الرياض (الاتحاد)
قل عنهم ما شئت.. إنهم منتخب ضعيف، أو من دون تاريخ من الإنجازات وليس مخيفاً في البطولة، أو إنه لم يترك بصماته على مدار سنوات المشاركة، ولكن ما شاهدناه من فرحة في عيون كل يمني مقيم في العاصمة السعودية الرياض، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن هذا المنتخب أعاد علم واسم اليمن الموحد إلى الواجهة.
وإذا كان لكل فريق طريقته في الاحتفال، ولكل ثقافة طريقتها في التعبير عن نفسها، خلال هذا الاحتفال، فإن للمنتخب اليمني الذي لقب بـ «الحصان الأسود» للبطولة طريقته الخاصة في الاحتفال.
وحضرت «الاتحاد» ليلة وداع شعبية ورسمية، حضرها جزء ليس بالقليل من أبناء الجالية اليمنية، تلبية لدعوة أحمد الحساوي أحد رجال الأعمال اليمنيين في المملكة، والذي حرص على إقامة حفل عشاء، بعد منتصف الليل، بحضور الشيخ أحمد العيسي رئيس الاتحاد اليمني وجميع أعضاء الاتحاد تحركت حافة المنتخب من فندق كامبانسكي مقر إقامة المنتخب اليمني، بعد الحادية عشرة والنصف مساءً، وكانت عدسة «الاتحاد» حاضرة لتسجيل لحظات فارقة في احتفالية المنتخب اليمني.
واستقبل الحساوي بعثة المنتخب في منزله وأكثر من 100 شخص آخرين، قبل أن يعد وليمة اليمن الأساسية وهي «المندي والمظبي والمدفون»، التي افترشت بها أراضي الاستراحة الواسعة التي ضمت جماهير ومنتخب اليمن، فيما تحول اللاعبون إلى أبطال شعبيين يحرص الجميع على التقاط الصور التذكارية معهم، والأمر نفسه بالنسبة للتشيكي سكوب المدير الفني للمنتخب اليمني الذي أصبح هو الآخر بطلاً شعبياً، بعدما نجح في قيادة المنتخب «الضعيف» وصاحب البصمة المتواضعة في البطولة خلال تاريخه السابق، لحصد النقطة الثانية في تاريخه عبر تعادلين بأداء رجولي أمام قطر والبحرين كان خلالها «الأحمر» نداً قوياً لكلاهما، وحتى خسارته من المنتخب السعودي، كانت بشرف وبعد أداء رجولي وجاد.
وكل ذلك عبر أقل من 3 أشهر من العمل في الدوري اليمني، ومعسكرات إعداد «متواضعة» قبل معسكره الأخير في أبوظبي الذي كان الوحيد المتكامل قبل انطلاق البطولة. وفي حافلة المنتخب كانت «الاتحاد» حاضرة، حيث علت نظرة الحزن على الخسارة وجوه اللاعبين، وحاول مدير المنتخب اليمني وعدد من مسؤولي إدارة الاتحاد التهدئة من حزن اللاعبين، ووعدوهم بصرف مكافآت فور وصولهم إلى العاصمة صنعاء، فضلاً عن وضع صورهم بشوارع اليمن، من منطلق أنهم قدموا مستوى رضا عنه جميع اليمنيين، وكانوا بمثابة «الحصان أسود» بالبطولة، وأخافوا جميع منافسيهم بما فيهم المنتخب السعودي.
ولم تعكر الخسارة من صخب الأفراح والاحتفالات اليمنية التي كانت واضحة بقوة في شوارع الرياض، عبر مسيرات بالسيارات بالأعلام اليمنية لجماهير المنتخب السعيد، فيما لجأ بعض اللاعبين لالتقاط الصور التذكارية بالحافلة التي قلتهم إلى موقع الاحتفالية وحفل العشاء.
وفور الوصول لاستراحة الحساوي، زادت الأفراح، وحرص العيسي على تحية اللاعبين، وأفراد الجهاز الفني، بينما ظهر سكوب مدرب المنتخب حزيناً بعض الشيء، بسبب الخروج، والخسارة من المنتخب السعودي في مباراة، رأى أنه كان يمتلك مفاتيح لعبها، وأقرب للفوز بها أو حتى إدراك التعادل.
ولم يخرج سكوب من حالة الحزن إلا طفلين صغيرين حرصا على التقاط الصور التذكارية إلى جواره، قابلهما بابتسامة حنونة، لأنه افتقد أطفاله بعد قضاء 5 أشهر باليمن للعمل على اختيار اللاعبين، وإعادة تشكيل المنتخب الذي ترك بصمة رغم خروجه مبكراً من البطولة.
ومن جانبه، بدا الشيخ أحمد العيسي أكثر سعادة بمستوى فريق اليمن، وأداء لاعبيه، وقابل الاتحاد، قائلاً الحمد لله، خرجنا مرفوعي الرأس من البطولة، قدمنا أداءً مشرفاً، أسعد جماهير اليمن، وهذه الفرحة، وتلك الاحتفالات تثلج صدر كل مسؤول بالاتحاد، وتجعلنا متفائلين، بما هو قادم في الكرة اليمنية التي تحتاج المزيد من العمل».
ولفت العيسي إلى أن الاتحاد اليمني لديه خطط لتطوير هذا المنتخب بشكل أفضل، حيث يعرض التجديد على المدرب التشيكي سكوب، في أول جلسة تجمعهما في العاصمة اليمنية.
عدد اليوم
