الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خلود عتيق تتبنى الحفاظ على أصالة المطبخ المحلي

خلود عتيق تتبنى الحفاظ على أصالة المطبخ المحلي
13 نوفمبر 2011 00:37
قدمت الشيف خلود عتيق، مؤخرا، دورة «متكاملة ومكثفة» في فن الطبخ على مدار أربعة أيام في مقر الاتحاد النسائي العام، والدورة تندرج ضمن سلسلة دورات فنية إبداعية تدريبية يقدمها مركز الصناعات اليدوية والبيئية التابع للاتحاد النسائي العام، وحضر الدورة العديد من النساء الشغوفات بتعلم أصول فن الطبخ الإماراتي والعالمي، وقدمت عتيق، أول شيف إماراتية، مجموعة من الأطباق المحلية والعالمية، وشهدت الدورة نقاشات حول بعض المفاهيم السائدة في المطبخ الإماراتي، وتم تصحيحها من طرف الُمحاضرة. تؤمن الشيف خلود عتيق أن البحث والمثابرة خطوة أولى للوصول إلى أحسن المراكز وأهمها، وتؤمن أيضا أن الأساس لأي مهنة يتشكل من المحيط البيئي العائلي قبل المدرسة والجامعة، مقتنعة بكونها ستشكل إضافة إلى المطبخ الإماراتي بشكل خاص من حيث التعريف به وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عنه عند النساء أنفسهن. وهي تحاول جادة إعلاء مهارات النساء في هذا الجانب انطلاقا من إيمانها بأن هذا الجانب مهارة، بل فن يضيف إلى المرأة الكثير، ويعلي من قيمتها في بيتها ويزيد من تقدير أسرتها وزوجها لها. تمكين الشابات تعتبر الشيف عتيق أول شيف إماراتية تقدم برنامج «هنى وعافية» على قناة محلية، وهو برنامج يومي يعنى بتقديم أطباق من المطبخ العالمي والمحلي تدرجت في مهامها، بحيث تعلمت الطبخ الإماراتي على يد والدتها، وحين أصبح عمرها 20 عاما أصرت على دخول مطبخ أحد الفنادق لتصقل مهاراتها في هذا الجانب، فدخلت عدة دورات لتحيط بكل جوانب المطابخ العالمية، وخبرت المجال ونجحت في عملها، وتنوي تقديم حصيلتها المعرفية على شكل دورات، وكان أول هذه الدورات في الاتحاد النسائي العام في أبوظبي ليكون أول خطوة في هذا المجال، إذ قدمت على مدار أربعة أيام دورة في فن الطبخ. عن هذه الدورة، تقول عتيق «هذه الدورة جعلتني في تماس مباشر مع الجمهور، بحيث كنت في السابق أطل عليه من خلال الشاشة، من خلال برنامج الطبخ الذي أقدمه على الهواء، أو من خلال لجان تحكيم حيث أحكم في بعض المسابقات التي تخص هذا الجانب، هكذا مكنتني الدورة من الدخول في نقاشات كثيرة مع الحاضرات اللواتي كن متحمسات لمعرفة أسس الطبخ الإماراتي والدولي، وأسعدتني كثيرا هذه المناقشات». وتتابع «ما لاحظته أن صغيرات السن لهن حب معرفة الطبخ وأسسه بكل أنواعه، بحيث وقفت على عدة حقائق من خلال هذه المشاركة في تجاذب أطراف الحديث عن مفاهيم سائدة، حيث هناك خلط بين بعض المكونات الشعبية في المطبخ الإماراتي وتداخل من جانب آخر في بعض الجوانب الأخرى منه». وحول مهارة الطبخ، تقول عتيق إن «هذه مهارة ترتقي إلى فن، وهذا الفن ليس سهلا إتقانه إلا من قبل عاشق له، فالمطبخ المحلي والعالمي متنوع جدا والإبحار فيه والإحاطة بكل جوانبه يحتاج إلى رغبة وحب، أما المعلومة فباتت متوفرة في الكتب وشاشات التلفزيونات، وفي الإنترنت، فبلمسة زر يمكن للإنسان أن يتعلم أشياء كثيرة لكن يبقى سر الإتقان في حب الطبخ». موروث ثقافي عن قراءتها للسائد كون بعض النساء يتركن الخادمات يدخلن المطبخ بديلاً عنهن والقيام بهذه المهمة، تقول «ثبت علميا أن الأم التي تطبخ لأولادها أو الابنة التي تطبخ لأهلها تنتج طعاما يحمل كل الحب والمشاعر الإيجابية، بينما الخادمة قد تنفث فيه كل كرهها وهمها ما قد يكون له ردود فعل سلبية تماما على الصحة والعلاقات بين الأسرة» وتقول عتيق إنها ترغب في تغيير هذه النظرة عند بعض النساء اللاتي تكونت في بداية السبعينيات مع تواجد الخدم في البيوت، وتراجع دور المرأة، إذ أصبحت الخادمة تقوم بدلها بهذه المهمة، وتضيف «أريد أن أقدم رسالة لهذا الجيل من البنات وأهمس في آذانهن وأقول لهن بعد الجدات والأمهات، من سيعرف بهذا الموروث الثقافي، من سيحافظ عليه ويتناقله للأجيال القادمة، وأشعر أن دوري هو التعريف ببلدي الذي يبدأ من التعريف بمطبخها، فمطبخ أي بلد هو عنوان حضارتها وثقافتها. وتتابع «من المفروض الحفاظ على الهوية الحقيقية لكل أكلة، وهكذا وجدت كثيرا من الخلط، مما جعلني أقف كثيرا عند المطبخ الإماراتي في أكثر من حلقة لتصحيح هذه المفاهيم التي وقع فيها الخلط نتيجة عدم الحفاظ على أصولها، من أجل توثيق هذا المجال والحفاظ على هوية الطبخ الإماراتي». وتشير عتيق إلى أنها ترغب بشكل كبير في تقديم دورات لكل الفئات، معربة عن حماسها لذلك حتى ولو كان بالمجان. وتوضح «عندي حماس وشغف لتقديم دورات في الجامعات والمدارس، وذلك لتغيير نظرة هذا الجيل لهذا الميدان، وهذا ما لاحظته من خلال هذه الدورة وما يعتري البنات صغيرات السن من حب استطلاع، بحيث حضرن وتساءلن عن عدة تفاصيل»، موضحة أن الخطوات الأولى تبدأ من البيت، لهذا فإن هذا الحب يجب أن يزرع في هذه الفئة في الجامعات والمدارس والبيوت أيضا، بتعليمهن أسس الطبخ وحب الإبداع فيه، فإتقان إحدى المهارات يساعد على التوازن، ويمد بالثقة في النفس. بداية التأسيس عن بداية تعاطيها مع الطبخ الإماراتي، وتعلمها أسسه، تقول عتيق «دخلت المطبخ منذ أن كان عمري 8 سنوات، وأذكر أن والدتي كانت تطبخ بنفسها، ولم تتول هذه المهمة خادمة أبدا، لهذا أصبح عندي هذا التقليد، وإلى اليوم رغم وجود خادمات في بيتي إلا أنني أصر على الطبخ بنفسي رغم مهامي الكثيرة، ولا أزال أحافظ على ما كانت تعلمنيه والدتي منذ نعومة أظافري». وتضيف «الطبخ يعلم المشاركة والتواصل والترابط، بحيث كان الجيران يتبادلون الأطباق، وكانت الجدة تتواصل مع الابنة والحفيدة وتمرر لها رسائل عن الحياة وعن التعامل مع الناس، وهذا كله من خلال المطبخ، أما اليوم فبات كل فرد من العائلة يتفرد بنفسه بعيدا عن الآخرين». وتوضح أن «المطبخ اليوم أصبح سهلا جدا بفضل توفر الآلات والوسائل». وتعتبر عتيق أن المطبخ أحد الوسائل المهمة التي تعمل على الترابط الاجتماعي، لهذا يجب استرجاعه بدل التعاطي مع الأكلات السريعة التي انتشرت بشكل كبير، وساعدت على تدمير أواصر الحب والألفة بين أفراد الأسرة نفسها، بحيث أصبح كل فرد يطلب لنفسه ما يريد ويتفرد في أكله، بينما المائدة العربية تجمع أفراد الأسرة الواحدة مما يساعد على تبادل الأفكار وتمرير الرسائل الإيجابية لكل المجتمعين حولها. تغيير مسار تشير عتيق إلى أن بداية تفكيرها في دخول هذا الميدان هو سؤال أحد السياح الأجانب عن مطبخ إماراتي متخصص، وتوضح «كان لأخي صديق أجنبي، وأراد هذا السائح أن يتذوق المطبخ المحلي الإماراتي، فأجبناه أننا نفضل طبخ البيت، وجهزنا له ما لذ وطاب من مأكولات، ومن يومها حاولت أن أسد هذا النقص، وأصررت على دخول المجال بمساعدة أخي الذي تحدث مع مدير أحد الفنادق، وكنت أتابع دراستي في «تقنية دبي» تجارة وإدارة أعمال، ولكن لم أكن أنجذب أبدا نحو هذا التخصص، وكان عمري آنداك 20 سنة، ثم حاولت دخول مدرسة لتعلم الطبخ، شجعني أخي كثيرا على دخول هذا الميدان، بينما تلقيت عدة انتقادات من طرف بعض الناس، حيث قالوا إن هذا عمل خادمات، وليس عملا يليق بسيدات البيوت، وهذه طبعا أفكار خاطئة جدا ومحبطة، لكن لم أستجب لها، وقاتلت من أجل الوصول». وتوضح أنها واجهت صعوبة كبيرة جدا في الالتحاق بمطبخ أحد فنادق دبي، حيث رفض شيف المطبخ قبولها دون أن يمتحنها، وفي هذا الصدد، تقول عتيق «رفض قبولي لمجرد فكرته بأن الفتاة الإماراتية لا تستطيع الوقوف في المطبخ وتقديم الأكلات الشعبية، وهذا تصور خاطئ تماما، وأصريت على قبولي، حيث تقدمت بطلبي وانتظرت الجواب عامين كاملين، ولم أنقطع عن ملاحقته، بحيث أجبرته على إجراء امتحان لي، وبعد هذا الإصرار قال لي سأختبرك بتقديم 7 وجبات في وقت قصير، وكان غرضه من ذلك هو التعجيز، لكن استطعت أن أجهز كل ذلك في فترة زمنية أقل من الوقت المتفق عليه، ورغم كل ذلك وضع عقبات في طريقي، ما اضطرني للحديث مع مدير هذه السلسلة من الفنادق، وتم تعييني». وتضيف «واجهت صعوبات من نوع آخر، بحيث بدأ التعلم من جديد، ولكن تحت إلحاحي أضفت أشياء كثيرة لنفسي، ودخلت دورات عن المطابخ العالمية وورش عمل صقلت مهاراتي في هذا الإطار، وأصبحت بذلك أول شيف إماراتي في سلسلة فنادق معروفة وكنت متخصصة في المطبخ الإماراتي». خطوات نحو تحقيق الهدف تشير الشيف خلود عتيق إلى أن التعب والبحث وحب الشيء يدفع الشخص إلى خطوات أخرى أكبر وعامل مهم للنجاح. وفي هذا السياق تقول «بعد هذه الخطوات أصبحت أقدم برنامجا على قناة سما دبي وهو برنامج عن الطبخ المحلي والدولي تحت عنوان «هنى وعافية»، وفي سنة 2010 شاركت من خلال شركة الاستثمار والتطوير السياحي في معرض شنغهاي، بحيز النساء الإماراتيات الأوائل في مجالهن، وبعدها أصبحت مستشارة لدى شركة الاستثمار والتطوير السياحي بحيث حصلت على لقب «استشاري متخصص في المطبخ العربي والإماراتي»، وأنا بصدد تجهيز كتاب، هو في مراحله الأخيرة، يتناول تاريخ المطبخ الإماراتي ومميزاته». وحول حلم عتيق الثاني، تقول «أتمنى أن أعرف أسرار كل المطابخ العالمية»، وتضيف «أثناء تقديم الدورة سألتني إحدى الحاضرات «هل تعرفين كل شيء في المطبخ المحلي والدولي؟» فأجبتها بأن المطابخ بحور من المعرفة والفنية، وأنا أتعلم كل يوم، كما أضافت لي أشياء كثيرة من هذه الدورة من خلال تعاملي المباشر مع الحاضرات وطرح مجموعة من الأسئلة التي أجبت عن بعضها وحفزتني أخرى للبحث من جديد، والفضل يرجع للاتحاد النسائي العام الذي قدمني للجمهور بشكل حقيقي، وعلمتني هذه الدورة أن هناك أسئلة كثيرة يجب الإجابة عنها من خلال تنظيم دورات أخرى».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©