السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ألفا: أعد جماهير نيجيريا بالعودة حاملين كأس العالم

ألفا: أعد جماهير نيجيريا بالعودة حاملين كأس العالم
7 نوفمبر 2013 22:15
أبوظبي (الاتحاد) - في منتخب نيجيريا المذهل الذي يشن هجوماً بعد هجوم بلا هوادة، ربما لا يجد المراقبون الوقت الكافى للوقوف على مهارات عبدالله ألفا، الذي غالباً ما لا يظهر اسمه على قائمة إحصائيات المباريات، غير أن تمريراته عادة ما تكون وراء تمهيد الطريق لزملائه في الخطوط الأمامية الذين يتولون بأنفسهم مهمة التمريرات الحاسمة، وإيداع الكرة في الشباك. ولكن بمجرد إلقاء نظرة فاحصة على أداء ألفا، يتبين مدى أهميته في أسلوب لعب العملاق الأفريقي، الذي سجل 23 هدفاً في ست مباريات، ورغم أنه يختبئ تحت قميصه الفضفاض الذي يحمل الرقم 8، حيث يبدو كبيراً جداً بالمقارنة مع بنيته الجسمانية النحيفة، إلا أن لاعب خط الوسط البارع هو من يتولى مهمة نقل الكرات من جانب إلى آخر، حيث يملي إيقاع لعب فريقه الذي فجر المفاجأة، وتأهل بكل جدارة إلى نهائي كأس العالم تحت 17 سنة «الإمارات 2013». وقال ألفا المولود في منطقة دلتا نهر النيجر «هذه هي الطريقة التي أحب أن ألعب بها، أسعى إلى الحفاظ على هدوئي والتمحور في كل الاتجاهات لبدء هجماتنا»، وتابع هذا النجم الأفريقي الصاعد، المعجب كثيراً برمز كرة القدم الإسبانية أندريس إنييستا «أنا أحب الطريقة التي يلعب بها، ومعجب بالكيفية التي يستدير ويناور بها لاستلام الكرة وبدء التحركات». ومن المثير للاهتمام أن كلمات ألفا في حق النجم الإسباني المحبوب تأتي، بعد أيام قليلة من عبارات المدح والإعجاب التي كال بها زميله موسى يحيى لصاحب القميص رقم 8 في صفوف العملاق برشلونة خلال حديثه لموقع «الفيفا»، ربما يكون للنيجيريين أذواق مماثلة، ولكن من المؤكد أن هناك شيئاً آخر وراء استلهامهم من صاحب هدف نهائي جوهانسبرج الذي منح اللقب العالمي لأبناء شبه الجزيرة الأيبيرية في جنوب أفريقيا 2010، فمن خلال كثرة حديثهم عن إنييستا وثنائهم على موهبتهم، يتضح بجلاء أسلوب اللعب الذي ينتهجه ألفا وزملاؤه في الإمارات. عقلية هجومية من المفترض أن يكون ألفا لاعب وسط متأخر في صفوف فريق نيجيريا، حيث يلعب بالقرب من المدافعين، ولكنه في الواقع اضطلع حتى الآن بمهام هجومية أكثر منها دفاعية، حيث يميل فريقه إلى الاندفاع إلى الأمام وإرغام منافسيه على البقاء في نصف ملعبهم، مما يعني أن لاعب خط الوسط قصير القامة لم يجد نفسه بعد مضطراً إلى اختبار مهاراته في مراقبة مهاجمي الفريق المنافس. صحيح أنه عادة ما يتمركز على اليمين، ولكنه يملك الضوء الأخضر للتجول كما يشاء فوق أرض الميدان، ذلك أن الموقع الثابت يتعارض تعارضاً تاماً مع فلسفة المدرب مانو جاربا، وهو ما يشرحه ألفا الذي كان أقصر عنصر على أرض الملعب في المباراة التي انتهت بفوز فريقه 3- صفر على السويد: «يمنحنا المدرب الكثير من الحرية» لقد زرع فينا روحاً جماعية عالية، نحن نتضامن جميعاً مع بعضنا البعض كما لو كنا إخوة». بالفعل، يبدو منتخب نيجيريا وكأنه أسرة واحدة تعمل على نحو مثالي، وفي خط الهجوم، يضطلع كيليتشي إيهيناتشو وتايوو أوونيي بحصد الأخضر واليابس، حيث يملكان برصيدهما المشترك تسعة أهداف و12 تمريرة حاسمة، ولكن لا يمكن الحديث عن تألق هذا الثنائي، دون ذكر مصدر الكرات التي تأتي منها تلك الأهداف، وهنا يطفو اسم ألفا على السطح باعتباره العمود الفقري الذي يقوم عليه نجاح المهاجمين، وهو ما يشرحه بنفسه قائلاً: «نتدرب نحن الثلاثة معاً ونلعب سويا منذ وقت طويل جداً، وهذا مكننا من بلوغ الانسجام والتفاهم بدرجة كبيرة على أرض الملعب». في مباراة نصف النهائي، كان أداء ألفا محط متابعة من شخصية بارزة يُقام لها ويُقعد: إنه دييجو مارادونا الذي تابع اللقاء من المدرجات وعلق ألفا على ذلك بالقول: «لم أكن أعرف أنه كان هناك، ولكن حتى لو علمت لما شعرت بالتوتر حيال ذلك، إنه لمن دواعي السرور أن ألعب تحت أنظار واحد من عظماء كرة القدم في كل العصور، وبالفعل، لم يبخل ألفا وزملاؤه على المشاهدين بلمسات رائعة وعروض مذهلة في ملعب راشد، حيث رافقتها صيحات «أوليه... أوليه» من المشجعين. وعد ووعيد في نهائي «الإمارات 2013» اليوم في أبوظبي، سيكون الجمهور على موعد مع مواجهة متجددة بين نيجيريا والمكسيك للمرة الثانية في هذه البطولة، حيث سبق للأفارقة أن سحقوا ممثل أمريكا الوسطى بنتيجة 6-1 في افتتاح مرحلة المجموعات. وقال ألفا في هذا الصدد: «لقد شاهدناهم يلعبون في المباراة الأولى من الدور نصف النهائي، قبل مباراتنا نحن، وأظهروا أداءً قوياً أمام الأرجنتين، نحن نأمل أن نتمكن من تكرار ذلك الإنجاز، في كرة القدم من الصعب التنبؤ بنتائج المباريات، ولكن، بإذن الله، سوف نهزمهم مرة أخرى، بإمكان منتخب المكسيك أن يقوم بجميع التغييرات التي يريدها، لكنه سيكون الفريق نفسه الذي واجهناه في مرحلة المجموعات». ولا يُعتبر ألفا من النوع الذي يُكثر التفكير لإيجاد السبل الكفيلة بتنميق كلماته، قد يفسر البعض ذلك باعتباره متعجرفاً ومفرطاً في الثقة، ولكن لاعب خط الوسط يؤمن بكل بساطة بمؤهلات فريقه وقدرته على هزم أي منافس كان، كما أثبت ذلك منذ بداية البطولة، وبنبرة حازمة ومتفائلة، ختم ألفا حديثه وهو يتطلع إلى المباراة الكبيرة: «أنا أعد أبناء بلدنا بالعودة إلى أرض الوطن حاملين معنا كأس العالم، نعم، يمكنني أن أعدكم بذلك».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©