الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«البرونزية» سويدية بـ «رباعية»

«البرونزية» سويدية بـ «رباعية»
8 نوفمبر 2013 22:12
محمد سيد أحمد (أبوظبي) ـ حصد منتخب السويد برونزية بطولة كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة «الإمارات 2013«، بعد فوزه أمس على نظيره الأرجنتيني 4ـ1 في مباراة تحديد المركز الثالث التي جمعت المنتخبين مساء أمس على ستاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة في أبوظبي، ونجح «أحفاد الفايكينج» في حسم المواجهة خلال توقيت مبكر بتسجيله ثلاثة أهداف في 24 دقيقة، عبر مهاجميه فالمير بريشا الذي أحرز هدفين في الدقيقتين 7 و24 وكارلوس ستراندبيرج في الدقيقة 20، قبل أن يعود بيريشا ويسجل الهدف الثالث له والرابع لبلاده في الدقيقة 53، ليكون صاحب «هاتريك» في اللقاء وكان هدف الأرجنتين الوحيد فقد سجله لوسيو كومباجنوتشي في الدقيقة 44. ويعتبر هذا الفوز بالمركز الثالث والميدالية البرونزية إنجازاً تاريخياً للمنتخب السويدي الذي يشارك في البطولة للمرة الأولى في تاريخه، بينما يعود منتخب الأرجنتين بالمركز الرابع الذي يعد إنجازاً أيضاً له، خاصة أن وصوله إلى هذه المرحلة يأتي بعد غياب 10 سنوات لم يتمكن خلالها من الوصول إلى المربع الذهبي. وكانت المباراة قد شهدت تفوقاً واضحاً للسويد خاصة في نصفها الأول الذي أغلق فيه مناطقه الدفاعية في معظمه، واستغل فيه النسبة الأكبر من الفرص التي صنعها أمام مرمى المنافس، بينما ظهر المنتخب الأرجنتيني متواضعا في معظم فترات اللقاء. ثلاثية سويدية استهل رولان لارسون مدرب السويد اللقاء بتشكيلة من سيكستين موهلين في حراسة المرمى، وعلي سولييتش وسباستيان رامهورن ويوهان رامهورن ولينوس فاهلكفيست، وإلياس أندرسون وإردال راكيب وميرزا هالفادزيدتش، وكارلوس ستراندبيرج وجوستاف إينجفال وفالمير بيريشا، بينما ضمت التشكيلة هومبرتو جروندونا مدرب الأرجنتين، آكسيل فيرنير في حراسة المرمى، وإيمانويل مامانا ونيكولاس بينتو ونيكولاس تريبيتشو ولياندرو فيجا ورودريجو مورييرا وجيرمان فيرييرا ولوسيو كومباجنوتشي ولويس ليسزتسزوك وماتياس سانشيز وسباستيان دريوسي. ظهرت الرغبة الهجومية الكبيرة لـ «صغار التانجو»، منذ الثواني الأولى، وهو ما أجبر منتخب السويد على التراجع بكل خطوطه باستثناء المهاجم فالمير بيريشا الذي ظل وحيداً في المقدمة، مع اعتماد فريقه على الهجمة السريعة المرتدة، وهذه هي الطريقة التي استهل بها المنتخبان اللقاء، لكن الخطورة ظلت مفقودة، ومن خطأ للمدافع الأرجنتيني مورييرا احتسبت ضربة حرة لمصلحة السويدي ميرزا، نفذها إلياس أندرسون، أبعدها الحارس فيرنير، وتصل الكرة إلى كارلوس ستراندبيرج الذي مررها بطريقة ذكية إلى فالمير بيريشا الذي نجح في إحراز الهدف الأول في المباراة في الدقيقة السابعة. وارتكب نيكولاس بينتو خطأ آخر لمصلحة السويد نفذه إلياس، لكن الحارس الأرجنتيني سيطر على الكرة، وبعدها ظهر الإنذار الأول في المواجهة، عندما قام الحكم السنغالي بادرا دياتا بإشهار البطاقة الصفراء في وجه اللاعب الأرجنتيني ماتياس سانشيز، بعد دفعه للسويدي إردال راكيب، وبعدها بقليل حدث خطأ آخر بين اللاعبين كان نتيجته حصول راكيب على إنذار. استحواذ دون تهديد وظل الأرجنتين رغم تأخره بهدف الأكثر استحواذاً على الكرة، لكنه فشل في اختراق الدفاعات السويدية التي كانت منظمة جيداً، وفشلت كل محاولات «التانجو»، وفي المقابل كان أصحاب القمصان الصفراء الأخطر عند التحول إلى الهجوم، بالذات من خلال العرضيات المتقنة التي أرسلها ستراندبيرج، وأضاع من أحداها إينجفال فرصة ذهبية عندما فشل في اللحاق بالكرة. وشهدت الدقيقة 20 الهدف الثاني للسويد عن طريق كارلوس ستراندبيرج بعد عرضية من ميرزا، وأصبح السويد في وضع أكثر راحة وأقل ضغوطا بعد الهدف الثاني بفضل الاستراتيجية الدفاعية التي اعتمد عليها والتحول السريع في الهجوم المضاد لحظة افتكاك الكرة. وكانت أخطر المحاولات للأرجنتين بتسديدة من دريوسي مرت بجوار القائم الأيمن في الدقيقة 22، لكن السويد عاقب الأرجنتينيين على هذه المحاولة سريعاً بهجمة سريعة انتهت بتسديدة من جوستاف إينجفال صدها القائم الأيمن للمرمى الأرجنتيني لتجد الكرة القناص فالمير بيريشا الذي أرسلها قوية في المرمى معلناً هدفه الشخصي الثاني في المباراة وهدف منتخبه الثالث في الدقيقة 24. رصاصة الرحمة ويمثل الهدف الثالث رصاصة الرحمة على «التانجو» الذي ظهر لا حول له ولا قوة، ولم يتمكن من العودة من جديد للمباراة، حيث افتقدت هجماته التركيز في التمرير، وهو ما افقدها الخطورة في الجزء الأخير، وتعددت أخطاء لاعبيه، ويحصل لوسيو كومباجنوتشي على إنذار، بعد خطأ مع ميرزا الذي كان مصدر إزعاج متواصل للدفاعات الأرجنتينية، من موقعه الجناح الأيمن، وكانت الأفضلية في الظفر بالكرات المشتركة من المدافعين ومصدر خطورة كبيرة. التسديد بعيد المدى وحاول سانشيز تقليص الفارق باللجوء إلى سلاح التسديد من مسافة بعيدة، لكن الكرة مرت عالية بعيدة عن المرمى، ثم كرر لويس المحاولة مرة أخرى بتسديدة من خارج المنطقة، لكنها وصلت سهلة عند الحارس السويدي موهلين، الذي لم يختبر كثيراً. وكان ربع الساعة الأخير شهد انخفاضاً كبيراً في «رتم» اللعب، خاصة من المنتخب السويدي الذي يبدو أن الهدف الثالث قلل شهيته للمزيد من الأهداف، حيث تراجع معدل التمريرات السليمة للاعبيه، وأصبح الأداء بطئياً نسبياً مقارنة بما قدمه حتى نصف الساعة الأولى. وكاد لويس ليسزتسزوك ان يسجل بعد فاصل من المراوغة، أنهاه بتسدية سيطر ليها الحارس السويدي، وضغط بعدها «التانجو الصغير» بحثاً عن إنهاء الشوط بتسجيل أول أهدافه في المباراة، لكنه لم يوفق في ذلك، رغم التحسن الكبير الذي ظهر على العمل الجماعي فيه، ومنعت له العارض هدفاً محققاً من رأسية ليسزتسزوك قبل أن ترتد الكرة مرة أخرى وتأخذ طريقها إلى ضربة ركنية نفذت وابعدها دفاع السويد الذي حول هجمة مرتدة انتهت بعرضية من فالمير إلى ستراندبيرج، لكنه تعامل مع الكرة ببطء لتخلص من أمامه وتتحول إلى هجوم مضاد لمصلحة التانجو الصغير الذي فك العقدة أخيرا ونجح لوسيو كومبا جنوتشي في الدقيقة 44 بعد هجمة شهدت أكثر من تسديدة باتجاه المرمى السويدي قبل أن يأتي الهدف في النهاية. ووجد ميرزا فرصة لتوسيع الفارق من جديد، لكنه سدد برعونة بعيداً عن المرمى، ثم عاد لينوس وأرسل رأسية علت العارضة الأرجنتينية في آخر مشهد من الشوط الأول الذي تفوق فيه السويديون بجدارة، ونجحوا بسلاح الهجوم المضاد السريع، وباللياقة الذهنية والبدنية العالية وقوة الأداء، في إحراز 3 أهداف مستحقة أكدوا من خلالها تفوقهم في النصف الأول من اللقاء، بعكس الأرجنتين الذي لم يظهر بشكل جيد، إلا في الجزء الأخير. لينال هدفه الوحيد. ورجحت السرعة والقوة للرباعي المقدمة السويدي ميرزا وجوستاف وستراندبيرج وأمامهم بيريشا كفة أصحاب القمصان الصفراء، حيث اظهروا قدرات هجومية كبيرة في اللعب على الأطراف والتمركز السليم. إكمال الرباعية أجرى مدرب الأرجنتين تبديله الأول، بعد انطلاقة الشوط الثاني بثلاث دقائق، عندما سحب ماتياس سانشيز، ودفع بكريستيان بافون، وأنقذ العلي سولييش محاولة خطرة للأرجنتين من أمام المهاجم دريوسي في الدقيقة 50، وتواصل التحفظ الدفاعي لمنتخب السويد الذي سعى لتأمين النتيجة بشكل كبير، وهو ما منح الأرجنتين مساحات أكبر ليشك خطورة على المرمى السويدي بطريقة أفضل عن ما قدمه في الشوط الأول. ومن ضربة ثابتة لمصلحة السويد نفذها إلياس أندرسون وحولها فالمير بيريشا في المرمى ليحرز هدفه الشخصي الثالث «هاتريك» والرابع لفريقه في الدقيقة 53. خروج صاحب الهاتريك وأجرى الأرجنتين تبديله الثاني بدخول جوناثان كانييتي وخروج لياندرو فيجا، وبعده أجرى السويد أول تبديل بخروج صاحب الهاتريك فالمير بيريشا، ودخول أنتون ساليتروس، واستكمل الأرجنتين تبديلاته بسحب كومباجنوتشي والدفع بمارسيلو ستورم. ولم يتغير الحال كثيراً، رغم التبديلات الأرجنتينية الثلاثة، حيث ظل الوصول إلى المرمى السويدي صعباً، رغم المحاولات المتكررة وللاختراق من العمق أو عبر العرضيات، وفي المقابل فإن السويد ظل متحفظاً بشكل أكبر ولم تخل هجماته المضادة من خطورة على المرمى. وقدم المهاجم الأرجنتيني دريوسي لقطة جميلة عندما سدد العرضية التي أرسلها له زميله كانييتي مباشرة في المرمى، لكن الكرة مرت بجوار القائم لتضيع فرصة حقيقية للأرجنتين، كما أهدر له بعد ذلك دريوسي أيضاً فرصة سهلة أمام المرمى في الدقيقة 70، ثم سدد بافون البديل كرة قوية أخطأت المرمى السويدي. قناعة بالنتيجة وأجرى السويد ثاني تبديلاته بدخول فيكتور توردين، وخروج إلياس أندرسون المتخصص في تنفيذ الضربات الثابتة، وكان اللعب محصوراً في ثلثي الملعب، بينما غابت لخطورة الكبيرة على المرميين في الدقائق الأخيرة من اللقاء، وكأن المنتخبان قنعا بالنتيجة، وفي الدقيقة 87 أجرى السويد تبديله الثالث والأخير بخروج جوستاف إينجفال ودخول جيكوب بيرجمان، وهو تبديل لتقوية الشق الدفاعي. وشهد الوقت المحتسب بدلاً من الضائع والمقدر من قبل حكم اللقاء بثلاث دقائق أكثر من فرصة خطيرة على المرميين، لكن الحال لم يتبدل لينتهي اللقاء بفوز كاسح للسويد على الأرجنتين 4 ـ1، بعد مباراة تفوق فيها المنتصر في كل تفاصيلها بعكس الخاسر. وإجمالاً كانت المباراة قوية من الجانب السويدي الذي أحسن تقديم نفسه في آخر مبارياته بالمونديال، وأكد أنه يستحق الوصول إلى هذه المرحلة من البطولة ليكون فوزه بالميدالية البرونزية عن جدارة واستحقاق، وليؤكد أيضاً أن مستقبل الكرة السويدية سيكون واعداً بعد المستوى المتميز الذي قدمه المنتخب في البطولة، وهي المشاركة الأولى له في المونديال في تاريخ بطولة النائين تحت 17 سنة. أما منتخب الأرجنتين، فقد وضح تماماً تأثير خسارة نصف النهائي أمام المكسيك عليه وظهر بعيداً عن المستوى الذي قدمه خلال مبارياته السابقة في البطولة، وكان لاعبوه في لياقة ذهنية ضعيفة، وهو ما أفقدهم التركيز لتكثر الأخطاء، وتكون هذه الخسارة الثقيلة، إلا أنه مع ذلك عاد بالمركز الرابع، وهو اجتهاد يحسب له.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©