الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أداء منتخب الناشئين «نقطة سوداء» على «الثوب الأبيض»!

أداء منتخب الناشئين «نقطة سوداء» على «الثوب الأبيض»!
8 نوفمبر 2013 22:17
صبري علي (دبي) - مع إسدال الستار على منافسات مونديال الناشئين تحت 17 سنة، الذي استضافته ملاعب الإمارات، ومع عمل كشف حساب البطولة فنياً وإدارياً وتنظيمياً، يبقى أداء منتخبنا الوطني للناشئين بمثابة «نقطة سوداء» على الثوب «الأبيض»، بعد النجاح في كل شيء، باستثناء رسم البسمة على شفاه جماهير الكرة الإماراتية، والتي صدمتها نتائج منتخبنا في البطولة، بتلقي ثلاث هزائم متتالية أمام هندوراس والبرازيل وسلوفاكيا، والحصول على «صفر كبير» في الأداء قبل النتائج، وهو الذي يفرض نفسه عند مناقشة إفرازات البطولة. يبقى المنتخب الوطني للناشئين محور الحديث، خاصة أن الآمال عليه كانت كبيرة، وزادت الطموحات بعد نتائج الفريق في التجارب الودية التي سبقت انطلاق الحدث، والتي وضعت «الأبيض الصغير»، في قائمة المرشحين للتأهل إلى الأدوار النهائية مع المنتخبات الكبيرة باعتباره صاحب الأرض والجمهور، وهو ما لم يحدث، فكان بمثابة اللغز الكبير الذي لا يزال يبحث عن حل مع وصول البطولة إلى نقطة النهاية، وانصراف الجميع من أجل التفتيش عن مكاسب قد تحققت، والبحث عن أسباب الخسارة، وذلك انتظارا لمستقبل أفضل للنجوم الصاعدين. ولا يمكن أن يتم غلق ملف إخفاق المنتخب الوطني للناشئين في المونديال بسهولة، وذلك ليس من باب «جلد الذات»، ولكن من أجل الوصول إلى الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذه النتيجة المحزنة، حتى يمكن تفاديها في أحداث وبطولات أخرى في المستقبل، وحتى يكون ما حدث دافعاً لجيل قادم لتحقيق الأفضل لكرة الإمارات، التي شهدت في السنوات الماضية طفرة كبيرة، لا يمكن أن يتم تجاهلها، لمجرد إخفاق أحد المنتخبات الوطنية، في تحقيق الهدف المطلوب من بين منظومة عمل كبيرة تقوم على أسس علمية من أجل مستقبل أفضل. وتحدث الجميع في شأن المنتخب، وبحث الكثيرون عن أسباب الإخفاق، واجتهد المحللون والمراقبون من أجل إيجاد تفسير لما حدث، واستمع الجميع لتبريرات راشد عامر المدرب الوطني للمنتخب، ومنهم من اقتنع بكلامه، وكثير منهم من لم يقتنع أو يجد لديه إجابة شافية لتفسير الصورة «الباهتة» التي خرج بها المنتخب من البطولة بعدم الحصول على نقطة واحدة، وإحراز هدفين في المباريات الثلاث، وتلقي شباكه 10 أهداف، وهو ما لم يكن مقبولاً من الناحية الفنية أو من الناحية «المنطقية» أيضاً، وفق تصنيف منتخبات المجموعة، خاصة هندوراس وسلوفاكيا، وذلك مع التسليم بمنطقية الخسارة أمام منتخب البرازيل. حديث أصحاب الشأن وفي «زحمة» التصريحات، والحديث من هنا وهناك، صمت أصحاب الشأن، ولم يتحدثوا، وذلك لأسباب كثيرة، منها أنهم لا زالوا صغاراً، وقد لا يلتفت الكثيرون لما يقولون، وأيضاً لأن هناك تعليمات لهم بعدم التحدث إعلامياً في أسباب الخسارة أو تقييم ما حدث في البطولة، لكننا وجدنا في «الاتحاد» أن من حق هؤلاء أن يجدوا من يعبر عنهم، لأنهم الأدرى بحقيقة الأمور، ولأنهم في قلب المسؤولية وإن كانوا صغاراً، فكان لابد من الوصول إلى «قائد» المنتخب الوطني للناشئين في البطولة، اللاعب حميد سالمين، الذي فاجأنا بأن لديه ما يقوله عما حدث. في البداية، أكد حميد سالمين لاعب الأهلي و«كابتن» المنتخب أن ما قدمه الفريق في مونديال الناشئين لا يعبر عن المستوى الحقيقي للاعبيه، وقال: كنا في أسوأ حالاتنا، خاصة أن 8 من اللاعبين الأساسيين تعرضوا لحالة غريبة من هبوط المستوى، ولا يمكن أن نعرف أسباب ذلك بالتحديد، لكني أرى أن مباراة الافتتاح أمام هندوراس كانت هي السبب الأول، فنحن كلاعبين صغار لا نملك الخبرات، وقد لعبنا أمام 6 آلاف متفرج للمرة الأولى في حياتنا، ويبدو أننا تأثرنا نفسياً بذلك، فظهرنا في حالة فنية سيئة بسبب الضغط العصبي، فكانت الهزيمة من هندوراس، وهي خسارة غير منطقية من الناحية الفنية. وأضاف: كنا نملك الأفضل من مستوى، لكن الظروف ظلمتنا في لقاء الافتتاح بعد طرد لاعب، واستكمال المباراة بعشرة لاعبين، وهو أمر صعب علينا في ظل الضغوط النفسية الكبيرة، خاصة أن الفريق كان يضم العديد من العناصر المتميزة، ونحن من الناحية الفنية النظرية أفضل من هندوراس، وأفضل من سلوفاكيا أيضاً، لكن ما حدث كان أمراً غريباً، وأنا لا أبحث عن مبررات، لكن هذه هي الحقيقة، وسوف يظهر عدد من لاعبي المنتخب مع أنديتهم والمنتخبات الوطنية الأخرى قريباً، لأنهم بالفعل يملكون مقومات تحقيق ذلك في القريب العاجل. تحمل المسؤولية ودافع حميد سالمين عن مدرب المنتخب راشد عامر، وقال: المدرب لا يتحمل مسؤولية النتائج السيئة والحصول على «صفر» من النقاط، ونحن كلاعبين من يتحمل المسؤولية الكاملة لما حدث، وأنا أتحدث باسمي واسم زملائي اللاعبين، الذي أحزنتهم النتائج قبل أن تحزن الجماهير التي كانت تثق فينا، وكما قلت كانت الهزيمة من هندوراس هي السقوط الحقيقي، لأن الموضوع هرب من بين أيدينا في المباراتين التاليتين أمام البرازيل وسلوفاكيا، وأنا اعتذر لكل الجماهير التي وثقت في قدراتنا وساندتنا من الملعب أو شجعتنا بكلمة. وقال: الجماهير تستحق منا الاعتذار عما حدث، خاصة أن اتحاد الكرة لم يقصر معنا في برنامج الإعداد وفي الدعم والمساندة، ولم يقصر الجهازان الفني والإداري، وأقول لجماهير الكرة الإماراتية: سامحونا، فقد كنا سبب حزنكم، لكن لا تفقدوا الأمل في مستقبل أفضل لكرة الإمارات من خلال هذا الجيل والأجيال التالية، لأن المنتخبات الوطنية في المراحل السنية مليئة بالمواهب والكفاءات، ونحن في منتخب الناشئين ما زلنا في البداية وأمامنا سنوات من العطاء مع أنديتنا ومع منتخب الشباب ثم المنتخب الأولمبي ثم المنتخب الوطني الأول. وأكد «كابتن» منتخب الناشئين أن هناك عددا غير قليل من لاعبي الفريق قادرا على استكمال المسيرة حتى الوصول إلى صفوف المنتخب الأول، وقال: بدأنا دخول عالم الاحتراف، فأنا قمت بالتوقيع رسمياً على عقد احتراف مع الأهلي، وبدأت أقترب من الفريق الأول وفريق الرديف، وقريباً سيظهر عدد من اللاعبين مع أنديتهم ثم مع المنتخبات الوطنية لتعويض الصورة السيئة، ولا يجب أن نيأس أو نفقد الثقة في المستقبل لمجرد الخسارة في بطولة، ولو كانت كبيرة مثل مونديال الناشئين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©