الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المركزي الأميركي».. ظروف النشأة وملحمة التأسيس

5 نوفمبر 2015 21:12
خلال السنوات الأخيرة، وخلال تعامله مع أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير في الثلاثينيات، أصبح «مجلس الاحتياطي الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) مسيساً إلى حد كبير، ولا يبدو ذلك مفاجئاً، فالبنك منذ ما يقرب من قرن كامل، بزغ من وحل نظام مالي يضربه الكساد والأزمات. ويتناول «روجر لونشيتين» في كتابه الجديد «بنك أميركا.. الكفاح الملحمي لإنشاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي»، القصة التاريخية لإنشاء البنك، لافتاً إلى أنه كان محاولة طموحة لحل بعض المشكلات العميقة في تجربة الحكم الذاتي الأميركية. ويذكر الكتاب أن البنك المركزي الأميركي جاء ثمرة مفاوضات مضنية بين مصرفي مهاجر من أصول ألمانية وجمهوري أرستقراطي من نيو إنجلاند وديمقراطي مدافع عن حقوق الولايات من ضواحي فيرجينيا. ففي مطلع العشرية الثانية من القرن العشرين، وبسبب ضعف القوانين، غابت المركزية عن النظام المالي الأميركي وأضحى تائهاً. وعانت الولايات المتحدة التي كانت تتحول إلى دولة صناعية من وعكات مالية مستمرة، في ظل نقص السيولة وغياب انضباط البنوك. وفي لندن، أقبل «البنك المركزي» الذي كانت البنوك تضخ فيه حصة ضئيلة من احتياطاتها، على الإقراض بحرية في أوقات الأزمة. وبدأ جهود تطبيق التقليد الأوروبي النافع على النظام الأميركي المعطّل «باول وربورج». ووصل سليل الأسرة المصرفية الألمانية إلى الولايات المتحدة عام 1902 للانضمام إلى بنك «كوهن ليوب آند كو»، فأذهله ضعف نظام التمويل الأميركي. وفي يناير 1907، كتب افتتاحية بصحيفة «نيويورك تايمز»، عنوانها «عيوب واحتياجات نظامنا المصرفي»، طالب فيها بإنشاء بنك مركزي. وبعد تسعة أشهر أظهرت السوق أن وجهة نظره كانت سديدة، وسرعان ما شاع القلق في أكبر بنوك البلاد. واستجاب الكونجرس عبر تشكيل لجنة والقيام بزيارة إلى أوروبا، وكان «وربورج» أرسل خططه الخاصة بإنشاء بنك مركزي إلى عضو مجلس الشيوخ «نيلسون ألدريخ»، الذي كان يترأس اللجنة المالية في المجلس. وعندما قاد «ألدريخ» مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ في جولة إلى العواصم الأوروبية، كان الأميركيون يشعرون بأنهم ممثلون لنظام ضعيف. وعاد «ألدريخ» إلى الولايات المتحدة مؤمناً بفكرة إنشاء بنك مركزي، وفي نوفمبر 1910، ذهب «ألدريخ» و«وربورج» ومجموعة مصرفيين إلى منتجع للأثرياء على جزيرة جيكيل، قبالة شاطئ جورجيا، وهناك وضعوا خطة إنشاء بنك مركزي يخدم مصالحهم، وتمتلكه بنوك خاصة، ويعمل تحت إشراف ضئيل من قبل الحكومة، وهدفه توفير عملة أكثر مرونة. وبدأ تنفيذ خطة البنك المركزي التي وضعتها النخبة ومولها الجمهوريون في واشنطن. لكن في عام 1910 انقلب مجلس النواب لمصلحة الديمقراطيين، وتحولت السيطرة على مجلس الشيوخ من الجمهوريين إلى الديمقراطيين بعد انتخابات 1912. ولكن البنك المركزي وجد مدافعاً غير متوقع هو كارتر جلاس، الذي ترأس اللجنة المصرفية في مجلس النواب. ويشير «لونشيتاين» إلى أنه في يونيو 1913، قدم الرئيس «ويلسون»، الذي أصر على ضرورة وجود مجلس قوي في واشنطن يشرف على شبكة البنوك الاحتياطية الإقليمية المقترحة، خطتَه. وفي اليوم التالي قدم «جلاس» والسيناتور «روبرت أوين» مشروعي قانون متماثلين في مجلسي الشيوخ والنواب، وتم الإعلان عن القانون في مؤتمر قبل عيد رأس السنة الميلادية بأسبوع واحد، ووقع «ويلسون» قانون مجلس الاحتياطي الفيدرالي في 23 ديسمبر 1913. وائل بدران الكتاب: بنك أميركا المؤلف: روجر لونشيتاين الناشر: بنجوين تاريخ النشر: 2015 يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست رايترز جروب»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©