السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المزروعي: أبوظبي تحتفي بتراثها كل يوم وجهودنا محل تقدير عالمي

المزروعي: أبوظبي تحتفي بتراثها كل يوم وجهودنا محل تقدير عالمي
20 مارس 2009 00:12
افتتح سعادة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أمس الأول الأربعاء فعاليات الندوة العلمية الدولية: ''التراث من الصون والتوثيق إلى الترويج والنقل لأجيال المستقبل'' التي تنظمها الهيئة ضمن فعاليات معرض الكتاب، احتفالاً باليوم العالمي للتراث، ويشارك فيها لفيف من الخبراء والباحثين في التراث المعنوي، وعدد كبير من الشخصيات الثقافية والفكرية المحلية والعربية والدولية· كما افتتح سعادته معرض روائع الصور واللوحات التراثية الذي يضم 13 لوحة فنية، وورشة العمل والمرسم الحر لأطفال مدرستي المروة للتعليم الأساسي والآفاق النموذجية· وقال المزروعي في كلمة ألقاها في افتتاح الندوة إن ''دولة الإمارات لا تزال تواصل جهودها الحثيثة لدعم خطط وبرامج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، وذلك من خلال إنجاز قوائم الجرد المتعلقة بالتراث المعنوي''· مشيراً إلى أن الدولة قطعت في هذا المجال أشواطاً كبيرة في ما يتعلق بالصقارة والعادات والتقاليد الأصيلة عبر تصنيفاتها ومضامينها المختلفة· وأعلن عن مؤتمر دولي سيعقد في أبوظبي في سبتمبر المقبل لتقييم ما تم إنجازه في برنامج قوائم الجرد على المستوى الدولي بمشاركة أكثر من 100 دولة من مختلف أنحاء العالم· وقال المزروعي: ''إن الاحتفاء اليوم في العاصمة أبوظبي باليوم العالمي للتراث ليس وليد اللحظة، فأبوظبي تحتفي بتراثها كل يوم وعلى مدار السنة من خلال ما تخططه وتستثمر فيه وتنجزه من مشاريع رائدة وفق أعلى المعايير العلمية الدولية، وبتوجيهات سامية من قيادتها، وبإرادة مجتمعها الحريص على خدمة ذاكرته الجماعية بما يحمي هويته الوطنية وتطلعاته المستقبلية في إطار ثقافة التسامح والتحاور بين الشعوب، وبدعم قوي من الحريصين على التراث والمؤمنين بمدلولاته الرمزية والثقافية الأصيلة من خبراء وباحثين''· وأكد ضرورة استرجاع القيم النبيلة التي دعا إليها ورسخها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' بهدف حماية التراث وصونه والبحث فيه· مشيراً إلى أن تلك الجهود الكبيرة كانت محل تقدير العالم أجمع بمؤسساته الدبلوماسية والأكاديمية والبحثية، لافتاً إلى أن الشيخ زايد رحمه الله رسم لدولتنا الفتية بقيادتها الرشيدة منهج حب التراث والحرص على حفظه للأجيال الجديدة· وشدد على أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ''تواصل اليوم رسم خططها وتنفيذ مشاريعها في إطار استراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي الغني لإمارة أبوظبي''· بحوث وجلسات تضمنت الندوة في يومها الأول جلستين، وناقشت أربع أوراق عمل هي: ''التراث المعنوي من التوثيق إلى النقل'' وقدمها فرناندو بروجمان، والثانية تناولت ''الترويج للتراث·· نموذج منهاج الأستاذ عبدالله الشيخ البشير'' وقدمها البروفيسور عبدالله علي إبراهيم، أما الورقة الثالثة فقدمتها الدكتورة سعاد زايد العريمي وتتعلق بـ''تفعيل التراث ونقله خطوات لأجيال قادمة'' فيما تناولت الورقة الرابعة والتي قدمها نايف النوايسة ''التراث الشعبي العربي الخاص بالطفل ودور الصناعات الثقافية في ترويجه''· وعالج البروفسور عبد الله علي إبراهيم في ورقته السياق التاريخي والتربوي الذي تولد عنه منهاج للمأثورات الشعبية في مدرسة الأحفاد العليا الأهلية بمدينة أم درمان في السودان في السنوات ما بين 1956 و،1963 في محاولة لتوضيح ظروف وطبيعة وملامح المنهج العامة· وبما أن الفضل في نشأة هذا المنهاج عائد إلى الأستاذ عبد الله الشيخ البشر الذي درس في تلك المدرسة، فقد تم استقاء مادة هذا البحث من أحاديث أجراها الباحث الفولكلوري الطيب محمد الطيب والباحث عبد الله علي إبراهيم مع البشري لبرنامج إذاعي ثم استكمل الكاتب مادة البحث بمقابلات أخرى معه سنة ·1990 وتطرق الباحث الى مدرسة الأحفاد وشخصية الشيخ البشير، ومنهاج الأدب الشعبي، والمديح الشعبي والألعاب الشعبية· أما الباحثة سعاد العريمي فقدمت ورقة بحثية علمية رصينة أصلت فيها لمفاهيم تفعيل التراث ونقله، وأجابت عن سؤال: كيفية تفعيل التراث، وآلياته، والعلاقة بين الأصالة والمعاصرة على هذا الصعيد وطبيعة الحوار المطلوب بين العصر والتراث، واعتبرت الباحثة أن القراءة الصحيحة للتاريخ هي إحدى آليات تفعيل التراث، ونوهت الى أن تفعيل التراث يجب أن يمارس ويؤسس له من خلال الحاضر وليس من خلال الارتكاز على الماضي فقط، وألا يعامل التراث كمعطى جاهز يبحث فقط عن حضور في فضاء غائم خارج إطاره الحيوي· وقالت: ''تفعيل التراث ونقله الى الأجيال القادمة يعني الاعتراف به كمرادف حقيقي لما هو معاش وحاضر في الذاكرة اليومية، ولكن لا يطغى عليه، ليس في سياق التعامل مع منهجية جاهزة وإنما من خلال فحص وتمحيص الواقع وتحديد درجة استيعاب الحاضر والماضي دون تجميد للزمن''· وأفردت الباحثة جزءاً من بحثها لإشكالية التواصل مع التراث والانفصال عنه، ثم للحديث عن الركائز الأساسية في عملية نقل التراث، وخلصت الى مجموعة من التوصيات سوف نتطرق اليها بالتفصيل في قراءة أخرى تشمل جميع البحوث التي ضمتها الندوة· تسويق التراث وجاءت ورقة الأستاذ نايف النوايسة بعنوان: ''التراث الشعبي العربي الخاص بالطفل ودور الصناعات الثقافية في ترويجه'' وعالج فيه جملة قضايا منها: الطفل في التراث الشعبي العربي الذي رأى ان حظ قليل من الاهتمام على هذا الصعيد، مشيراً إلى أن الزمن الحاضر يحمل تحديات ومخاوف لم تكن موجودة في السابق بفعل تطور نظم الاتصال والتكنولوجيا· وهدف النوايسة في ورقته، كما قال، الى ''تحديد الوان تراث الطفولة ارتباطاً بالصناعات الثقافية، والبحث في كيفية الاستفادة من ثمرات العلم الحديث والتكنولوجيا المعاصرة لحفظ هذه الالوان وتخطي قنطرة الاهمال والطمس والخجل لترويجها كمنتج ثقافي محترم يقدمنا الى العالم تقديماً حسناً كمشاركين في البناء الحضاري الإنساني وليس كمتلقين فقط''· وتحدث النوايسة عن الألعاب الشعبية مؤصلاً لحضورها في التراث الديني والاجتماعي، في محاولة لتقديم توصيف نظري حول العاب الاطفال الشعبية المعروفة في العالم العربي، مستعرضاً العاب الذكور وألعاب البنات وما تحمله كل منها من دلالات اجتماعية وثقافية، ثم انتقل الى بعض الالعاب المشتركة بين الجنسين· وعرض لمستقبل الالعاب الشعبية العربية مطالباً بعدة امور لا بد منها لكي يتحقق لها الترويج المناسب ومنها: ؟ تشكيل هيئة عربية معنية بشؤون التراث قادرة على وضع قاموس او دليل للألعاب الشعبية المعروفة في الوطن العربي، وتعميمه على الحضانات ودور رعاية الاطفال· ؟ تصوير الالعاب الشعبية للاطفال بكل اشكال التصوير الفوتوغرافي والفيديو ووضع هذه الالعاب على اقراص مدمجة وتعميمها على كافة دور النشر والمكتبات والمؤسسات المعنية· ؟ تكريس العاب الاطفال في مدارس التربية والمعاهد العلمية· ؟ تصميم برامج تلفزيونية خاصة بالألعاب الشعبية للأطفال· ؟ ابتكار العاب شعبية تحمل مضامين حضارية لتعكس من خلالها القيم والاخلاق العربية النبيلة· ؟ الاهتمام بالكتب العالمية التي اهتمت بألعاب الأطفال وترجمتها وتيسير الوصول إليها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©