الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اللجوء يستنزف السوريين في لبنان مع نقص الاحتياجات

اللجوء يستنزف السوريين في لبنان مع نقص الاحتياجات
6 نوفمبر 2015 00:07
بيروت (رويترز) أربع سنوات ونصف من اللجوء السوري في لبنان لم تجعل الأوضاع أسهل أو أيسر لا بالنسبة إلى مئات الآلاف الذين يزيد الشتاء الطويل القاسي أحوالهم سوءاً ولا للمنظمات الإنسانية الدولية التي تسابق طواقمها الزمن أواخر الصيف وفي الخريف لتوزيع المساعدات الإغاثية ومواد الدعم قبل حلول موسم الأمطار والثلوج. وتنتقل دلال، البالغة من العمر 23 عاماً، وأم لفتاتين وصبي، مع عائلتها بين مخيمات البقاع العشوائية منذ ثلاث سنوات بحثاً عن عيش أفضل، لكنها تقول «إن المساعدات قليلة والمساعدات الطبية قليلة جداً». وأضافت: «هناك الكثير من الناس العاجزة ولا توجد مدارس كافية ولا شهادات معترف بها دولياً، ونريد دعماً شتوياً أكثر، فالشوادر تهترئ خلال الصيف والخشب كذلك أثناء الشتاء والمنظمات الدولية توزعها علينا مرة واحدة خلال العام وهذا لا يكفي». وأطفال دلال لا يمكن تمييزهم عن غيرهم من الأطفال الذين يتراكضون في أرجاء المخيم بثيابهم المتربة ووجوههم التي لوحتها الشمس، وهم إذ كانوا فرحين بحريتهم وفترات لعبهم التي لا تنتهي والتي فرضتها عليهم ظروف اللجوء تغيب عن عقولهم الصغيرة المصاعب التي سيواجهونها لاحقا في غياب التعليم اللائق الذي يتمكن القليل منهم فقط من الحصول عليه. وقالت «أم عبد»، التي تقيم في المخيم العشوائي عينه وهي تغطي وجهها بنقاب أسود كما هي تقاليد أهل الريف السوري: «جئت قبل أربع سنوات وهذه السنة الخامسة، وكنت أعيش في ريف حمص وأنا أرملة، ولدي ابن واحد قتل هناك ولا أحد لدي ليعيلني على الإطلاق». وبدأت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان والمنظمات غير الحكومية المتعاونة معها العام الجاري، بتوزيع المساعدات الشتوية باكراً بدءاً من شهر أغسطس، كسباً للوقت وسعيًا لحصول اللاجئين على الاحتياجات الضرورية قبل أن يفاجئهم الطقس بعواصف غير متوقعة. وفي أحد مخيمات البقاع الكثيرة وقفت النساء والرجال والأطفال في طوابير وبأيديهم وثائق تسجيلهم لدى المفوضية للحصول على شوادر جديدة وأغطية عازلة للحرارة للخيم وأخشاب لتدعيمها. وتؤكد «تاتيانا عودة» الناطقة باسم مفوضية اللاجئين في البقاع، أثناء تواجدها في مرحلة التوزيع: «في البقاع الذي يشكل 40 في المئة من مساحة لبنان يوجد أكثر من 1200 مخيم عشوائي كالذي نراه اليوم، وبعد أكثر من أربع سنوات من اللجوء بات الوضع والمعيشة أصعب بكثير، ولهذا جاهدنا هذا العام لننتهي من توزيع المساعدات الشتوية بدءاً من أغسطس وقبل مجيء العواصف والأمطار». وأضافت «عودة» عن تفاصيل برنامج المساعدات الشتوية الذي تنفّذه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان: «في البقاع الشتاء قاس للغاية ودرجات الحرارة منخفضة جداً كما نشهد عواصف ثلجية عديدة». وتابعت: «من أهم المساعدات التي نقدمها الإعانات النقدية التي تعطى للعائلات المعوزة ليشتروا المحروقات وحاجاتهم، وتغطي المساعدات 71 ألف عائلة أي ما بين 350 ألفا و370 ألف شخص، ونوزع الأغطية الشتوية على كل العائلات التي وصلت بعد شتاء عام 2014 خلال شهري سبتمبر وأغسطس، وهم تقريبا 2400 عائلة». ولفتت إلى أنه في المناطق النائية التي لا تشملها المساعدات النقدية مثل عرسال، يتم توزيع قسائم للمحروقات قيمتها مئة دولار شهريا. وتتزايد الصعوبات والأعباء المادية التي يضطر اللاجئون إلى تحملها مع مرور أكثر من أربع سنوات على بدء الصراع الأهلي في سوريا مثل إيجارات الخيم والمساكن التي تؤويهم. ويعيش معظمهم في غرف غير مكتملة البناء أو مخيمات عشوائية مقامة على أراض خاصة. وأوضحت عودة أنّه «منذ يوليو 2015 انخفض التمويل واضطر برنامج الأغذية العالمي إلى الاقتطاع من الحصص الغذائية الشهرية وتقليصها إلى ما يعادل 13.5 دولار يحصل عليها اللاجئون عبر بطاقات زرقاء تعطى لهم». ولا ترسم «ميراي جيرارد» ممثلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان صورة وردية لمشهد اللجوء لكنها تشدد رغم إدراكها للمصاعب ووضع اللاجئين السيئ ماديا ومعنويا على أن المنظمات الدولية الإنسانية والجمعيات المتعاونة معها تبذل كل ما بوسعها لمساعدة اللاجئين على تحمل واقعهم المضني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©