السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأدباء العرب يناقشون التحديات الثقافية والحضارية للأمة

الأدباء العرب يناقشون التحديات الثقافية والحضارية للأمة
20 مارس 2009 00:06
أوصى الأدباء والكتاب العرب الفائزين والمشاركين في فعاليات ''الجائزة العالمية للرواية العربية ـ جائزة بوكر العربية'' بضرورة مواجهة التحديات الفكرية والثقافية التي تواجه الفكر العربي في المرحلة الحالية وضرورة تجديد آليات الخطاب العربي بما يلبي طموحات قادة وشعوب المنطقة ويعزز من هويتها وتفاعلها الإيجابي مع العولمة بالإضافة إلى إيجاد حلول لمشكلات الأمية التي تهدد أكثر من 70 مليون عربي· وشدد المبدعون العرب على أهمية تدشين برامج على نطاق واسع لتكريس قيمة القراءة لدى النشء في الوطن العربي وحثوا وزراء التربية والتعليم في الدول العربية على تخصيص مساحة زمنية واسعة في اليوم الدراسي لتدريب الطالب على المطالعة الحرة وفتح آفاقه المعرفية على أمهات كتب التراث والحضارة العربية وآدابها في مختلف مراحل التعليم· جاء ذلك خلال الحوار المفتوح الذي نظمته جامعة زايد أمس الأول وشهدته معالي الدكتورة ميثاء سالم الشامسي وزيرة الدولة والدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد والدكتور دانييل جونسون نائب مدير الجامعة والروائيون يوسف زيدان ومحمد البساطي وفواز حداد، والحبيب السالمي، وانعام كجه جي وإبراهيم نصر الله، بالإضافة إلى نخبة من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية بالجامعة وعدد من الطالبات· وفي بداية الحوار قدمت معالي الدكتورة ميثاء سالم الشامسي وزيرة الدولة صورة شاملة للكتاب والمبدعين المشاركين في الحوار الذي ضم نخبة من طالبات جامعة زايد حول النهضة الحضارية التي تشهدها الدولة برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مختلف المجالات وخاصة قطاع التعليم الذي يمثل أحد القطاعات التنموية البارزة في الدولة· كما أشادت معاليها بالدور الرائد والجهد التاريخي لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام، وحرص سموها على تعزيز مسيرة المرأة والنهوض بها وتهيئة البيئة المناسبة التي تمكن المرأة من الإبداع في مختلف المجالات سواء في التعليم والعمل ورعاية أسرتها وكذلك المشاركة في التنمية الوطنية، مؤكدة على أن الإمارات تقدم تجربة متميزة فيما يتعلق بتمكين المرأة وتعزيز دورها التاريخي من خلال تبوئها مناصب قيادية حيث تشغل مناصب وزيرة وعضوة مجلس وطني وسفيرة وأكاديمية وعسكرية وطبيبة ومعلمة وعاملة وأم· وأكدت معاليها خلال اللقاء على وجود تحديات كثيرة تواجه الأمة العربية في القضايا الثقافية والفكرية في مقدمتها حالة التراجع التي يشهدها الفكر العربي وخاصة فيما يتعلق بالإنتاج الثقافي والإبداع العلمي، مشيرة إلى أهمية ترسيخ مبادئ التواصل الثقافي وإثراء الحياة الأدبية والفكرية والثقافية في الدولة من خلال استقطاب كبار المبدعين والمفكرين والروائيين من مختلف دول العالم، ودعم نتاجهم الثقافي والفكري بهدف نشر المعرفة الثقافية والتشجيع على القراءة، مؤكدة على الدعم والرعاية التي توليها الحكومة الرشيدة للثقافة ونتاج الأدب العربي بالدولة الذي شهد توسعاً ملحوظاً جعل من دولة الإمارات وجهة ثقافية عالمية· وأكد الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد على اهتمام ورعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد على أن تكون مؤسسات التعليم العالي بالدولة وخاصة جامعة زايد منفتحة على العصر وفي الوقت نفسه تنطلق برامجها وفعالياتها وأنشطتها لتعزز منظومة القيم الأصيلة وتعمل على ترسيخ انتماء أبناء وبنات الدولة لهويتهم الوطنية في إطار شامل من الاعتزاز بهذه الهوية وموروثهم الثقافي من اللغة العربية· وأوضح الدكتور الجاسم أن الجامعة تدرك عظم المسؤولية الملقاة على عاتقها في صقل شخصيات الطلاب والطالبات وإعدادهم لتولي المناصب والمراكز القيادية بمختلف المؤسسات والهيئات بالدولة· وأدار الروائي بهاء طاهر الذي فازت روايته ''واحة الغروب'' العام الماضي الحوار المفتوح بين طالبات جامعة زايد والروائيين الـ6 الذين فازت روايتهم في القائمة النهائية لـ ''الجائزة العالمية للرواية العربية· جائزة بوكر العربية'' هذا العام وهم يوسف زيدان عن روايته ''عزازيل'' ومحمد البساطي عن روايته ''جوع''، وفواز حداد عن روايته ''المترجم الخائن''، والحبيب السالمي عن روايته ''روائح ماري كلير''، وأنعام كجه جي عن روايتها ''الحفيدة الأميركية''، وإبراهيم نصر الله عن روايته ''زمن الخيول البيضاء''· ومن جانبه وجه الروائي يوسف زيدان والذي حصدت روايته ''عزازيل'' المركز الأول في ''الجائزة العالمية للرواية العربية'' كلمة لطالبات الجامعة خلال الحوار أكد فيها على أهمية تصحيح المفاهيم الخاطئة التي تنتشر حول تدهور حال الثقافة في العالم العربي مشيراً إلى أن القراءة لن تندثر يوماً في وجود نخبة متميزة من الروائيين والأدباء والمفكرين والمثقفين في العالم العربي يحرصون على أهمية التبادل الفكري والثقافي، ولفت إلى أن أحد الدلائل على عدم تدني حال الثقافة في العالم العربي وإقبال الناس على القراءة هو أن رواية ''واحة الغروب'' للروائي بهاء طاهر طبعت عدد من المرات قبل حتى أن ترشح للفوز بـ ''الجائزة العالمية للرواية العربية''، بينما طبعت روايته ''عزازيل'' أكثر من 7 مرات في عام واحد وذلك قبل أن تفوز بالجائزة· إقبال طلابي على جناح ''التربية ومن جهة ثانية شهد جناح وزارة التربية والتعليم في معرض أبوظبي الدولي للكتاب حضورا طلابيا مميزاً، حيث احتشد الطلاب والطالبات من مدارس أبوظبي والمناطق التعليمية الأخرى في جناح الوزارة للتعرف على ما يضمه من إصدارات جديدة· وأكدت منيرة صفر مديرة الاتصال الحكومي بالوزارة أن أولياء أمور الطلاب وزوار المعرض فقد اجتذبتهم إصدارات الوزارة من الأدلة التعليمية وأفلام الكرتون ثلاثية الأبعاد، بجانب العشرات من التقنيات التربوية المستخدمة في تطوير المناهج وتطوير التعليم، مشيرة إلى أن زيارة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لجناح وزارة التربية والتعليم في افتتاح المعرض يعد '' وسام شرف '' وتكريم لجهود الوزارة في رعاية النشء وبناء أجيال من المتعلمين· وأوضحت خديجة السلامي رئيس قسم التقنيات ومصادر التعلم أن جميع الأدلة والوسائل التعليمية المعروضة قد تم إعدادها وتنفيذها عبر قسم التقنيات بالوزارة ، ومن بينها الأفلام الكرتونية ثلاثية الأبعاد لمنهج اللغة العربية للصفوف الثلاثة الأولى بالمرحلة التأسيسية ، وتعد الأولى من نوعها على المستويين الخليجي والعربي ، بجانب فيلم وثائقي تعليمي للتربية الوطنية يعد أيضاً الأول من نوعه عربياً كمنج من جهة تعليمية حكومية ، وهو مدعم بأقوال المغفور له الشيخ زايد ''طيب الله ثراه''، وحقيبة تعليمية لمنهاج التربية الإسلامية ، وأدلة خاصة بالمختبرات والمكتبات والتقنيات يتم توزيعها مجاناً على مدارس الدولة· ندوة تنظمها وزارة الثقافة حول الترجمة أقامت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته التاسعة عشرة، ندوة خاصة للإعلان عن إطلاقها مبادرتي ''ترجمة الأدب الإماراتي إلى اللغات الأجنبية'' و''المقايضة بالكتب''، والتي تحدث فيها كل من سعيد العامري رئيس قسم التأليف والنشر بوزارة الثقافة ومنى العامري، نائب رئيس قسم التأليف والنشر، ومحمد عيد إبراهيم من قسم التأليف والنشر والترجمة بوزارة الثقافة· وبدأت الندوة بكلمة سعيد العامري والتي أكد فيها حرص الوزارة على رعاية الإبداع والمبدعين من خلال ترجمة مجموعة من المؤلفات الإماراتية إلى اللغات الأخرى والتي بدأت بترجمة مجموعة من الأعمال إلى اللغة الانجليزية، كما استعرض العامري تعريف الترجمة وأهمية هذه المبادرة في إعلاء شأن الثقافة الإماراتية وإيصالها إلى ما هو خارج حدود الإمارات· أما منى العامري فقد تناولت بالشرح مبادرة ''المقايضة بالكتب'' والتي تهدف إلى نشر المعرفة الثقافية والتشجيع على القراءة والتعريف بالنتاج الأدبي والفكري للمبدعين الإماراتيين وتزويد القراء بأحدث إصدارات الوزارة وتعزيز التواصل الفكري والثقافي بين الوزارة والقراء من خلال مقايضة الإصدارات المتوفرة لديها بالكتب الموجودة لدى القراء· ومن جانبه تناول محمد عيد مفهوم الترجمة منوهاً انها عبارة عن فعل ثقافيّ لغويّ حضاريّ، وان المترجم هو رسول التنوير بين الحضارات، حيث قال: من قديم الزمان وحتى العصر الذي نعيش فيه لم تفقد الترجمة ضرورتها أو فاعليتها، فهي الوعاء الذي تُنقل من خلاله المعرفة من بلد إلى آخر ومن لغة إلى أخرى· الترجمة إذن هي نافذة فكرية ومدخل حضاري يضمن لهويتنا القومية المزيد من التواصل مع الآخر في كل مجالات إبداعه· واضاف ايضا: الترجمة فعل خيانة أصلاً وتذكّر ثانياً وتنوير ثالثاً· هي فعل خيانة، لأن النصّ المترجَم يزيد قليلا أو ينقص قليلا عن النصّ الأصليّ· وهي فعل تذكّر، لأن المترجِم يفعل هذا مع نصّ جيد على الأقل فيحييه في مكان آخر ولغة أخرى ووسط بيئة اجتماعية مختلفة· كما أنها فعل تنوير، لأن النصّ المترجَم في لغته الجديدة ومكانه الآخر وبيئته المختلفة يقوم حتماً بدور رائد في وعي من يقرأه· واستطرد ايضا: ولأن الترجمة جزء من منظومة حضارية وثقافية ضخمة، فمن غير المعقول ألا نرى تقدماً أو تغيراً أو تطوّراً في عالم الترجمة بيننا نحن العرب، ولو قمنا بإحصاء رقمي في مجالات الترجمة، لوجدنا أن الغرب يعمل على توسيع رقعة الترجمة في معظم المجالات، بينما يركز العرب في أحيان كثيرة على الأدب دون الفكر والفلسفة أو العلم بآفاقه الواسعة، وأوصى عيد بضرورة هذه الترجمة العكسية، من اللغة العربية إلى اللغات الحية الأخرى، وأكد عيد على ان مبادرة وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، جاءت لترسيخ قامات مبدعي الإمارات، وتصديرها إلى ساحات الإبداع العالمية، حيث يقوم قسم التأليف والنشر والترجمة بالوزارة حالياً بإصدار سلسلة من ترجمات مبدعي الإمارات في كافة المجالات: الرواية الإماراتية، القصة الإماراتية، الشعر الإماراتي، النقد الأدبي الإماراتي، المسرح الإماراتي، التراث الإماراتي، الفن الشعبي الإماراتي· ويذكر أن أول مجموعة من ترجمات الكتب الإماراتية التي تمت ترجمتها ضمت رواية ''مجبل بن شهوان'' لعلي أبو الريش، قصص قصيرة ''هاجر'' لسلمى مطر سيف، و''خان'' لإبراهيم مبارك، ودواوين ''ثلاثة أرباع الغيم'' لحبيب الصايغ، و''أعصاب السكّر'' لكريم معتوق، و''رجل مجنون لا يحبني'' لميسون القاسمي، ومسرحيات ''مجاريح'' لإسماعيل عبد الله، وكتب ''تأثير المتغيرات على المسرح الخليجي'' للدكتور حبيب غلوم العطار، و''الأصول التاريخية لأسماء المواضع بالإمارات''، لأحمد محمد عبيد، و''الذاكرة الشعبية، خراريف'' لعبدالعزيز المسلم، و''زينة المرأة في الإمارات'' لشيخة الجابري·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©