الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حملة خيرية في لبنان تساعد الفقراء على مواجهة الشتاء

6 نوفمبر 2015 15:30

على أبواب فصل شتاء جاءت نُذره باكراً، ولدت فكرة تترجم إحساس كثير من اللبنانيين بأن هناك عائلات ومناطق ستشعر بقساوة البرد لأنها عاجزة عن تأمين الحد الأدنى من مقومات الاستمرار.

وكانت ساحة الشهداء في وسط العاصمة بيروت على موعد مع تظاهرة من نوع آخر، لا خراطيم مياه فيها ولا قنابل مسيلة للدموع أو أعمال شغب، بل عمل خير.

وكان الشعار المرفوع هو "دفى"، وهي الكلمة التي اختارها مجموعة من الشبان والشابات عنوانا لحملة تقوم فكرتها على تبرع مَن يستطيع بأي شيء يمكن أن يستغني عنه لصالح شخص أو أسرة فقيرة في أي منطقة لبنانية، فما لا يلزم شخصا قد يكون مهماً بالنسبة إلى آخر.

الفقر والحاجة هما المقياس الوحيد للحملة، التي أراد منظموها تجاهل اعتبارات السياسة والطائفية والجنسية والمناطق، فركزوا الجهود على تلبية حاجة المعوزين أينما استطاعوا الوصول إليهم.

منظمة الحملة، هلا عبيد، تحدثت عن "صدمة إيجابية" بسبب التجاوب الكثيف مع الحملة، لافتة إلى "أهمية المبادرات الفردية والجماعية".

وقالت في حديث إلى "الاتحاد": "لم يكن لدينا سوى أسبوعين لتسويق الحملة والدعوة إلى المشاركة فيها، لكننا لقينا أصداء إيجابية وساهم في انتشار الدعوة مشاركة وجوه اجتماعية معروفة وفنانين".

ورداً على سؤال عن الخطوة المقبلة، أجابت عبيد: "لمسنا أن الوقت لم يكن كافياً لإعداد هذه الحملة وأن النجاح الذي حققناه يمكن أن يكون أكبر. لذلك، قررنا أن ننظم جزءاً ثانياً للحملة في 17 يناير المقبل، حيث يكون الطقس أكثر برودة والناس أشد حاجة لما يدعم استمرارها".

وأوضحت أن ما جمعته الحملة في تجربتها الأولى يوم الأحد الماضي بلغ حمولة 51 شاحنة كبيرة انطلقت إلى مناطق ترتفع فيها نسبة الفقر،

وتابعت: "رفضنا استلام التبرعات المالية النقدية، وكان هذا سبباً إضافياً لتعزيز الثقة فينا. وجمعنا كل شيء من ملابس وبطانيات وطعام وأدوات منزلية وغيرها، كل ما يمكن أن يساهم في تدفئة المحتاجين". واعتبرت أن "تعزيز هذا الترابط الاجتماعي أمر صعب لكن نتائجه ونجاحه أمر يدعو إلى الفخر".

وعن معايير توزيع المساعدات، أوصحت عبيد أن المنظمين كانت لديهم لوائح بالمناطق اللبنانية حيث ترتفع نسب الفقر والحاجة، واستعانت بوزارة الشؤون الاجتماعية التي أرسلت فريقاً مزوداً بإحصاءات فكانت الجهود مشتركة. وطالبت بحشد كل الطاقات في الحملة المقبلة لتأمين مشاركة أوسع وتغطية أشمل لعدد أكبر من الفقراء.   التجربة رائعة بدورها، قالت الناشطة ضمن الحملة ناهد يوسف، في حديث إلى "الاتحاد"، إن الاقبال الذي تحقق دفع القيمين إلى أخذ القرار بإطلاق حملة مشابهة في يناير.

وأضافت: "يوم الأحد، كان من المقرر أن نستلم التبرعات عند العاشرة صباحاً لكننا فوجئنا بالمتبرعين يصلون عند الثامنة. بعضهم أتى من مناطق بعيدة عن بيروت ليسلمنا كيساً واحداً، واستمرينا بتلقي المساعدات حتى وقت متأخر من الليل. بعض المتبرعين انضم إلى المتطوعين لأنهم تشجعوا بمجرد وصولهم إلى المكان ومشاهدتهم الإقبال".

وتضيف يوسف: "التجربة على المستوى الشخصي ممتازة وأواصل الحديث عنها وأشعر بالاعتزاز لأني أساهم في مساعدة المحتاجين وسط هذا الكم من الأزمات التي نعيشها يومياً في بلدنا. أشعر أن هناك أملاً طالما أن الناس تؤمن بقدرتها على مساعدة الآخرين. قد لا يُصدق البعض أن من بين المتبرعين مَن هم في حاجة للمساعدة. هذا أمر رائع".

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©