الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

32 نائبة ضمنت عضوية مجلس النواب المصري... والمتوقع 80 امرأة

32 نائبة ضمنت عضوية مجلس النواب المصري... والمتوقع 80 امرأة
5 نوفمبر 2015 20:43

استطاعت 32 سيدة، تأمين العضوية البرلمانية داخل مجلس النواب، من بين 273 نائبا هم نتاج الجولة الأولى للانتخابات المصرية، بمعدل 11.7% قد لا يتناسب مطلقًا سواء مع تعداد السيدات داخل مصر اللاتي يزيدن عن نصف عدد السكان، أو حتى مشاركتهن السياسية بالانتخابات والتي كانت ملموسة.

ويتوقع بنهاية الجولة الثانية، أن تصل قرابة 80 امرأة للبرلمان (56 ضمن الحصة المضمونة بالقوائم، و14 سيدخلن البرلمان ضمن حصة التعيين لرئيس الجمهورية، و5 اجتزن منافسات المرحلة الأولى، ويتوقع عدد مماثل لهن بالجولة الثانية).

لتكون بذلك المرأة المصرية قد اقتربت من المعدلات التي حققتها المرأة بالولايات المتحدة، 80 عضوة بمجلس النواب، و20 بمجلس الشيوخ، هو أعلى تمثيل لها بتاريخ المجلسين، اللذين هيمن عليهما الرجال منذ تشكيل الكونجرس الأميركي الأول عام 1789.

بالرغم من هذا التمثيل المحدود، فإن نتائج الجولة الأولى كانت كاشفة عن تحولات جذرية في نمط التصويت الذكوري، لصالح 5 مرشحات استطعن ليس التغلب عن مرشحين رجال لهم ثقلهم سواء السياسي أو القبلي فحسب، وإنما أيضا تمثيل دوائر كانت محظورة عليهن، في سابقة هي الأولى في تاريخ العمل النيابي المصري.

بهذا، كسرت المرأة حاجز التصويت والصمت والتغلب عن مرشحين رجال بدوائر ساخنة. ففي الإسكندرية، فازت الدكتورة هند الجبالي المدرس بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية، كأول سيدة تحصل على عضوية البرلمان بدائرة "متنزه أول". وكسرت قواعد التصويت بالدائرة منذ عقود في إنجاز لا يقل عما حققته مني شاكر في دائرة "أدفو" بأسوان، متغلبة على كافة القيود سواء القبلية أو الجهوية التي كانت سمة من سمات التصويت بالمحافظة، والأهم منافسة رجال لهم ثقلهم السياسي وحضورهم الجماهيري، وتصبح أول برلمانية مستقلة صعيدية بمجلس النواب.

فمن بين 11 سيدة خضن غمار انتخابات المرحلة الأولى على المقاعد الفردي، استطاعت 5 فقط الفوز وتصدرن الترتيب الأول بدوائرهن، 3 مقاعد بمحافظة الجيزة واثنين بمحافظتي أسوان والإسكندرية.

فقد فازت كل من الدكتورة هند جبالي في دائرة "المنتزه أول" بالإسكندرية، وهيام إبراهيم حلاوة في "أوسيم"، وشادية هريدي ونشوى الديب في "امبابة" بالجيزة، ومنى شاكر خليل في "إدفو" بأسوان، كانت نائبة سابقة ضمن كوتة الحزب الوطني المنحل للمرأة في برلمان 2010.

واللافت للنظر فوز الجبالي كأول سيدة تحصل على عضوية البرلمان عبر خوض الانتخابات بالنظام الفردي والتي أكدت في تصريحات لموقع "الاتحاد الإخباري" أن دعم البسطاء أول وآخر أولوياتها بالإضافة لتحقيق أجندة مطالب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، والأهم بلورة منظومة تشريعية متعلقة بالقوانين التي ترتقي بالخدمات العامة للمجتمع، مؤكدة أن التأمين الصحي والاجتماعي للمرأة المعيلة والمطلقة وذوي الاحتياجات الخاصة أساس عملها البرلماني. وتوجهت بالشكر لسيدات مصر خاصة بدائرة "المنتزه" والتي كسرت قاعدة واتجاهات التصويت تحديدا من السيدات للسيدات بعد أن كان من السيدات للرجال، واستطاعت الفوز في دائرة حملت آليات المال السياسي ومواجهة التيار الديني.

فيما استطاعت نشوى الديب عضو الحزب الناصري، وشادية هريدي المستقلة حصد مقعدي دائرة "امبابة" بمحافظة الجيزة التي يغلب عليها التصويت الجهوي والذكوري. وحصلت الأولى على 35.587 ألف صوت، والثانية 28.188 ألف صوت وتفوقن على 42 مرشحا، في سابقة الأولى من نوعها أيضا.

وأكدت الديب للموقع أن "فوزنا يدل على الوعي المتزايد لأهالي امبابة بحيث باتت المرأة ومساواة للرجل"، مضيفة أنهم أعطوا رسالة للعالم بأن المصداقية والقدرة على العطاء أهم سمات الفوز بالانتخابات. وأضافت أن "البرلمان سيجمع بين جنباته عددا من الشرفاء الذين يستطيعون خدمة الوطن ولن نترك فرصة لرجال الأعمال الاستحواذ على البرلمان". وأكدت أننا بحاجة لمناقشة وإصدار تشريعات من شأنها تحسين الأوضاع التعليمية والصحية للشعب المصري.

فيما استطاعت هيام إبراهيم فتحي حلاوة مرشحة حزب المؤتمر، الحصول على مقعد بدائرة "الوراق" و"أوسيم" بنفس المحافظة، متفوقة على مرشحين رجال لهم ثقلهم ومن أحزاب قوية مثل "المصريين الأحرار" و"النور" بالإضافة للمستقلين.

بالرغم من القبليات والعصبيات التي تسيطر على مجتمع الصعيد والنظرة الدونية للمرأة، إلا أن منى شاكر استطاعت اجتياز كل هذه الصعوبات لتصبح أول امرأة في صعيد مصر تفوز كمستقلة في الانتخابات البرلمانية عن دائرة "إدفو" بأسوان، متفوقة على 42 مرشحا من رموز الحزب الوطني المنحل وحزب النور والمستقلين.

واعتبرت شاكر أن "الوراق" الذي وضع بصناديق الانتخابات لصالحها تعبير ليس على دعم سياسي فحسب، وإنما أيضا عن حب وتقدير.

صحيح أنها تنتمي لقبيلة العبايدة، إحدى أبرز القبائل بمحافظة أسوان، إلا أنها استطاعت الحصول على 33.725 ألف صوت ما يعني وقوف أكثر من قبيلة بجانبها.

وعن دورها في البرلمان أكدت للموقع، أنها ستناقش للقوانين التي وضعت في غيبة البرلمان وعددها 300 قانون، وتحتاج التصديق عليها ثم "نرى التشريعات الجديدة. ولدينا أمل في أن تستقر أوضاع بلدنا بانتهاء الانتخابات مع إعطاء التشريعات الخاصة بالتعليم والصحة وتطوير الصعيد الأولوية التي يستحقها بعد طول تهميش وإقصاء سياسي من المركز بالقاهرة"، بحسب توصيفها.

واللافت، أن نجاح هؤلاء البرلمانيات أتى من خارج المنظومة الحزبية التقليدية أو الكبيرة. فأحزاب مثل: المصريين الأحرار والوفد أو حتى المصري الديمقراطي ــ الاجتماعي أو مستقبل وطن، وكلها أحزاب ليبرالية تدعي التمكين السياسي للمرأة، فشلت مرشحاتهن في الفوز بالدوائر القليلة التي تنافسن فيها، فيما اعتمدت مرشحات الأحزاب الصغيرة أو المستقلات عن أنفسهن في الدعاية الانتخابية والتمويل.     

ومن ثم كشفت نتائج الجولة الأولى للانتخابات، عن ملامح خارطة جديدة للمشهد السياسي يتصدرها وجوه برلمانية جديدة، بالتزامن مع تداعي تحالفات سياسية قديمة وبروز أخرى جديدة، يمكن أن تهيمن هذا المشهد برؤى ونهج جديد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©