الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مكتبة الأطفال» في البطين تعزز مفهوم القراءة التفاعلية

«مكتبة الأطفال» في البطين تعزز مفهوم القراءة التفاعلية
13 نوفمبر 2011 00:38
مع كل مظاهر التطور الإلكتروني وما تحمله أجهزة الإنترنت من تسهيلات للحصول على المعلومات، يبقى للكتاب أثر خاص بالنسبة لطلبة المدارس المعتادين على ملمس صفحاته أكثر من سواهم. وتشجيعاً على المطالعة الورقية والاستعانة بالمراجع للقيام بالواجبات الأكاديمية، تم افتتاح «مكتبة الأطفال في البطين - دار الكتب الوطنية» التابعة لـ»هيئة أبوظبي للثقافة والتراث»، تعزيزا للجانب الثقافي الميداني لدى هذه الفئة العمرية. ألوان القاعات المزينة برسومات الصغار وإبداعاتهم البريئة، هي أول ما يلفت النظر داخل المكتبة الكائنة في إحدى الفلل الجديدة في منطقة البطين. المكان بديكوره البسيط يوحي بأجواء المنزل حيث بإمكان الأطفال الاستمتاع بوقتهم والتصرف بمرح حتى وإن كان القصد من الزيارة قراءة كتاب. وكل ذلك يصب في خدمة الهدف الأساسي من المكتب، وهو تحفيز التواصل مع القراءة المحسوسة للصغار ولطلبة من سن 3 أعوام حتى 15 عاماً. خطة عملية عن البرامج التوجيهية التي تعدها بالتعاون مع المدارس، تتحدث سالمة الرزيقي، المشرفة على «مكتبة الأطفال»، لافتة إلى أهمية تعويد الطفل منذ سنواته الأولى على تصفح الكتب الملونة وملاحظة التناقضات الحسية فيها. وتذكر أن «مكتبة الأطفال» تضم 2000 كتاب ما بين قصص وكتب علمية ومراجع وفهارس باللغتين العربية والإنجليزية، مشيرة إلى أن كل الكتب التي تم توفيرها للمكتبة هي مطبوعات جديدة ومن دور نشر عالمية. وتقول الرزيقي إن مشروع إنشاء المكتبة خطوة بارزة على صعيد التوجيه الاجتماعي الذي يفتح أمام الطفل أفقاً جديدة للتعرف إلى عالم مليء بالقصص والعلوم والمعلومات التي لا يجدها بهذه الدقة إلا في الكتاب أو المرجع. وهذا ما تنبه له جمعة القبيسي، نائب المدير العام لدار الكتب الوطنية، الذي أشرف بنفسه على توفير المادة العلمية المهمة لتكون في متناول يد الطالب والطفل عموما. وتضيف الرزيقي أن التوجه الرئيس للمكتبة هو القيام بأنشطة مميزة ذات عناوين منوعة على مدار العام، تتيح للطالب إمكانية التفاعل مع أجواء القراءة التي تشمل فن الإصغاء ومهارة الرواية. وتوضح «يتوزع توجهنا على محورين، ما بين الطفل والمكتبة من جهة، وما بين المكتبة والمجتمع من جهة أخرى». وتشرح أنه تم إعداد خطة عملية للمكتبة تتضمن برنامجاً محدداً يستمر حتى نهاية شهر مايو المقبل. وتتضمن أنشطة معينة تختلف بحسب أيام الأسبوع، وذلك بالتنسيق مع المدارس عن طريق المنطقة التعليمية والتي ترغب في تعزيز النواحي الثقافية لدى طلابها بشكل غير تقليدي. ويجري حالياً تخصيص 3 أيام في الأسبوع (الأحد والثلاثاء والخميس) يشمل كل منها نشاطا محددا لتنظيم دورة العمل فيما بين المكتبة والمجتمع المدرسي. في حين يقتصر يوما الاثنين والأربعاء على زيارات الأطفال إلى المكتبة برفقة ذويهم، للقيام بقراءات انفرادية والاستفادة من الخدمات التي توفرها الكتب المراجع الموجودة. جذب الطلبة تورد الرزيقي أن نشاط يوم الأحد يندرج تحت عنوانين هما: «أمي تقرأ لي قصة»، و»طفلي يقرأ لي قصة». وتوضح أن الأم المقصودة هنا ليست بالضرورة الأم البيولوجية وإنما قد تكون المعلمة في الصف أو المشرفة في المكتبة. وتوضح «هدفنا أن نحفز هذه العلاقة بين الأم والطفل لجهة المطالعة المشتركة والانسجام الفكري فيما بينهما، بحيث تتشجع الأم على القراءة لطفلها. وفي المقابل يعتاد الطفل إلى اللجوء لأمه بقصد أن يتبادلا معاً سيناريو قصة معينة أو معلومة في كتاب وما شابه». وتذكر أنه ضمن فعاليات يوم الأحد، يقوم فريق من المكتبة بزيارات ميدانية إلى المدارس بعد الاتفاق على مضمون النشاط المطلوب. وتشرح «بالعادة أقوم بنفسي بقراءة القصص للطلبة والتي تتناسب مع المراحل الدراسية والعمرية. وأصطحب معي كل القصاصات والمراجع التي تساعد على فهم المضمون، وأحياناً أطلب من المدرسة أن تشرك الطلبة في هذه الأبحاث لتحقيق المزيد من التفاعل فيما بيننا». وأحيانا تكون الزيارة من قبل المدرسة إلى المكتبة، بحيث يتم تنظيم رحلة لصف معين بقصد قراءة كتاب وإجراء المناقشات حوله بما يضمن تنوع الأفكار وأساليب الفهم بين طالب وآخر. وتضيف «أكثر ما يجذب الطلبة، الفقرة التطبيقية وطلب لصق الصور التي تتناسب مع موضوع النقاش وتضفي معلومات قيمة وتفصيلية إلى المعنى العام. وذلك عند طرح الأسئلة للتأكد من درجة الاستيعاب لدى الجميع». وتشرح الزريقي أنها تقترح أحياناً على المدرسة أن تختار طالباً يقوم بقراءة قصة يختارها من «مكتبة الأطفال» أو من مكتبة المدرسة. وهذا بهدف التعرف إلى الطلبة الموهوبين، تمهيداً لمشاركتهم في مسابقة «قراءة القصة وكتابتها» والتي ستكون من ضمن فعاليات «معرض أبوظبي للكتاب»، الذي سيقام نهاية شهر مارس المقبل. وتقول «هذه المسابقة هي من تنظيم «مكتبة الأطفال»، والترشح لها مفتوح للطلبة المميزين من سن 3 أعوام حتى 15 عاماً. على أن تكون قراءاتهم حول القصص الهادفة وبأسلوب جذاب، وكذلك الأمر بالنسبة لكتابة القصص المفيدة والتي تحمل مغزى ومعنى». وتشير إلى أن «معرض الكتاب» سيتضمن ركناً مخصصاً لهذه المسابقة، يتم فيه تكريم الطلبة الفائزين لتشجيعهم وتحفيزهم حول أهمية الكتاب. نشاطات تثقيفية بالنسبة لبرنامج أيام الثلاثاء، فهو نشاط ثقافي عن تراث الإمارات خصوصاً، وعن ثقافات الشعوب الأخرى عموماً. وقد جاءت الفكرة تجسيداً لواقع الحياة داخل الدولة، والتي إضافة إلى حرصها على الموروث الشعبي، فهي تضم مختلف جنسيات العالم. ولابد من التعرف إلى عاداتها وتقاليدها، ولو بالقدر اليسير. ويكون ذلك من خلال الزيارات الميدانية، إما داخل المدارس وإما في «المكتبة الوطنية» الكائنة في منطقة البطين. وتتميز أيام الخميس، بالنشاطات التربوية التعليمية التي تشمل تدريب الطفل على الأخلاقيات الحميدة التي لابد من غرسها بواسطة قراءة القصص وتحليلها. ومن الأفكار التي تتم مناقشتها، الحفاظ على البيئة المحيطة بما فيها البيئة البحرية والسمكية والصحراوية والطبيعية، والحيوانات المهددة بالانقراض. إضافة إلى تعزيز المفاهيم العامة، مثل احترام أفراد الأسرة والمعلم والمحيط الاجتماعي. وتكون أيام الاثنين والأربعاء من كل أسبوع مفتوحة أمام الأهالي والهيئات التعليمية للمجيء إلى المكتبة في أي وقت والحصول مجانا على أي معلومة يحتاجون إليها، حتى وإن كان ذلك لمجرد قضاء الساعات في القراءة والاطلاع. ومن المشاريع المستقبلية التي أنجزت فيها «المكتبة الوطنية» خطوات إلى الأمام، التواصل مع أقسام الأطفال في المستشفيات، وذلك للتمكن من القراءة للمرضى بحسب حالاتهم الصحية. والأمر يشمل كذلك ذوي الاحتياجات الخاصة ومراكز التوحد التي أبدى عدد كبير منهم ترحيبه للاستفادة من نشاطات المكتبة. دور الأهل تشدد سالمة الرزيقي المشرفة على «مكتبة الأطفال» على دور الأم والأب في تعزيز حب المطالعة لدى أبنائهم. وتذكر أنها من موقعها كأخصائية في هذا المجال، لا تحبذ أن يأتي الطفل إلى المكتبة برفقة المربية أو أي شخص آخر غير قادر على مساعدته والتواصل معه. وتوضح أن فريق العمل في المكتبة على أهبة الاستعداد لتوفير الدعم الكامل للأطفال، ولكن وجود الأم أو الأب معهم خلال الأيام المفتوحة للزيارات، أمر ضروري لتحقيق الإفادة لهم. وذلك لتدريبهم على أساسيات البحث عن المعلومة وفهم المعنى العام للقصة أو الكتاب.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©