مسيرات بجنوب الأردن تطالب بـ «حكومة إنقاذ»

دعا مئات المتظاهرين الأردنيين أمس إلى رفع ما أسموه “القبضة الأمنية” عن البلاد وحل البرلمان وإقالة الحكومة ومحاكمة الفاسدين إلى جانب إجراء انتخابات نيابية نزيهة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وإلغاء جميع المحاكم الخاصة بما فيها محكمة أمن الدولة، وذلك في مسيرات شهدتها محافظات الجنوب الأردني (الطفيلة، الكرك، مأدبا) تحت شعار “جمعة الانتصار للوطن”. ففي محافظة الطفيلة، طالب المتظاهرون بالإسراع في عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي ومكافحة الفساد والمفسدين، ودعوا إلى حل مجلسي الأعيان والنواب، مؤكدين أن اعتصاماتهم السلمية المطالبة بالإصلاح مستمرة. وفي محافظة الكرك اعتصم جمع من ممثلي الحراك الشبابي والشعبي واللجان الشعبية في المحافظة ورددوا هتافات مناوئة للحكومة ووصفوها بغير الدستورية. وقالوا إنها “تتبع سياسات تهدف إلى احتواء الحراك الشعبي وإجهاضه لتهميش المطالب الشعبية بالإصلاح التي ينبغي أن يطال كافة أركان الدولة الأردنية”. وقال المعتصمون في بيان صدر عنهم إن المماطلة والتسويف في تنفيذ الإصلاحات المطروحة على الساحة الأردنية يتضح من خلال تشكيل الحكومة الحالية. وأضافوا إنها حكومة معينة، وهو مما يتناقض مع المادة الدستورية رقم 2 التي تعتبر الشعب مصدر السلطات، مطالبين بتشكيل حكومة ينتخبها الشعب. واعتبروا أن تشكيل مجلس الأعيان بالتعيين غير دستوري، وطالبوا بسرعة تقديم المتنفذين الفاسدين إلى المحاكمة، ووضع سقف زمني محدد لانتخابات نيابية مبكرة تمثل إرادة الشعب، إضافة إلى المطالبة بإلغاء قانون الجرائم والمحاكم الخاصة وعلى رأسها محكمة أمن الدولة، وكذلك إبطال خصخصة الشركات الوطنية التي أشار البيان إلى وجود شبهات حول خصخصتها. ودعا البيان في ختامه إلى رفع معاناة المواطنين فيما يتعلق بالحياة والمعيشة والغلاء، وأكد البيان “استمرار الحراك لحين تتحقق كافة المطالب الشعبية الإصلاحية وعلى رأسها إعادة مقدرات الوطن التي تهم نهبها “، إضافة إلى “المطالبة بمحاسبة الأجهزة الأمنية التي تسترت على كافة الجرائم التي ارتكبت بحق الوطن والمواطن”. ?وفي محافظة مأدبا طالبت مسيرة شعبية بالإسراع في عملية الإصلاح ومكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين. واعتبر المشاركون في المسيرة - التي دعا إليها ائتلاف لجنة شباب ذيبان والحراك الشعبي في مأدبا- في بيان صحفي إن تخبط الحكومات المتعاقبة هو دليل وأضح أن الخلاف ليس في تغييرها، وإنما بالطريقة التي تُشكل بها هذه الحكومات. واعتبر الحراك “المناداة بإعطاء فرصة لهذه الحكومات ما هي إلا مضيعة للوقت تجعل المرض يتأصل ويوصل الأردن إلى مرحلة لا يمكن إنقاذه بعدها”. ورفعت في المسيرة يافطات تطالب بمحاسبة الفاسدين و تنتقد ارتفاع أسعار فاتورة المياه وتخفيض حصة الفرد في مأدبا، كما طالب المشاركون خلال شعارات رددوها باستحداث وزارة للتموين وانتقدوا سياسة ما أسموه “الإفقار”. وقرأ المشاركون الفاتحة على روح الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والذي تحل ذكرى وفاته قريباً.