الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجمهور الشاب يذهل الجميع بتفاعله خلال عرس «يا سلام»

الجمهور الشاب يذهل الجميع بتفاعله خلال عرس «يا سلام»
12 نوفمبر 2011 14:53
على بُعد بضعة أمتار فقط من أمواج بحر شاطئ أبوظبي الهادئة، احتشدت أمواج بشرية عاتية طوقت منصة حفلات «معزوفات على الشاطئ» وغمرتها بالرقص والهتاف والتصفيق وشتى أنواع الاحتفال. «التألق» كان عنوان الليلة الثانية بكل المقاييس، وليس تألق النجوم العرب والعجم فقط، بل تألق الجمهور الشاب الذي أذهل الجميع بتفاعله الشديد واحتفائه المحموم والمنضبط في الآن ذاته بجميع النجوم التي سطعت في سماء شاطئ أبوظبي في الليلة الثانية من عُرس «يا سلام» الموسيقي، بدءاً بطاقات فرقة «دهب» المحلية ووُصولاً إلى نجمة النجوم نجوى كرم التي أبت أن تُشعل الجمهور مع منتصف الليل وتُلهب رمال كورنيش أبوظبي ونسماته البحرية الباردة بمفاجآت طربية لم تتوقف. بآلات بسيطة لم تتعد ثلاثة قيثارات وعودين وطبل، نجح أعضاء فرقة «دهب» الخمسة وزميلتهم الجديدة «بارشا» في رسم لوحات موسيقية غنائية جعلت خُطى زوار كورنيش شاطئ أبوظبي تُسرع للاقتراب من المنصة حتى لا يُضيعوا عليهم الكثير، ودفعت بعض من تعودوا على ممارسة الرياضة والجري على الكورنيش قطع حصتهم الرياضية والالتحاق بالجمهور. كانت السهرة مناسبةً للجمهور للتعرف أكثر إلى الإنتاجات التي راكمها رواد الفرقة في سنواتهم السبع الأولى التي أثبتوا أنها كانت سماناً وإمتاعهم بجديد الألبوم الثاني «قبيلة» الذي سيُطرح نهاية السنة الجارية. أبدع شريف مغربي وماجد فاسي وأدهم شرقاوي والآخرون في إمتاع الجمهور بوصلات موسيقية جمعت بين الجاز والروك والبلوز والفولك، وقُدمت بأصواتهم المتميزة وإيقاعاتهم المتناغمة التي لا تهدأ إلا لتُمهد لإيقاعات قوية شبيهة بقرع أجراس شرقية خشنة، أو لتُقدم سيمفونيةً بدويةً أصيلةً هي أقرب إلى لوحة فنية مغناة تختزن الكثير من المشاعر والأحاسيس الوجدانية المتداخلة المعبرة عن الفرح والحزن والحنين والشوق والبهجة والحماس. قصر فترة اعتلاء أعضاء فرقة «دهب» المنصة الذي لم يتجاوز نصف ساعة كان مخيباً لآمال الجمهور، إلا أن صفيرهم وتصفيقهم كانا يقولان شيئاً واحداً مفادُه أن نصف ساعة «دهب» كانت «ممتعةً». داني سيي الصاخب: ممنوع الفواصل منسق موسيقى «دي جي» البريطاني داني سيي كان من بين المتألقين، فبفضله تواصلت الإيقاعات الموسيقية والأغاني الإنجليزية والفرنسية والإسبانية لحوالي نصف ساعة متواصلة دون توقف، إذ لا يُكمل الفنان توديعه للجمهور حتى يُطلق داني جماح أزرار طاولة تنسيق أغاني «دي جي» وسط أشعة النيون الخضراء المتراقصة في سماء الشاطئ والمتواصلة مع رايات «يا سلام» و»الفورمولا وان» وأعلام دولة الإمارات الرأسية المحيطة بساحة الحفل الرملية. لم يملك داني أمام شدة تفاعُل الجمهور إلا الاعتراف بأن شباب أبوظبي أكثر تفاعُلاً و»إزعاجاً» من جمهور دبي، وأن هذه الأيام الثلاثة من نهاية الأسبوع هي «أسخن نهاية أسبوع في أبوظبي هذا العام». عُشاق «دي جي» وسط صخب موسيقى «دي جي» التي يشعر القريبون من المنصة وغير المتعودون عليها مثلي بأنها تكاد تُمزق غشاء طبلة الأذن، تعالت الغترات والعقالات مع القبعات والشالات، واختلطت أصوات أبواق المنصة بصراخ وهتافات جماهير من جميع الأجناس والأعراق، ورقصاتهم المذهلة التي يحسب أي متفرج أنهم طلبة أو خريجو أكاديمية رقص أو ممثلو سلسلة أفلام «ستيب آب/Step up»، فهم يرددون أغاني «دي جي» التي يحفظونها عن ظهر قلب والتي يرقصون على نغماتها ويقومون بحركات مدهشة. أما الحاضرون الآخرون، فمنهم من وضع أقنعةً، ومنهم من صبغ وجهه وكتب عليه اسم فنانه المحبوب، ومنهم من وضع نظارات مكتوب عليها شعارات تشجيعية مختلفة، وجلب معظمهم قنينات ماء لتعويض أجسادهم ما تفقده من سوائل خلال الرقص وجلبوا عُدتهم اللازمة، ومنهم من أطلق بالونات ملونة في السماء كشكل من الاحتفال، بينما أطلق آخرون العنان لأجسادهم لتتفتق عن طاقاتها الحركية الكامنة على شكل حركات وقفزات و»شقلبات» هوائية ورقص. عالم «كول» بجاكيتته المروجة لألبومه الجديد «عالم كول» وقبعته المقلوبة، اعتلى مغني الراب الأميركي جي كول المنصة ليُحيي أول سهرة له في الشرق الأوسط أمام جمهور أبوظبي. قابل الجمهور تحية كول بتحية أحسن منها، وتعالت أياديهم لتُصفق له بحرارة وتُردد أغانيه بشكل جعله لا يُخفي مفاجأته. لم تخل أي من أغانيه من كلمة أبوظبي، فهو يراها مدينةً «جميلةً» ويجد جمهورها مدهشاً. يستعرض كول أغاني عالمه الجديد على المنصة ويتنقل بين جنبات جميع زوايا المنصة، ويحل للحظة محل عازف البيانو وهو يُردد أغنية «مكان جميل» في الإشارة إلى أبوظبي، ويُواصل بعدها قفزاته «الرابية» المتسارعة، وهو يؤدي أغنيةً أكثر صخباً يُتوجها بعبارة «أبوظبي: هل يمكنني أن أسمع صوتك صباحاً، هل يمكنني أن أحظى بقبلتي الصباحية غداً؟!»، ثم يختم كشكول أغانيه بأغنية «لا أحد كاملا» يغنيها معه الجمهور ويصفقون تصفيقة رجل واحد قبل أن يضع كول الستار على عالمه الغنائي المتحرك في أبوظبي مردداً عبارة «أبوظبي: اسمي جي كول وأنا أحبك». أيمن زبيب يوقظ مشاعر الحنين للوطن أول عبارة صدح بها أيمن زبيب وهو يُحيي جمهوره هي «شو بَعْملك هذا وَطَنا»، فقلب اتجاه رقص الجمهور من غربي إلى شرقي وأيقظ فيهم حنين الوطن وأشواقه. حيا مواطني الإمارات وجميع الجاليات العربية المقيمة فيها. وكان الفنان زبيب سخياً مع جمهوره، فما إن يُطالبوه بأغنية إلا طلب من أعضاء الجوق المرافق له عزفها حتى يُغنيها، فكان فعلاً كالطائر الذي يُحب سجانه (الجمهور) ويُلبي كل ما يطلبه منه، فارتحل من أغنية «عمرك سمعت بطير بيحب سجانو» إلى أغنيات أخرى مثل «أكثر من حبك ما بدي وأغلى من عيونك ما عندي» التي ردد كلماتها معه الجمهور العربي على امتداد الساحة الرملية، وهو يرقص الدبكة، ويقدم رقصات دوائر هوائية ورقصات على الأكتاف، قبل أن يختم بأغنية «أشوفك ونم يا مهاجر.. ويا با فراقك علة العلل، يوم هاجرت انفطر قلبي»، أهداها لكل مهاجري الشام في الإمارات وتركهم يغنونها مع أعضاء فرقته ليجعل لحظة اعتلائه المنصة وانسحابه منها مميزةً ومملوءة بالشوق والحنين وفرحة استحضاره فنياً. اكتشاف «ناين ميوزس» بعد الإيقاعات الغربية والعربية، كان الجمهور على موعد مع عرض آسيوي راقص قدمته عُضوات فرقة «ناين ميوزس» التسع القادمات من كوريا الجنوبية. كان واضحاً أن الجمهور يكتشفهن لأول مرة، ويكتشف رقصاتهن المتناسقة وأغنياتهن المقدمة باللغة الإنجليزية تارةً وبالكورية تارةً أخرى، ويتموجن بأجسادهن مثل فراشات أو كائنات لافقرية. بقصات شعورهن المختلفة وأطوالهن وقاماتهن المتقاربة، ولباسهن البراق وكواعبهن متوسطة العلو قدمت عُضوات الفرقة مواد غنائية راقصة منها ما هو رباعي ومنها ما هو جماعي. ونظراً لتجاوب الجمهور معهن، عبرت مغنيات «ناين ميوزس» عن رغبتهن في البقاء مع جمهور أبوظبي الذي يلتقين به لأول مرة، وأهدين له أغنيةً حصريةً من أغاني ألبومهن المرتقب صدوره قريباً. نجوى كرم وليلة الثنائيات يبدو أن النجمة اللبنانية نجوى كرم ضربت موعداً مع منتصف الليل، إذ لم تصعد المنصة إلا بعد أن انتصف الليل، فأحالت ليل أبوظبي إلى صباح شرقي مميز مستهلةً سهرتها بأغنية «شو هالليلة!». وعدت الجمهور منذ ظهورها بأن تُسعده وتجعل الجميع فرحين، وقد أوفت فعلاً بوعدها، إذ جادت عليه بمفاجأة تلو الأخرى وأتحفته بأغنية تلو الأخرى وبأداء مميز تلو الآخر. مُجاراةً للحدث، قدمت نجوى مجموعةً من أغانيها بشكل متواتر ومتواصل على شكل «دي جي» بإيقاع سريع، ولعلها أحبت أن تُواكب سرعة سيارات بطولة «الفورمولا وان» التي تُقام سهرتها بالتزامن معها. قدمت الكثير من أغانيها مثل «خلي كتفك عا كتفي»، و»أنا لاشْحذ حبك من عند الله شحاذه»، و»ما بَسمحلك ما بسمحلك»، و»عطشانة اسقيني وبردانة دفيني»، و»خليني أشوفك بالليل». أولى مفاجآتها كانت أداءها أغنية «دويتو» مع مايسترو الجوق أنطوان شارل بعنوان «عيني بعينك الذي بدا سعيداً ومبتهجاً بالغناء معها، ثانيتها كانت تحديها لعازف الطبل وتقديمها وصلة «دُم دمُ طاك.. دُم دُمْ دروم طاك»، استعرضت فيها عضلاتها الصوتية القوية وكسبت الرهان وتفوقت في الأداء على قوة طبله. أما ثالثتها، فكانت تقديمها «دويتو» آخر مع الملحن جورج مادروسياس «شو هالليلة». هذه الثنائيات المفاجئة، جعلت سهرة نجوى كرم سهرة المفاجآت الثنائية بامتياز. كان تفاعلت الجماهير العربية مع نجوى كرم في غاية الإثارة والإدهاش، إذ رددوا معها جميع الأغاني ورفعوا الأعلام اللبنانية إلى جانب الأعلام الإماراتية وأكثروا من التصفيق وتطايرت رمال الساحة من شدة دبكتهم ووقع رقصاتهم في فقرة موسيقى نجوى سريعة الإيقاع دون كلمات، قبل أن تختم الليلة متوسطة العازفين وأعضاء الفرقة في جو فني في منتهى الانسجام والتناغم، وتترك الجمهور واجماً كأنه لم يُصدق أن ليلة نجوى الصباحية «انتهت». قال النجوم ? نجوى كرم: «سأتحدى العازف تونوي وأنتم تحكمون من يبرح الرهان». ? أيمن زبيب: «شكراً أبوظبي، أرحب بكم وبكل الجاليات العربية، شكراً على محبتكم وتشجيعكم وأهلاً وسهلاً بكم»، «الشباب متجاوبون أكثر من الصبايا، وهذا دليل على أنهم يعيشون قصص حب أكثر». ? داني سيي: «أسْخَن نهاية أسبوع في أبوظبي هذا العام». ? جي كول: لقد أتيت من وراء البحار، وإنه لمن المدهش جداً أن أجد الناس يعرفون أغنياتي .. هذا شيء رائع»، «أبوظبي: هل يمكنني أن أسمع صوتك صباحاً، هل يمكنني أن أحظى بقبلتي الصباحية غدا؟!»، «أبوظبي: اسمي جي كول وأنا أحبك». ? مغنيات «ناين ميوزس»: مسرورات للقائكم في أبوظبي، هاي أبوظبي، نحب أبوظبي، هل تحبون الهيب هوب؟ لذلك نحن هنا».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©