الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الله يحيي الموتى للبعث.. ويكتب ما قدموا من خير وشر

5 نوفمبر 2015 21:33
أحمد محمد (القاهرة) كان بنو سلمة في ناحية من المدينة، فأرادوا أن ينتقلوا قرب المسجد، فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بُعد منازلهم من المسجد، فأنزل الله تعالى: «إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين»، «سورة يس الآية 12»، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: «إن آثاركم تكتب فلم تنتقلون؟»، وقال: «يا بني سلمة، ألا تحتسبون آثاركم؟». الخير والشر قال الإمام السعدي، «إنا نحن نحيي الموتى»، نبعثهم بعد موتهم لنجزيهم على الأعمال، ونكتب ما قدموا من الخير والشر، وهو أعمالهم التي عملوها وباشروها في حال حياتهم، وآثارهم وهي آثار الخير وآثار الشر، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم، وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، فكل خير عمل به أحد من الناس، بسبب علم العبد وتعليمه أو نصحه، أو أمره بالمعروف، أو نهيه عن المنكر، أو علم أودعه عند المتعلمين، أو في كتب ينتفع بها في حياته وبعد موته، أو عمل خيراً، من صلاة أو زكاة أو صدقة أو إحسان، فاقتدى به غيره، أو عمل مسجداً، أو محلا من المحال التي يرتفق بها الناس، وما أشبه ذلك، فإنها من آثاره التي تكتب له، وكذلك عمل الشر. وكل شيء من الأعمال والنيات وغيرها أحصيناه في إمام مبين أي كتاب هو أم الكتب وإليه مرجع الكتب، التي تكون بأيدي الملائكة، وهو اللوح المحفوظ. أجر الخطى وقال ابن رجب الحنبلي، بنو سلمة قوم من الأنصار، كانت دورهم بعيدة من المسجد، فأرادوا أن يتحولوا إلى قرب المسجد، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بملازمة دورهم، وأخبرهم أن خطاهم يكتب لهم أجرها في المشي إلى المسجد. وقال جابر، كانت دارنا نائية من المسجد، فأردنا أن نبيع بيوتنا فنقترب من المسجد، فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إن لكم بكل خطوة درجة»، فقالوا ما يسرنا أنا كنا تحولنا، وقد ذكر البخاري عن مجاهد، أنه فسر الآثار في هذه الآية بالخطى، وآثار المشي في الأرض بأرجلهم. وقال ابن الجوزي في «زاد المسير»، إنا نحن نحيي الموتى للبعث ونكتب ما قدموا من خير وشر في دنياهم، وآثارهم خطاهم بأرجلهم، أو الخطى إلى الجمعة، وما أثروا من سنة حسنة أو سيئة يعمل بها بعدهم. صيغة التعظيم وقال الشنقيطي في «أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن»، إن الله يحيي الموتى، مؤكداً ذلك متكلماً عن نفسه بصيغة التعظيم، وأنه يكتب ما قدموا في دار الدنيا ويكتب آثارهم وأحصى كل شيء في إمام مبين، أي في كتاب بيّن واضح. وهو كونه يحيي الموتى بالبعث، فقد جاء في آيات كثيرة من كتاب الله، كقوله تعالى: «قل بلى وربي لتبعثن»، وقوله: «وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقاً»، وكونه يكتب ما قدموا في دار الدنيا، فقد جاء في آيات كثيرة، كقوله تعالى: «أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون». ومعنى ما قدموا، ما باشروا فعله في حياتهم، وآثارهم هو ما سنوه في الإسلام من سنة حسنة أو سيئة، فهو من آثارهم التي يعمل بها بعدهم، وخطاهم إلى المساجد ونحوها من فعل الخير، وكذلك خطاهم إلى الشر، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم»، أي خطاكم من بيوتكم إلى مسجده صلى الله عليه وسلم. ومن الآيات الدالة على مؤاخذة الإنسان بما عمل به بعده مما سنه من هدى أو ضلالة، قوله تعالى: «ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©