الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

15 قتيلاً بقصف لأحياء سكنية ومخيم الاحتجاج في تعز

15 قتيلاً بقصف لأحياء سكنية ومخيم الاحتجاج في تعز
12 نوفمبر 2011 11:58
قُتل 15 مدنيا يمنيا، بينهم ثلاث نساء وثلاثة أطفال، وأُصيب 42 آخرون، أمس الجمعة، في قصف مدفعي وإطلاق نار استهدف أحياء سكنية ومخيما احتجاجيا مناهضا للرئيس علي عبدالله صالح، بمدينة تعز (وسط)، وذلك غداة وصول مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، جمال بن عمر، إلى العاصمة صنعاء لاستئناف الجهود الدولية والإقليمية لحل الأزمة اليمنية المتفاقمة منذ أكثر من تسعة شهور، على خلفية الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام الحاكم. واحتشد مئات آلاف اليمنيين المعارضين للنظام، في 17 محافظة يمنية، أمس الجمعة، للأسبوع الأربعين على التوالي، للمطالبة برحيل ومحاكمة الرئيس صالح، الذي تجمع عشرات الآلاف من أنصاره، بالقرب من قصره الرئاسي، جنوب صنعاء. وقال قيادي في حركة الاحتجاج الشبابي بمدينة تعز لـ”الاتحاد” إن 15 مدنيا قتلوا في قصف مدفعي عنيف استهدف مخيم الاحتجاج، بالمدينة وحيي الروضة وزيد الموشكي، القريبين منها. ومنذ 11 فبراير، يعتصم آلاف المحتجين اليمنيين داخل مخيم شبابي، في ساحة عامة وسط مدينة تعز، أُطلق عليها اسم “ساحة الحرية”، وذلك للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح، المستمر منذ أكثر من 33 عاما. وأوضح المصدر أن قذيفتين سقطتا، أثناء صلاة الجمعة، على ساحة الحرية ومحيطها، والتي كان يتظاهر فيها عشرات الآلاف من المحتجين الغاضبين من السلطة، مشيرا إلى أن القصف أسفر عن مقتل ثلاث نساء وشابين، وإصابة خمسة آخرين. وقد جابت مسيرة “غاضبة” بعد صلاة الجمعة، عددا من شوارع المدينة للتنديد بقصف مصلى النساء في ساحة الحرية، ومقتل ثلاث نساء متظاهرات. كما قُتل ثمانية مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، عندما قصفت القوات الموالية للرئيس صالح، حيي الروضة وزيد الموشكي، الواقعين شمال مخيم الاحتجاج. وقال القيادي في حركة الاحتجاج الشبابية إن القصف المدفعي طال مستشفى الروضة الأهلي، الذي يتكفل، منذ أواخر مايو الماضي، بتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمحتجتين الشباب. وأفاد بأن نحو 37 مدنيا، بينهم نساء وأطفال، أصيبوا جراء هذا القصف “العنيف”. وقد أكد مصدر طبي محلي لـ”الاتحاد” سقوط “أكثر من 15 قتيلا بينهم ثلاث نساء وثلاثة أطفال”، إضافة إلى إصابة العشرات من المدنيين، جراء ما قال إنه “قصف عشوائي ومفاجئ وغير مبرر للنظام” ضد الأحياء السكنية القريبة من مخيم الاحتجاج. وقال المصدر إن قذيفتين “سقطتا على مستشفى الروضة ما أدى إلى إصابة عدد من العاملين فيه”، مشيرا إلى توقف عمليات إسعاف ومعاينة الجرحى في هذا المستشفى “لأنه أصبح غير آمن”. وأكد أن القوات الحكومية أخلت، الليلة قبل الماضية، مستشفى الثورة الحكومي، المطل على ساحة الحرية، وأنها “حولته إلى ثكنة عسكرية”. كما قصفت القوات الحكومية، مساء أمس الجمعة، بالدبابات والمدافع، المناطق الغربية في مدينة تعز، خصوصا أحياء “جولة المرور”،”المناخ”، و”الدحي”. وقال المصدر: يبدو أن القوات الموالية لصالح تستعد لاجتياح المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار” القبليين الذين تمكنوا، في مايو ويونيو الماضيين، من بسط نفوذهم على أغلب مناطق مدينة تعز، التي اندلعت منها الشرارة الأولى لهذه الاحتجاجات، منتصف يناير. ولفت إلى وجود مقاومة مسلحة ضد القوات الحكومية، لكنه قلل من قدرة هذه المقاومة على تحقيق النصر أمام دبابات ومدافع القوات المؤيدة للرئيس صالح، الذي يواجه منذ أكثر من تسعة شهور أعنف حركة احتجاجية، سلمية ومسلحة، مناوئة له، منذ توليه السلطة في عام 1978. ودعت حركة الاحتجاج الشبابي بمدينة تعز إلى “إضراب مفتوح وشامل” اليوم السبت، احتجاجا على “القصف الهمجي والعشوائي”، وللمطالبة بـ”سحب القوات العسكرية من داخل المدينة بشكل كامل”. إلا أن السلطات اليمنية اتهمت من وصفتها بـ”المليشيات المسلحة” التابعة لائتلاف “اللقاء المشترك المعارض، خصوصا حزب الإصلاح الإسلامي، بارتكاب “أعمال إرهابية وإجرامية” ضد “المواطنين وأفراد القوات المسلحة والأمن”، والاعتداء على “المنشآت العامة والخاصة”. وقال مصدر أمني بمحافظة تعز، إن مسلحين معارضين، كانوا متمركزين داخل حيي الروضة وزيد الموشكي، استهدفوا، الخميس، بقذائف “أر بي جي” وصواريخ “لو” المحمولة، مبنى المعهد الصحي، ومستشفى الدرن الحكوميين. كما اتهم المصدر مسلحي المعارضة بإطلاق النار بشكل عشوائي على الأهالي القاطنين جوار المعهد الصحي ومستشفى الثورة، ما أدى إلى إصابة مدني وثلاثة جنود بجروح خطيرة. وكان زعيم قبلي محلي وضابط أمني، مواليان لصالح، قتلا أمس الأول، في كمين مسلح استهدفهما في منطقة “حذران” بتعز. وقد اتهمت السلطات الأمنية بالمحافظة “مليشيات” أحزاب “اللقاء المشترك” باغتيال الشيخ حمال الصوفي، وقريبه الملازم محمد الصوفي، في كمين وصفته بـ”الجبان والغادر”. وحذرت إدارة أمن تعز المعارضة من “مغبة التمادي في ارتكاب هذه الجرائم بحق الأبرياء من المواطنين ورجال القوات المسلحة والأمن”، مؤكدة أنها “لن تقف مكتوفة الأيدي”، وأنها “ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه النيل من امن واستقرار المحافظة”. وكان مئات آلاف المحتجين اليمنيين، تظاهروا أمس الجمعة، في العاصمة صنعاء ونحو 16 مدينة أخرى، تحت شعار “لا ضمانة للقتلة”. وهتف عشرات الآلاف من المحتجين، الذين احتشدوا في شارع الستين الشمالي، شمال غرب صنعاء:”الشعب اليمني أقسم.. صالح لازم يتحاكم”، و”الشعب يريد محاكمة السفاح”، وهتافات أخرى منددة بمنح الرئيس صالح أي حصانة وفق اتفاق نقل السلطة، الذي ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي، ويدعمه بقوة، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ومنظمتا الأمم المتحدة والجامعة العربية. كما شهدت أغلب المدن اليمنية تظاهرات ومسيرات حاشدة مناهضة للرئيس صالح، ومطالبة بتجميد أرصدته المالية وإصدار مذكرة دولية باعتقاله، بتهم قتل المئات من المدنيين منذ اندلاع موجة الاحتجاجات مطلع العام الحالي. بالمقابل، تجمع عشرات الآلاف من أنصار الحزب الحاكم، في ميدان السبعين، جنوب العاصمة اليمنية، تحت شعار “إن للمتقين مفازاً”، وذلك لتأكيد دعمهم لاستكمال الرئيس صالح ولايته الرئاسية حتى سبتمبر 2013. وهتف المتظاهرون “الشعب يريد علي عبدالله صالح”، وهم يرفعون صوره وصور العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز. كما رفعوا لافتات كُتب عليها “الرحيل للمتآمرين والعملاء الجبناء”، و”الخزي لمن يخيف المواطنين ويقلق أمنهم” و”العار لقطاع الطرق والكهرباء” وعبارات أخرى منددة بائتلاف “اللقاء المشترك” المعارض. ودعا المتظاهرون أحزاب المعارضة إلى القبول بالحوار كسبيل وحيد لإخراج اليمن من أزمته الراهنة، و”الكف عن أعمال العنف والفوضى (..) ووضع حد للأعمال التخريبية والاعتداءات على المرافق والمنشآت العامة والخاصة”، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”. وقد تمت التظاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها قوات الحرس الرئاسي، التي عززت إجراءاتها الاحترازية في تلك المناطق، منذ تعرض صالح لمحاولة اغتيال مطلع يونيو الماضي.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©