الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محطات فضائية مطّاطية للسياحة والبحوث العلمية والتطبيقات العسكرية

محطات فضائية مطّاطية للسياحة والبحوث العلمية والتطبيقات العسكرية
19 مارس 2009 23:44
تعود البدايات الأولى للحديث عن فكرة إطلاق محطات فضائية مطاطيّة قابلة للنفخ إلى عام 2004 عندما أشار علماء من وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) إلى إنها تنطوي على الكثير من الطموحات القابلة للتحقيق· وفي عام ،2005 أصبحت النسخة الأولى منها التي أطلق عليها إسم (ترانس هاب) TansHab قيد التطوير في مختبرات الوكالة، بحيث تستخدم كمنشآت سكنية إضافية للرواد المقيمين في محطة الفضاء الدولية· وهي على شكل مبنى يتألف من ثلاث طبقات ومصمم بطريقة ذكية لاستضافة عدد كبير من الروّاد أو السيّاح الفضائيين· والمحطات الفضائية البلاستيكية مصممة بحيث تنفخ بالهواء بعد إطلاقها إلى مدارها حول الأرض لتتحول بذلك إلى منشآت متكاملة للبحوث والدراسات الفضائية· وهذه الفكرة تسمح بتخفيض تكاليف إطلاقها إلى مدارها حول الأرض بشكل كبير· ويعود فضل ابتداع هذه الفكرة لخبراء (شركة بيجيلو آيروسبيس) الأميركية الذين أشاروا إلى أن من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة تماماً في الكشوف الفضائية· ويجري الآن العمل على قدم وساق لتصميم وبناء عدد كبير من هذه المحطات غير المكلفة والتي تتميز بخفتها البالغة وحجمها الضئيل وسهولة تحميلها في صواريخ الإطلاق إلى مداراتها حول الأرض· ويتم تصميم هذه المحطات بأشكال مختلفة بحسب الوظائف والبرامج التي ستسند إليها، فمنها ما هي مخصصة لخدمة مراكز البحوث البيولوجية أو العسكرية أو المؤسسات التعليمية أو الأندية الفلكية أو المؤسسات المعنية بإنتاج بعض السلع في نطاق انعدام الوزن ·· إلخ· ويقول خبراء شركة بيجيلو آيروسبيس إن أهم الاستخدامات المقبلة للمحطات الفضائية المنفوخة تكمن في تحويلها إلى فنادق لإقامة السياح الفضائيين· ومن المتوقع أن تصبح ذات يوم الملاذ الآمن لشركات (الخطوط الفضائية) أسوة بحال (الفنادق الأرضية) بالنسبة لشركات الخطوط الجوية· وهذا على الأقل ما أشار إليه رجل الأعمال والملياردير روبرت بيجيلو الذي يستثمر في هذا المشروع إلى جانب كونه صاحب سلسلة فنادق (بادجيت سويتس أوف أميركا)· ويقول بيجيلو في هذا الصدد:(لا شك أن هذه الفكرة تندرج في إطار البرامج الاستثمارية الضخمة التي تحتاج إلى الكثير من المال· ولن يمنعني هذا عن المضي قدماً ودون تردد في هذا المشروع)· وكان بيجيلو يتحدث إلى أهل الصحافة أثناء اصطحابهم في جولة عبر ورشات ضخمة يتم فيها بناء المحطات الجديدة، التي تشبه المناطيد الطائرة في طريقة تركيبها· ولعل من أغرب وأضخم المنشآت التي تتم فيها صناعة هذه المحطات، البركة الضخمة التي تتسع لنحو مليوني لتر من الماء، وهي مخصصة لتفحص المحطات بعد القيام بنفخها التجريبي والتأكد من أنها لاتسرّب الهواء إلى الخارج· وبالطبع، فإن هذا الاختبار يكون على درجة عالية من الأهمية بالنظر لانعدام الضغط الجوي الخارجي في الفضاء الذي ستدور فيه المحطة· وهذا يعني أن أي ثقب مهما كان صغيراً في الجسم البلاستيكي للمحطة يمكن أن يؤدي إلى تفريغ الهواء منها بسرعة كبيرة لتتحول إلى مجرّد كومة من البلاستيك الدائر حول الأرض· وظلّ بيجيلو وفريق العمل الذي وظفه في مؤسسته الإبداعية خلال السنوات العديدة الماضية يقومون بالتخطيط المتقن لمشروع جديد أطلقوا عليه إسم (خطط بنفسك للانطلاق والاستثمار في الفضاء)· ويقول بيجيلو: (قبل بضع سنوات فحسب، رحت أفكر بما يتعين علي إنفاقه من أموال لتحقيق هذا الهدف· وكنت أتوقع أن أنفق ما لايقل عن 500 مليون دولار قبل حلول عام ·2015 وأنا أعتقد الآن بأن نجاح الفكرة أصبح مضموناً)· ويشير بيجيلو أيضاً إلى أن المجازفة ليست من الأمور الغربيــة بالنسبــــة إليه طالما أنه يعمل مقاولاً منذ 35 عاماً، وهي المهنة التي يعرف عنها تميزهـا بعنصـــر المجازفة· وكثيراً ما كان يقتدي بإنجازات وتجارب وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) فيما يتعلق بالاستثمارات الفضائية· وهو يتذكر عن ظهر قلب (حتى وإن كانت ناسا قد نسيت ذلك) أن الوكالة كانت قد أدرجت فكرة إقامة المنشآت الفضائية القابلة للنفخ بالهواء في صلب مشروع المحطة الفضائية الدولية الذي انطلق قبل أكثر من 15عاماً، ولكنها فضلت أن تطوي صفحته دون الإشارة إلى أي سبب مقنع· ونجح بيجيلو في توقيع عدة اتفاقيات مع مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة (ناسا) تقضي باستغلال الفكرة على أسس تجارية وخاصة في مشاريع السياحة الفضائية· عن موقع science.howstuffworks.com وموقع wired.com
المصدر: دنيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©