الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نور شمّا: «البطاقة البريدية»... هدية إماراتية لذوي الإعاقة البصرية

نور شمّا: «البطاقة البريدية»... هدية إماراتية لذوي الإعاقة البصرية
5 نوفمبر 2015 22:18
أحمد السعداوي (أبوظبي) نور شمّا، وجه إماراتي أثبت قدرة الفتيات الإماراتيات على ابتكار كل جديد ومفيد، للوطن، وهو ما بدا عبر مبادرة «البطاقة البريدية» التي أطلقتها عبر موقع «الانستجرام» وتواصلت خلالها مع فنانين تشكيليين من أنحاء العالم إلى جانب زملائهم الإماراتيين، وتنافسوا جميعاً في سباق الخير والعمل التطوعي، عبر مشاركتهم بأعمالهم الفنية المتميزة، التي يذهب ريعها لدعم ذوي الإعاقة البصرية، عبر تعاون مع 30 فناناً من 18 مهنة فنية و14 جنسية قدموا 42 عملاً فنياً لينفذ على البطاقات البريدية، ويتم بيعها وجمع التبرعات للعلاج والوقاية من العمى والإعاقات البصرية، إضافةً إلى نشر المبادرة وزيادة الوعي حول دور مؤسسة نور دبي ومواهب الفنانين المشاركين، وبذلك تصل الرسالة إلى جمهور أوسع حول العالم. فكرة المبادرة تقول نور شمّا، التي تعمل مديرة إدارة الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة بجامعة باريس السوربون أبوظبي: «كنت محظوظة أن أترعرع في بيئة متعددة الثقافات إلى حد كبير، حيث احتوت الدولة العديد من الجنسيات والأعراق والأديان مما أدى لأن نكون أكثر تقبلاً وتسامحاً مع الآخرين. وقالت: هذا العام، اتخذت قراري بإرسال بطاقة بريدية رمزية لتجسد أبسط طرق التواصل الإنساني بين العائلة والأصدقاء والغرباء، بعيداً عن العالم الرقمي الذي بات يطغى على العالم الحقيقي فبتنا نفتقد جوهر التواصل الطبيعي الملموس وقل التفاعل الحقيقي بين الناس». وتقول شمّا، الحاصلة على البكالوريوس في إدارة التصميم من الجامعة الأميركية في الشارقة: نقضي كماً هائلاً من الوقت على أجهزتنا الذكية حتى ونحن مع العائلة والأصدقاء وأدى هذا إلى التفكك الأسَري والتخلف الاجتماعي، إضافةً إلى عدم وجود أي أمر نتطلع إليه لغياب عامل المفاجأة فيما يتعلق بالأنماط السلوكية والحياتية والاهتمامات الإنسانية، وأصبحنا في ألفة مع الغرباء على الرغم من حقيقة أننا لم نقابلهم بصورة شخصية أبداً، ورغم من وجود بعض المزايا في هذه العلاقات والتواصل عبر الشبكات والأجهزة الذكية، فإن هناك جانباً سلبياً لأننا كثيراً ما نشعر بفقد اللمسة الإنسانية في علاقاتنا، ومن هنا جاء مفهوم البطاقات البريدية ويعتمد على مبدأ إعادة الشعور الملموس للتواصل الإنساني. وتقول: «حتى اليوم أرسلت ما يتجاوز 60 بطاقة بريدية ولدي حالياً أكثر عن 250 عنواناً بريدياً من 110 مدن في 42 بلداً حول العالم، والعدد يتزايد، وحصلت على كل هذه العناوين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن أعلنت مبادرتي على الانستجرام بإرسال البطاقات البريدية لكل من يريد الحصول على واحدة، وأجمل ما في هذه المبادرة، هي ردود الأفعال من مستلمي ومترقبي هذه البطاقات. ردود إيجابية تذكر شمّا التي تقوم بتدريس الفن للأطفال في أوقات فراغها أنها، بعد ردود الأفعال الإيجابية، قررت تطوير الفكرة وتقديم شيء ملموس أكثر وإعطاء الأمر معنى أقوى. عندها تواصلت مع فنانين محليين وعالميين ومنهم مصورون، وصناع الدمى، ومصممو الزخارف والتطريز، وفنانون تشكيليون، ومصممو المجوهرات، ومصممو الأزياء والعباءات، ومهندسون معماريون، ومصنعو الفخار، ومنسقو زهور، ومصممو ومنظمو حفلات الزفاف.. لتنفيذ أعمالهم على البطاقات البريدية مقابل رسم نقدي معين يذهب جزء منه كتبرع لمؤسسة نور دبي. مبينة أنها تشعر بالفخر في العمل مع هؤلاء الفنانين وعرض أعمالهم الرائعة لخدمة هدف سامي. لأن هذه البطاقات البريدية صارت الآن مكرسة لمساعدة من هم بحاجة لاستعادة نعمة البصر. مرآة الروح وتوضح أن «منظمة الصحة العالمية» تصدر إحصائيات دورية عالمية حول العمى والإعاقات البصرية. ووفقاً لهذه البيانات، فإن عدد المتضررين من الإعاقة البصرية يرتفع سنوياً بمعدل خطير، ويصاب شخص واحد حول العالم بالعمى كل خمس ثوان.. وفي الإمارات تلعب مؤسسة نور دبي دوراً محورياً في القضاء على مسببات العمى والإعاقة البصرية على مستوى العالم من خلال توفيرها لبرامج علاجية ووقائية وتعليمية للعلاج والوقاية من العمى وضعف البصر في البلدان النامية . وتقول: «انطلاقاً من كوني فنانة، أعتمد كثيراً على حواسي للإبداع أو لتنفيذ مشاريعي ولوحاتي الفنية. إيماناً بأن نعمة البصر لا تقدر بثمن، فالعيون مرآة الروح، وهي أيضاً نوافذنا على العالم من حولنا. وبفضل الله تم توثيق مبادرة البطاقة البريدية من مؤسسة نور دبي وهيئة الشؤون الإسلامية كمبادرة للأعمال الخيرية، بمشاركة 30 فناناً من 18 مهنة فنية و14 جنسية قدموا مجموع 42 عملاً فنياً لينفذ على البطاقات البريدية. وحصلت على تكريم من سلطان المدفع، المدير التنفيذي لـ «امبوست»، والمدير التنفيذي لإدارة عمليات الشبكات لبريد الإمارات، على جهودي في هذه المبادرة». فضول وشغف تؤكد نور شمّا أنه انطلاقاً من كونها فنانة فإنها لا تحصر نفسها ضمن نطاق معين، وبهذا تستطيع التعبير عن ذاتها بطرق مختلفة ومتنوعة، مشيرة إلى أنها لا تخضع لتصنيف معين ضمن إطار محدد، وهي تتطلع للتعبير عن ذاتها بطرق مختلفة لاستكشاف العلاقة بين الفن والهوية والعاطفة عبر مجموعة متنوعة من الصور والتركيبات والأساليب التعبيرية، وهذه الرحلة الكاملة من الإبداع وتطوير فكرة «مبادرة البطاقة البريدية» عبر ربطها بالجوانب الفنية توضح أن شغفها الحقيقي كرائدة أعمال فنية هو التأمل فيما وراء الفكرة وما وراء الفن، بما يفيد المجتمع ويخرج الفن من مجرد متعة بصرية وذهنية إلى فائدة ملموسة للمجتمع، وهو الغرض الأسمى لأي فن يمارسه صاحب موهبة. تفاعل عالمي في سياق التفاعل الإيجابي مع المبادرة ،والذي تخطى حدود الإمارات إلى بلدان عديدة، تقول نور شما إنها تلقت طلبات متكررة من فنانين يريدون المشاركة في المشروع ودعم المبادرة، ما شجعها على تطوير المبادرة وبيع البطاقات البريدية بعد الحصول على موافقة من الفنانين، هذا سيؤدي إلى جمع التبرعات للعلاج والوقاية من العمى والإعاقات البصرية، إضافةً إلى نشر المبادرة وزيادة الوعي حول دور مؤسسة نور دبي ومواهب الفنانين المشاركين، وبذلك تصل الرسالة إلى جمهور أوسع حول العالم. وتوضح أن كلا من السلسلة «1»، والسلسلة «2» تتألف من 21 بطاقة بريدية متنوعة توضح مقدار الدعم الذي وفره الفنانون، والسلسلتان متاحتان للبيع الآن، وللطلبات أو لمزيد من المعلومات، يرجى التواصل على البريد الإلكتروني (inquiries@noorshamma.com).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©