ما هي أفضل مفردة جديدة دخلت معجمك اللغوي في عام 2014؟ حسبت أن السؤال موجه لي وأنا أقرأ الصحيفة، ومع ذلك لم أستطع مقاومة التفكير فيه لأنه أدهشني، فما هي أفضل مفردة عربية دخلت قاموسي؟ وعلى الرغم من أن المقصود به غيري من جماهير قاموس «أكسفورد» و«تشامبرز» و«كولينز» و..، إلا أنني حاولت أن أتصدى له بهذه الطريقة المعجمية. لقد عرف العرب المعاجم منذ القدم، والصحيح أنها ظهرت بعد نزول القرآن الكريم، إذ كانت مهمة لشرح معاني المفردات ومعرفة دلالات الألفاظ وتوضيح الصورة الكلية للحياة.
ثم شهدنا وشهد العالم معنا ولادة معاجم مهمة مثل معجم الفراهيدي «العين» و«أساس البلاغة» للزمخشري و«القاموس المحيط» للفيروزابادي وغيرها، وهنالك المعاجم الطبية والجغرافية مثل «مفاتيح العلوم» للخوارزمي وغيرها. كانت مهمة حفظت لنا ديننا وتراثنا. ولم يعرف بعدها شيء مشابه أكثر أهمية مما قدمه لنا القرن التاسع عشر حين ظهرت معاجم مثل قاموس أحمد فارس شدياق «الجاموس على القاموس». وقد أردنا بعده أن نعرف معنى كلمة عولمة فلم نعرفه إلا في وقت متأخر بعدما اجتاحتنا، وحلت محلها مفردة إرهاب وغيرها من المفردات المعاصرة المترجمة عن لغات عالمية.
ولأننا لم نخترع شيئاً يدخل بالقوة في قاموس لغة الحياة المعاصرة، فقد اكتفينا باستخدام مفرداتهم كما هي و«شو» لنا في قاموس عربي عربي، وغنانا الله عن بقرة أبا زيد أقصد شدياق. من منا على الأقل يستغني عن الجوال والواتساب والأنستغرام في حياته اليومية؟ وعلى الرغم من أن بعض علماء اللغة وصف هذه المفردات بالتافهة، إلا أنها دخلت منذ لحظة اختراعها في معاجم مثل أكسفورد وكولينز لشعور هذه المرجعيات اللغوية بحاجة الناس لذلك طالما أنهم يستعملونها في حياتهم اليومية.
مفردات هذا العام كلها على علاقة بأهميتها في حياة الناس اليومية، وبثورة التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا التصوير مثل «سيلفي»، وهي كلمة أو لغة حديثة وجدت رواجاً عالمياً كبيراً و«فوتوبومب» و«إي سيجاريتس» و«باشتاج»، وكلها سجلت رقماً قياسياً بسبب استخدامها الذي تجاوز حدود السياسة والاقتصاد والثقافة، وبات يتضاعف سنة بعد سنة، المفردات إياها! تلك التي دخلت «قاموسنا» سنة 2014.
عدد اليوم
