السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«صير بني ياس» تجذب عشرات الآلاف سنوياً من عشاق السياحة الطبيعية

«صير بني ياس» تجذب عشرات الآلاف سنوياً من عشاق السياحة الطبيعية
11 نوفمبر 2011 22:59
يتجه عشرات الآلاف من السياح سنويا، إلى جزيرة صير بني ياس التابعة لإمارة أبوظبي، والتي أصبحت وجهة سياحية مهمة تمزج بين البيئة والتاريخ والحياة البرية والطبيعة. وتسهم «صير بني ياس» في دعم وتنويع القطاع السياحي بأبوظبي من خلال احتضانها لمجموعة من المميزات، وتوفيرها أجواء طبيعية تتيح للسياح الاطلاع على ثراء البيئة الطبيعية ومشاهدة أنواع نادرة من الحيوانات الطبيعية والحياة البرية التي توفرها الجزيرة. وتبلغ مساحة جزيرة صير بني ياس 87 كيلومتراً مربعاً، ما يجعلها إحدى أكبر الجزر الطبيعية في الدولة، ويعود اسم “صير بني ياس” إلى قبيلة بني ياس، التي كانت أول من سكن أبوظبي قبل 250 عاماً، وتشكلت الجزيرة ياس قبل نحو 5,000 إلى 10,000 سنة، وكانت قبل ذلك مرتبطة بالبر الرئيسي. ولاستيعاب السياح القادمين الى الجزيرة، قامت شركة التطوير والاستثمار السياحي التي تعمل على تطوير الجزيرة، بتطوير منتجع وسبا جزر الصحراء ذو الخمس نجوم بإدارة أنانتارا، ليكون منتجعا ترفيهيا يقيم فيه الزوار بالجزيرة. ومع نهاية هذا العام ستستقبل جزيرة صير بني ياس العديد من المشاريع الفندقية والسياحية كمركز المؤتمرات ونادي للفروسية ومركز للرياضات المائية، بالاضافة الى افتتاح فندقين جديدين لتسهم في تعزيز الحركة السياحية الى الجزيرة. وتتمثل تلك المشاريع في فندقين هما «اليَمس» و«السهل» ومركز للمؤتمرات وآخر للرياضات البحرية سيكون على شواطئ الجزيرة، بالإضافة إلى إسطبلات للخيول والفروسية. واستقبلت جزيرة صير بني ياس، أكثر من 30 ألف زائر خلال العام الثاني من انطلاقها بزيادة نسبتها 20% مقارنة بالعام السابق. محمية للحياة البرية وتم تخصيص جزيرة صير بني ياس كمحمية للحياة البرية من قبل مؤسس ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه عام 1971 لضمان الحفاظ على الحيوانات والطيور والنباتات المهددة بالانقراض في منطقة شبه الجزيرة العربية. وتعود الجزيرة إلى عهود غابرة في القدم، حيث ظهرت فيها أشكال الحياة البشرية منذ العصر البرونزي، وكان آخر استيطان في الجزيرة قبل نحو 110 إلى 120 عاماً، وحتى اليوم، تم اكتشاف 36 موقعاً أثرياً فيها، وتعود بعض أقدم الأثريات إلى العام 600 للميلاد، ومن المؤمل افتتاح بعض المواقع في جزيرة صير بني ياس أمام السياح في المستقبل القريب. تم غرس عدة ملايين من الأشجار والنباتات في جزيرة صير بني ياس ضمن برنامج الشيخ زايد لتشجير الصحراء، وتنمو شجيرات وأشجار القرم البحري (Avicennia marina)، والمعروفة أيضاً باسم القرم الرمادي، طبيعياً في مختلف المناطق الساحلية الإماراتية وجزرها، ومنها جزيرة صير بني ياس. ويستوطن في جزيرة صير بني ياس أكثر من 30 نوعاً من الحيوانات الطليقة. وفي إطار الجهود الحثيثة الرامية إلى الحفاظ على البيئة، أقيم منتزه الحياة البرية العربية في الجزيرة على مساحة تبلغ 4,100 هكتار (أكثر من 50% تقريباً من مساحة الجزيرة)، وهو مخصص لإكثار وتأهيل الحيوانات البرية الأصيلة في شبه الجزيرة العربية، ويؤوي حالياً أكثر من 10 آلاف حيوان. كما يجري تطوير منتزه الحياة البرية العربية على أربع مراحل، بدءاً بإطلاق أكثر من 10,000 حيوان في البرية، ثم الفصل بين الحيوانات البرية الأصيلة والمهاجرة، وتشمل المرحلة الثالثة إدخال الحيوانات الضارية مثل الفهود والضباع إلى البراري، أما المرحلة الرابعة، فتشمل إخراج الحيوانات من منتزه الحياة البرية العربية وإطلاقها باستمرار في البرية مع إدخال أنواع جديدة من الحيوانات العربية إلى المنتزه. وروعي في إنشاء منتزه الحياة البرية العربية أن يوفر بيئة أصيلة لحيوانات شبه الجزيرة العربية، تتمكن من التجول فيها بمنتهى الحرية والأمان مع تأمين تجربة فريدة للزوار للتمتع بمشاهدة الحياة الطبيعة. ومن الحيوانات النادرة في المنتزه المها العربي المهدد بالانقراض، وقد صُنِّف على أنه من الحيوانات المنقرضة في البرية منذ ستينات القرن العشرين، ويعيش في جزيرة صير بني ياس اليوم قطيع يضم أكثر من 500 رأس خاضع للمراقبة. كما يوجد العديد من فصائل الطيور البرية التي تعتبر المنطقة موطنها الأصلي، مثل النسور والجوارح والصقور، اضافة إلى العديد من الفصائل المهاجرة والتي استقرت واستوطنت فيها، وتشمل هذه الفصائل أيضاً مجموعات من الطيور البشروس (الفلامينغو) والغاق والدجاج البري والبط والطوال أسود الجناح والبط النهري والزقزاق والنكَّات ومالك الحزين. وتستوطن في جزيرة صير بني ياس العديد من الحيوانات التي يصنفها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) ضمن الحيوانات المهددة بالانقراض أو المخاطر الطبيعية، وتشمل الزواحف البحرية والغزال الرملي والبقر الوحشي الأسود والخروف البري الآسيوي والخروف البري الإفريقي والمها العربي، وهكذا فإن للجزيرة دوراً مهماً في حماية هذه الحيوانات والحفاظ عليها للأجيال المقبلة. وتم خلال العام الماضي إطلاق أكثر من 10,000 رأس حيوان من جزيرة صير بني ياس إلى المحميات البرية في صحراء ليوا في بر أبوظبي، وجرى تنفيذ هذا البرنامج الهام بالتعاون مع هيئة البيئة في أبوظبي. أنشطة ميدانية ويمكن للزوار استكشاف هذه الوجهة المميزة عبر مجموعة متنوعة من الأنشطة الميدانية، والمصممة بحيث تكون تأثيراتها البيئية في حدها الأدنى، حيث تشكل جزءاً من تجربة الزوار في جزيرة صير بني ياس، مثل رحلات استكشاف الطبيعة والحياة البرية، وركوب الدراجات الجبلية، والتجديف، والمشي في الطبيعة، والغطس، والرمي بالقوس، وغيرها الكثير. ويتم استقدام خبراء ومرشدين من مختلف أنحاء العالم، وهم في خدمة الزوار خلال جميع الأنشطة لإرشادهم وإعطائهم المعلومات والرد على تساؤلاتهم، وكذلك لضمان سلامتهم وسلامة النظام البيئي في الجزيرة. تتوفر في جزيرة صير بني ياس مجموعة متنوعة من أنشطة الإبحار الشراعي التي تناسب جميع الأعمار والمستويات. ويمكن للمبتدئين الذين يجربون الإبحار للمرة الأولى تلقي دروس تمهيدية في الإبحار الشراعي مدتها ساعة تحت إشراف اخصائيين. أما الزوار المتمرسون في الإبحار، فيمكنهم استئجار مركب شراعي والاستمتاع بمياه الخليج العربي البرّاقة. وفيما يتعلق بالرحلات البحرية والخاصة حيث يأخذ مركب كاتاماران الفاخر (ثنائي الجسم) الزوار في جولة حول جزيرة صير بني ياس، وتشتمل هذه الرحلات على “رحلة الغروب البحرية” و”رحلة بحرية حول الجزيرة” و”رحلة الأنشطة البحرية”، بالإضافة إلى خدمة “استئجار قارب خاص”. وسيتمكن الزوار القادمون إلى صير بني ياس من زيارة اسطبلات صير بني ياس والتي تعد مركز الفروسية الجديد الذي يضم خيولاً عربية أصيلة حيث من المتوقع افتتاحه قبل نهاية العام الحالي. وفيما يتعلق بالأعمال، ستشمل التوسعات الجديدة في منتجع وسبا جزر الصحراء بإدارة أنانتارا مركزاً للمؤتمرات يتسع لما يصل إلى 350 شخصا، وسيتألف المركز من 8 قاعات منفصلة وقاعة اجتماعات. ومن المقرر أيضاً افتتاح مركز الرياضات البحرية، وسيقدم المركز دروساً للزوار الراغبين في الحصول على شهادات في الغطس وسيتيح لهم استئجار ألبسة ومعدات الغوص وتجربتها فعلياً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©