت الغارتين الجويتين.
في غضون ذلك، قُتل شخص وأصيب ستة آخرون، أمس باستمرار القتال بين «الحوثيين» و»السلفيين» في منطقة دماج بمحافظة صعدة شمالي اليمن.
وذكر سكان ومسؤولون في الجماعة السلفية، لـ»الاتحاد»، إن «الحوثيين» قصفوا بدبابة وقذائف هاون المسجد الكبير في بلدة دماج «أثناء صلاة الجمعة»، مشيرين إلى أن القصف أسفر عن مقتل شخص، في السبعين من عمره، وإصابة ستة آخرين بجروح مختلفة.
وقال عبدالقادر الشرعبي، وهو ناطق باسم الجماعة السلفية في دماج، إن القصف «وقع قبل أقل من ساعة من وصول بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لنقل أعداد من المصابين»، جراء الاشتباكات الطائفية التي قُتل خلالها أكثر من مائة شخص، بينهم مدنيون.
وذكر أن قافلة طبية تابعة للصليب الأحمر، ومكونة من ست سيارات إسعاف، وصلت إلى منطقة دماج، وأنها أجلت 45 مصابا، بينهم أربعة أطفال وامرأة. وهذه المرة الثانية التي تُجلي فيها اللجنة الدولية مصابين بعد أن أجلت، الاثنين الماضي، 23 جريحاً يعانون من إصابات خطيرة.
وقال المتحدث باسم الجماعة السلفية، إن «الحوثيين» احتجزوا قافلة «الصليب الأحمر» أثناء مغادرتها منطقة دماج «لأكثر من ساعة في قرية الحدب»، الواقعة على الطريق المؤدي إلى مدينة صعدة، «قبل أن يتم السماح لها بمواصلة طريقها». وأضاف: «باستثناء إجلاء الجرحى من قبل بعثة الصليب الأحمر، ليس هناك أي تطور في جهود وقف إطلاق النار»، وفقاً لاتفاق سابق بين «الحوثيين» و»السلفيين» الذين يتنازعون منذ أواخر 2011 أحقية امتلاك مناطق جبلية حدودية.
وقال مسؤول الإعلام والنشر في مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بصنعاء، عدنان حزام، لـ»الاتحاد»، إن بعثة اللجنة أجلت، أمس الجمعة، 44 جريحا إضافة إلى امرأة وطفليها وطفلين آخرين.
وأضاف: «نتيجة للوضع الحالي في دماج من الصعب تلبية الاحتياجات الطبية حاليا بسبب الاقتتال خصوصا فيما يتعلق بالعمليات الجراحية»، مشيرا إلى أن الوضع الغذائي والمائي في البلدة أصبح «حرجا».
ولفت إلى أن عدد الجرحى الذين أجلتهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر منذ اندلاع القتال بلغ 67 مصابا.
وكان من المقرر أن تستكمل لجنة رئاسية مكلفة بإنهاء الصراع المذهبي في صعدة، أمس الجمعة، كافة الإجراءات اللازمة للبدء بتنفيذ آلية رئاسية لاتفاق التهدئة بين «الحوثيين» و»السلفيين»، المبُرم في 22 سبتمبر، بإشراف الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي.
وقُتل شخص وأصيب أربعة آخرون، أمس، عندما انفجرت عبوة ناسفة بشاحنة كانت مركونة أمام فندق صغير في بلدة «حرض» شمال محافظة حجة المجاورة لصعدة، حسبما أفادت وسائل إعلام يمنية. وأكد مصدر أمني لـ«الاتحاد» وقوع الانفجار، دون أن يشير إلى الجهة التي تقف وراءه حسب التحقيقات الأمنية الأولية.
وحث خطباء عدد من مساجد اليمن في صلاة الجمعة، أمس، على «إيقاف الصراع ونزيف الدم في منطقة دماج بصعدة»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
ودعا الخطباء إلى «نبذ العداوة وصد رياح التفرقة وكل مسببات الفتن والاقتتال»، مشددين على ضرورة «محاربة التعصب الأعمى والعصبية المقيتة التي تفرق وتمزق وتهدم المجتمعات».
إلى ذلك، أكدت وزارة الداخلية استمرار حملتها الأمنية للحد من أعمال العنف والمظاهر المسلحة في العاصمة صنعاء وبقية المدن الرئيسية.
وقال المصدر إن الحملة الأمنية، ومنذ انطلاقها في 26 أكتوبر الفائت، ضبطت أكثر من 1200 قطعة سلاح مختلفة، و1039 دراجة نارية و500 سيارة مخالفة لقواعد المرور. يشار إلى أن عشرات الضباط اليمنيين قتلوا خلال العام الجاري في هجمات، نُفذت بواسطة دراجات نارية وسيارات مجهولة الهوية، وتشتبه السلطات بوقوف تنظيم القاعدة وراءها.
عدد اليوم
