الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكرة الخليجية.. إدارة «هاوية» تقود دوري «المحترفين»

الكرة الخليجية.. إدارة «هاوية» تقود دوري «المحترفين»
21 نوفمبر 2014 00:29
معتز الشامي، رضا سليم (الرياض) عندما نخرج من حدودنا الرياضية، ونطلع على كرة القدم المحترفة والمطبقة في أوروبا وشرق آسيا، نجد أننا لا نعرف عن كرة القدم إلا القليل، وإذا كنا قد ألقينا الضوء على حال الكرة الخليجية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، فاليوم نصل إلى مفصل مهم وحيوي، يجب التركيز عليه إذا ما أردنا تقديم حلول للمشكلات التي تئن بها اللعبة في دورياتنا، ألا وهي «الإدارة الهاوية»، التي فرض عليها أن تقود مشروع دوري المحترفين. ففي كل دول العالم المتطور في مجال كرة القدم، والمطبق للاحتراف كمشروع لا بديل له من أجل تحقيق نهضة كروية معتبرة، ترى التخصص جزءاً أصيلاً من العمل اليومي في الأندية والاتحادات والروابط المحترفة، سواء في أوروبا أو شرق آسيا. غير أن المشكلة العامة التي تشترك فيها دورياتنا الخليجية، سواء كانت محترفة أو هاوية، تكمن في غياب الإداري المحترف، المتفرغ لدوره في إدارة العمل الكروي، والتخطيط لمستقبل اللعبة في الأندية والمنتخبات. وقد أثبتت التجارب الاحترافية الخليجية في السنوات الأخيرة، أن معظم «الكوارث» تأتي من الإداريين الهواة، فقراراتهم يشوبها الارتعاش في كثير من الأحيان، إما للخوف من النقد الإعلامي الذي سيطولهم أو لأن تلك القرارات «عشوائية» غير مدروسة، ولم يتم وزنها بالشكل المطلوب قبل إصدارها. ولا يكاد يمر موسم في أي دوري خليجي، خاصة في السعودية والإمارات أو غيرهما، دون أزمة في قانون أو في قرار اتخذ أو في إدارة أي جانب يتعلق بكرة القدم، ولعل أبرز صور التخبط الإداري الشهيرة في دورياتنا، يظهر في عدم وضوح روزنامة الموسم في العديد من الدوريات، وعلى رأسها الدوري الإماراتي، ناهيك عن كثرة بعثرة الروزنامة في دورياتنا، باستثناء الدوري السعودي والقطري، فكلاهما ملتزم في هذا الجانب أكثر من غيره من الدوريات الخليجية الأخرى. ويطرح البحث في مشكلات الكرة الخليجية، ضرورة أن نعرج على أزمة الإداري، لأنه من يقود اللعبة، والمفترض أنها مخصصة للمحترفين فقط، ولكن بما أن فاقد الشيء لا يعطيه، فلا يمكننا انتظار الأفكار الإبداعية، أو العمل الاحترافي والتخطيط العلمي والعملي للعبة، من إداري قد يكون راتبه 7 آلاف درهم شهرياً، ثم نطالبه بإدارة فريق أو الإشراف الإداري على لاعبين، بل وحتى من يقودون الروابط المحترفة في دورياتنا الخليجية، فضلاً عن أعضاء مجالس إدارات الأندية واتحادات الكرة، ترى أن ما لا يقل عن 90% منهم هواة، وغير محترفين، وهم جاؤوا لمناصبهم إما لأنهم رجال أعمال أو لأنهم أصحاب ثقة وحظوة من القيادات الرياضية الأكبر، أو على أقل تقدير تجدهم موظفين وأصحاب أعمال خارجية، بعيداً عن التخصص الرياضي. ويزيد من فداحة الأزمة، تفرد دورياتنا الخليجية بما يسمى «الإداري السوبر» الذي تجده مسؤولاً في هيئة وعضواً في اتحاد ومديراً في نادٍ، فتتعدد المناصب الإدارية الرياضية للإداري نفسه الذي عادة ما يكون مرتبطاً أصلاً بوظيفة أو بأعمال خاصة، فمن أين يأتي بوقته، وكيف سيتفرغ لإدارة كرة القدم في النادي إذا كان مشغولاً بعضوية لجان في الرابطة أو الاتحاد. ولا يوجد «الإداري السوبر» إلا في دورياتنا الخليجية تحديداً دون بقية دوريات القارة أو العالم بشكل عام. ولعل قرار الاتحاد الآسيوي الذي فرض ضرورة تعيين مدير تنفيذي للأندية والروابط المحترفة، متفرغاً وبدوام كامل، يعوض هذا الأمر، وقد كشف الأمين العام للاتحاد الآسيوي، أليكس سوساي أن آفة إدارة الكرة الخليجية هو غياب مفهوم الاحتراف الإداري والتخصصي، واعترف بأن الكرة الخليجية تملك صفات التطور والتقدم، لكن يعيبها غياب الإداري المحترف، صاحب التخصص في عمله وفي إدارة اللعبة، وهو أبرز المعوقات التي قد تؤدي للحد من التطور المنشود في العملية الاحترافية برمتها، بحسب الأمين العام للاتحاد القاري. ويعني ذلك أن تشديد الاتحاد الآسيوي على الشروط الصارمة، الخاصة بضرورة تعيين إداريين محترفين في مناصب ذات أهمية وتأثير في العملية الاحترافية، سواء المدير التنفيذي أو سكرتير الاحتراف بالأندية والاتحادات، وهو ما يعتبر أحد الأمور التي تعكس خطورة تلك المناصب التي تحتاج لشخص متفرغ ومتخصص في مجاله. واتفقت معظم الآراء التي استطلعناها في حلقة اليوم من تحقيق الكرة الخليجية، على أن مشاكل الكرة الخليجية سببها الأول هو استمرار وجود الإداري غير المتخصص، وغير المتفرغ، لأنه ليس مؤهلاً لإدارة منظومة الاحتراف. تساءل عن سبب ثراء مسؤولي الأندية والاتحادات علي ثاني: الإداريون يحاربون النجوم القدامى ويغارون من إنجازاتهم! فتح علي ثاني لاعب المنتخب الوطني الإماراتي السابق، وأحد فرسان إنجاز التأهل لمونديال 90 النار على المنظومة الإدارية في دوريات واتحادات الكرة الخليجية، مؤكداً أن بعض الإداريين الحاليين، سواء بالاتحادات المتعاقبة خلال السنوات الأخيرة أو حتى الأندية، يغارون من إنجاز لاعبي أجيال الإنجازات في الكرة الخليجية، بحسب كل منتخب وفي كل دولة خليجية. وقال: «للأسف ابتلينا بمن يغار من إنجازاتنا، ويسعى لتدميرها عبر إبعادنا عن التخطيط لمستقبل اللعبة»، ودلل ثاني على رأيه بغياب نجوم جيل الثمانينيات والتسعينيات عن أي مناصب قيادية في الأندية أو الاتحادات الخليجية، وحتى في الروابط المحترفة. الرياض (الاتحاد) انتقد علي ثاني أسلوب إدارة المنظومة الاحترافية في الخليج ووصفها بالمشوهة، وأوضح أن من يقودون تلك المنظومة الآن لا يقبلون بتواجد رموز اللعبة، في أي مناصب إدارية أو قيادية مسؤولة عن كرة ومستقبلها. وتساءل لاعب المنتخب الإماراتي السابق عن السبب وراء استمرار ثراء الإداريين في الأندية والاتحادات والروابط، مقابل زيادة فقر وتواضع دخل النجوم، الذين حققوا الإنجازات وتعبوا وعرقوا في مختلف المحافل من أجل بلادهم. وتابع: «للأسف المسؤولون في الروابط والاتحادات والأندية الخليجية بشكل عام، وفي الإمارات على وجه التحديد، لا يزالون غير مؤهلين للاحتراف ولا يمتلكون ثقافة الاحتراف، وليس لديهم علم في كرة القدم، لذلك أنا أحمل الأندية جزءا كبيرا من هذه الأزمة، لأنها باتت تهتم بالاحتراف الشكلي والالتزام بالمعايير المفروضة آسيوياً، دون تطبيق علمي وواقعي لها، لذلك لا يزالون يخطئون في أبسط الإجراءات القانونية، فهل يعقل أن نتحدث عن الاحتراف ومن يديره لا يزال هاوياً؟». وأضاف: «نحن ننفق في الإمارات 3 أضعاف ما ينفق في الدوري السعودي، فأنديتنا تنفق ما يزيد على مليار درهم في الموسم، بينما مستوى الدوري السعودي أفضل من مستوى دورينا، ما يعني أن هناك خللا يضرب كرة الإمارات بسبب غياب التخطيط السليم، رغم أننا نتفوق في جيل الناشئين من سن 15 وحتى 20، بينما نتوقف بعد هذا السن، بسبب سوء التخطيط». وأشار ثاني إلى أن الإداريين في الاتحاد يعملون فقط من أجل أن يبقون على مقاعدهم ويسعون للنجاح الإداري على المقاعد وليس النجاح الفني داخل الملعب بالنسبة للمنتخبات الوطنية، وقال: «للأسف جميع من في الاتحاد هم إداريون بالأندية، وبعضهم ليس له بصمة أو إنجاز في أنديتهم القادمين منها». وتابع: «عندما رُشح عبد الرحمن محمد قائد منتخب الإمارات في المونديال وصاحب هدفنا في ألمانيا، في الانتخابات على مقعد عضوية اتحاد الكرة، لم يفز، بينما دخل بدلاً منه شخص لم يسبق له ممارسة اللعبة، وبلا أي إنجاز يذكر لكرة الإمارات، وهو ما يعني أننا لن ننجح لأن الأفكار السائدة لا تساعد على النجاح، ومن يضع الخطط لمستقبل اللعبة ليس له تاريخ أو بصمة». وفيما يتعلق بغياب منتخبات الخليج بشكل عام والإمارات عن المونديال، قال: «لن نشم رائحة المونديال، طالما ظلت تلك العقليات تدير منظومة الاحتراف في المنطقة وفي الإمارات». وتابع: «نحن من حقق الإنجاز، وتاريخنا معروف، بينما الواقع يقول أن من يقود اللعبة حالياً إداريون ليس لديهم تاريخ من الإنجازات، ومن بينهم من لم يمارس اللعبة، ولم ينضم للمنتخب، ولم يحقق أي إنجاز قاري أو دولي». أكمل اللاعب الإماراتي السابق: «طبيعة من يقود إدارات الأندية واتحادات اللعبة في المنطقة، أنهم لا يسمحون ببروز الأجيال السابقة من نجوم الكرة، ومن يعمل ضمن لجان الاتحاد، فهم أشخاص يعملون دون أن يسمح لهم باتخاذ قرار، وغير مسموح لهم بالإدلاء بتصريحات، فمع احترامي لعدنان الطلياني أو عبد الله سلطان وغيرهما، فهم صامتون وقبلوا بالعمل الوظيفي الداخلي بالاتحاد شريطة ألا ينتقدوا أو يتحدثوا بصوت عال». وتابع: «أي مسؤول في منصبه لا يتحدث بجرأة لوسائل الإعلام، ولو تحدث فسيتم التضييق عليه ويحارب ويتم تهديده كما فعلوا معي، ولدي وثائق تؤكد أنه في فترة من الفترات انتقدت فيها إدارة اللعبة في الاتحاد والأندية، تم استدعائي وتهديدي، والضغط علي حتى لا أتحدث في أي قضايا تخص اللعبة، سواء بالنسبة للنادي الذي كنت أتبع له أو للمنتخب، وبالتالي من يقودون اللعبة الآن يرغبون في أشخاص صامتين ليسوا أصحاب رأي أو صوت عالٍ حتى ولو كان بالحق». وأضاف: «الإداريون الحاليون مستمرون في مناصبهم وعلى رأس اللعبة منذ أكثر من 20 عاماً، وهؤلاء ومن هم مثلهم في بقية دول المنطقة، نحن كلاعبين سابقين في حقبة التسعينيات والثمانينيات كنا السبب في نجاحهم، وكنا السبب فيما حصدوه وما حصلوا عليه، فنحن تعبنا وهم جنوا الثمار ولا يزالون». ولفت إلى أنه يتحدى أي مسؤول بالاتحادات أو الأندية أن يكون قد عمل على حل مشكلة لاعب سابق مهما كان نجماً وله إنجازاته في الكرة الخليجية أو المنتخبات في بلاده، وقال: «إدارات الاتحادات في الخليج تتذكر اللاعبين القدامي فقط بعد مماتهم، فتطلق أسماؤهم على ملاعب أو دورات مجمعة، بينما ترفض الاستفادة منهم وهم أحياء، لأنهم إداريون ضعفاء ويخشون من نجومية اللاعبين السابقين، خصوصاً من حققوا الإنجازات». وأضاف: «أرى أن العقلية الإدارية الموجودة في الأندية والاتحادات الخليجية «هدامة»، ولا تسعى لبناء مستقبل حقيقي للعبة، كما أنها لا تعرف كيفية وضع الخطط الطويلة وكيفية إدارة منظومة الاحتراف». أكد أن الأمور منظمة على الورق فقط الحبسي: الاحتراف «أجوف» وإدارته «عبثية»! الرياض (الاتحاد) شن العماني سالم الحبسي رئيس الاتحاد الخليجي للصحافة الرياضية هجوماً عنيفاً على إدارات اتحادات الكرة بشكل عام، وفي عُمان على وجه التحديد، وحملها مسؤولية تراجع المنتخبات والكرة الخليجية، ومستوى الدوريات في منطقتنا، بسبب حرص الغالبية العظمى من مسؤولي تلك الاتحادات على كراسيهم، مقابل تراجع كبير في الإعداد للمستقبل والعمل على تطوير مستويات البطولة والمنتخبات. وقال: «للأسف، الاحتراف في الخليج لا يزال على ورق، فلو قارنا أنفسنا بالدول المتطورة في الاحتراف سندرك أننا لا نزال في البدايات الأولى، وأعتقد أنه لا يمكننا اليوم أن نطبق الاحتراف الموجود في ألمانيا وانجلترا وفرنسا، أو حتى محاولة استنساخه خليجياً». وتابع: «كما لا يمكن تطبيق ما يتم في اليابان وكوريا على دولنا الخليجية، بل وحتى الاتحاد الآسيوي عندما فرض الاحتراف كانت شروطه صارمة، لكنه عندما وجد أن المجتمع الرياضي الخليجي لا يستطيع تحمل تلك الاشتراطات أسقط العديد منها، حتى ينجح مشروعه، وبالتالي هو هنا أسقط مشروعه لأنه تنازل عن العديد من المعايير، وللأسف نحن طبقنا الاحتراف على طريقتنا الخليجية، في عصر يترأس فيه الاتحاد الآسيوي مسؤول خليجي، وهو ما يعني أننا نخدع مسؤولي الاتحاد الآسيوي ونقدم لهم أوراقا وهمية عن شركات وإدارات محترفة، وذلك بعلم من يقود الاتحاد نفسه، سواء السابق محمد بن همام أو الحالي وهو الشيخ سلمان بن إبراهيم، ويبدو أن هناك ترحيبا بذلك». وأضاف: «للأسف الشديد هناك رؤساء اتحادات خليجية، ركبوا الموجة واعتقدوا أن الحديث عن ملف الاحتراف سيطيل أعمارهم في كراسي رئاسة الاتحاد، ولكنهم لا يدركون أنهم باتوا خارج إطار الواقع، والدليل أنه لا توجد لائحة مالية موحدة في الدوري الإماراتي مثلاً، ولا توجد في عُمان رابطة محترفين مكونة من الأندية، بل هي لجنة يديرها اتحاد الكرة، وحتى في الكويت يصعب تطبيق مشروع الاحتراف، وأيضاً في العراق واليمن وغيرها، وهو ما يعني أننا نضع عناوين فقط، بينما يكون المضمون أجوف». وأكمل: «يجب على الاتحادات الخليجية أن تبقى لأرض الواقع وأن تزن الأمور بموازينها، وتبحث عن حلول لتطوير الدوريات الخليجية بالفعل، فحتى السعودية التي طبقت الاحتراف قبل ما يزيد على 14 سنة، وقبل بقية الدوريات تعاني من مشكلات لا حصر لها، خاصة فيما يتعلق بسلوكيات اللاعبين واكتشاف المنشطات وغيرها، لذلك فنحن عندما نتحدث عن الاحتراف، يجب أن تكون المنظومة كلها مكتملة في الأندية والرابطة التي تدير الاحتراف وغيرها وأن يكون الإداري محترفاً». وقال الحبسي: «في جميع دورياتنا الخليجية لا توجد شركة كرة قدم حقيقية، ولا يوجد أي نادٍ خاص، بل كلها ملكيات حكومية، ولا تجد نادياً يمتلك ملاعبه بل أكثر من 90% من أندية الخليج لا تمتلك منشآت رياضية وملاعب». وضرب الحبسي مثالاً بتراجع مستويات الدوري بسبب تواضع منظومته الإدارية، وقال: «المستوى الفني تراجع بقوة في الدوري العماني، الذي كان في الماضي دوري قويا ومميزا، ولكن اليوم بات من أضعف الدوريات في المنطقة كلها، بسبب ضعف المنظومة وضعف أسلوب إدارة الدوري خلال السنوات الأخيرة، ما أدى لهجرة النجوم، فضلاً عن غياب النجوم الكبار الذين يعزفون عن اللعب في الدوري العماني». وأضاف: «في عمان جاء مشروع الاحتراف من أجل إنقاذ مجلس إدارة اتحاد الكرة، لأنه كان يعاني بسبب الهجوم الجماهيري عليه فتم تقديم أجندة الاحتراف، وتم الإسراع في تطبيقها رغم عدم جاهزية أنديتنا، وذلك كان سبب رفض الاتحاد لرأي الحكومة العمانية بتأجيل تطبيق مشروع الاحتراف، ما يعني أن اتحاد الكرة العماني قدم مشروعاً وهمياً للجماهير العمانية اسمه الاحتراف في كرة القدم، ولكننا لا نزال غير مهيئين وغير جاهزين لذلك». أكد أنهم دائماً ما يعيشون تحت الضغط أحمد عقيل: نحتاج لتغيير البنية الإدارية كاملة الرياض (الاتحاد) أكد أحمد عقيل عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن طبيعة عمل الإداري في النادي أو الدوري المحترف تختلف تماماً عما هو مفترض، بالمقارنة مع حال الإدارات المحترفة في أوروبا وشرق آسيا، وقال: «للأسف مجالس إدارات الأندية والاتحادات تعتبر مجالس إدارات تنفيذية، وليس كما هو الحال في أوروبا، حيث تكون مجالس الإدارات الخاصة بالأندية الأوروبية تجتمع كل 6 أشهر وتترك للإدارة التنفيذية المسؤولية الكاملة والعمل اليومي، وهذا هو بات دور رئيس مجلس الإدارة في أنديتنا الخليجية، وبالتالي الأمر يحتاج لتغيير منظومة وبنية التكوين الإداري للأندية». وأكمل: «رؤساء الأندية الخليجية دائماً يعيشون تحت الضغط، وهم مطالبون بتحقيق الإنجازات، حتى ولو نجحوا إدارياً وقاموا بنهضة في البنية التحتية وجميع اللعبات الأخرى، فالناس لن تتذكرهم، بل تتذكر من يحقق البطولات والألقاب في كرة القدم». وعن تحميل إدارات الأندية والاتحادات سبب تراجع الكرة الخليجية، قال: «قبل أن نطلق أي رأي يجب ألا نكون مثاليين بدرجة أكثر من اللزوم أو نميل لنظرة سوداء، بل الحياد يفرض علينا أن ندرك أن العقلية الخليجية تقول إننا لو جئنا برئيس نادي ليطور في النواحي الإدارية والسنية ولا يخرج على مستوى الفريق الأول بطولات فسيعتبر فاشلاً». وتابع: «رؤساء الأندية يريدون تحقيق الإنجازات، فقد يأتي رئيس وينفق مئات الملايين، ثم لا يحقق إنجازاً أو لقباً، فلن يتذكره أحد، صحيح أننا نعتب على رؤساء الأندية في بعض التصرفات ومنها المغالاة في عقود اللاعبين، ولكن لا نلومهم لأنهم يريدون تحقيق البطولة والمنافسة على البطولات». وأضاف: «تقع اتحادات الكرة في الخليج بين المطرقة والسندان، مطرقة الأندية ومصالحها وسندان أيام الفيفا والتوقفات الخاصة بالمنتخبات، التي تحتاج لوقت أطول في استدعاء اللاعبين، وقديماً كان اتحاد الكرة يعطي اللاعب أكثر من الأندية، كما باتت الأندية لها حقوق على الاتحاد وتطالب بها، كما ينفق الاتحاد على المواهب، ففي إحدى السنوات وجدنا قائد منتخب الشباب السعودي بلا ناد وبلا مكان يلعب له، رغم موهبته الفذة، والسبب أن ناديه لم يكن يحتاج إليه في هذه الفترة، فتجد الاتحاد يعمل على الموهبة من عمر صغيرة وينفق عليها، ثم لا يجد اللاعب فرصته في تشكيلة فريقه، وبالتالي يتأثر اللاعب بقوة، وبالتالي بات هناك تراجع في الكرة الخليجية والسبب هو اختلاف السياسات ما بين الاتحادات والأندية في معظم دوريات الخليج». أما عن أبرز الحلول، فقال: «من المفترض أن يتم تغيير النظرة والفكر الإداري في الأندية والاتحادات، وخصوصاً الأندية التي لا تزال تتمسك ببعض اللاعبين الذين تخطت أعمارهم الـ30 سنة، ولا تهتم بمنح الفرصة للمواهب الشابة الصاعدة لتشكيلة الفريق، ففي بعض الأندية المنافسة في السعودية تجد معدل أعمار الفريق يصل إلى 30 سنة، وبالتالي كيف سنسمح للاعبين الصغار بالبروز». خالد شبيب: المنظومة خاطئة و«الدخلاء» المشكلة الأكبر الرياض (الاتحاد) أكد خالد شبيب، أمين السر العام بالنادي الأهلي القطري، أن المنظومة الإدارية في زمن الاحتراف خاطئة، وأن الاحتراف منقوص إدارياً، خاصة أن اللاعب محترف والإداري لا يزال في طور الهواية، ويكفي أن ما يحصل عليه اللاعب من رواتب أضعاف ما يحصل عليه الإداري لو أنه متفرغ، وقد يكون أقل من ذلك بكثير لو أن لديه عمل خارجي، والأغرب أنه المسؤول عن النواحي المالية هو الأقل مادياً، وهذه المنظومة تحتاج إلى تعديل. وأضاف: إن عدم احتراف الإداري يؤثر بالسلب على الكرة الخليجية، وأنه لابد أن يكون هناك احتراف للإدارة مثل اللاعب والمدرب، وفي المقدمة تفرغ الإداري لعمله، لأن هناك أدواراً كثيرة للإداري، ففي الفترة الصباحية هناك محاضرات مع اللاعبين، وفي الفترة المسائية يتابع كل صغيرة وكبيرة، فليس الاحتراف أن يتواجد الإداري بالنادي لمدة ساعة ونصف خلال التدريب، وبعدها يرحل من النادي، فليس هناك احتراف بهذا الشكل. وتابع: «هناك ظاهرة واضحة في الدوريات الخليجية، وهي وجود دخلاء على العمل الإداري، وهم ليس لهم علاقة بكرة القدم، ولكن كرة القدم وشهرتها وراء دخول هذه النوعية للمجال الإداري من أجل أن يبرز بأسرع الطرق، ومن المفترض أن تكون الأولوية في الإدارة إلى اللاعب الذي تسلسل في كرة القدم من مراحل الناشئين حتى الاعتزال، وبالفعل العمل الإداري تحول إلى مهنة من لا مهنة له». وحول ما يقدمه النادي الأهلي للإداريين، قال: «نحرص على تثقيف الإداريين الموجودين داخل النادي الأهلي ورفع كفاءتهم الإدارية من حيث أسلوب العمل والإدارة، ودائماً ما نجلب شخصيات إدارية معروفة في المجال الإداري منهم على سبيل المثال الدكتور عبدالقادر زينل، بجانب الدورات التي يقوم بها اتحاد الكرة وتكون إجبارية على كل الإداريين في الأندية وتلزمهم بالحضور واجتياز الدورة». وأضاف: «أعترف أن هناك أخطاء إدارية في ملاعب الكرة الخليجية، سواء من رئيس جهاز أو مدير أو حتى إداري، وللأسف لا يجيد الإداري الحديث مع المدرب أو اللاعبين وليس لديه دراية فنية، والمفروض أنه يحاضر اللاعبين أيضاً، لأن دور الإداري لا يقتصر على الملعب فقط، بل يمتد إلى ما بعد خروج اللاعب من الملعب، وكيفية متابعته إذا كان لديه مشكلة في البيت أو المدرسة أو الجامعة أو أي مكان، وهذا عمل الإدارة بشكل عام». المسؤول ينسف جهد من سبقه ليبدأ من الصفر فلاح حسن: التراجع الإداري «الغربي» وراء تفوق الشرق الرياض (الاتحاد) أكد فلاح حسن، رئيس نادي الزوراء العراقي الحالي ولاعب منتخب العراق السابق، أن الجانب الإداري في الكرة العراقية لا يحقق الطموحات لأننا نتطلع للأفضل دائماً، وما يحدث في الأندية شيء غير مفرح بل تأكيد على أن الأندية لا زالت تحتاج الكثير كي تؤمن بالاحتراف في الإدارة. وأضاف: «الإدارة الخليجية لا زالت هاوية، ولكنها تحاول أن تقترب من الاحتراف، وهناك الكثير من الإداريين سافروا لحضور دورات في التخصص الإداري في أوروبا وآسيا، والاطلاع على نماذج الأندية المتطورة في اللعبة، وقد تطور الشرق الآسيوي كروياً عن الغرب، لأنهم طبقوا الاحتراف بكل جوانبه إدارياً وفنياً، ويخططون لسنوات طويلة، على عكس منطقتنا التي تبحث عن النتائج السريعة، وهناك الكثير من الوقائع على أرض الواقع، منها دورة الألعاب الآسيوية نجد منتخباتنا تشارك بالأولمبي، بينما الشرق يشارك بلاعبين شباب كي يمنحهم الخبرة ولا ينظرون إلى النتائج الآن، لأنهم يعدون أجيالاً لمستقبل على عكس الكرة الخليجية والعربية بشكل عام، ليس لدينا تخطيط للمستقبل، ويكفي أن اليابان يخطط لـ50 سنة مقبلة لأجيال لم تولد». وتابع: «لابد أن نعترف أن الإدارة في الخليج تقدمت كثيراً في عصر الاحتراف عن زمن الهواية من ناحية التنظيم، سواء على مستوى الأندية أو الاتحادات، وهو ما نفتقده على مستوى الكرة العراقية، ونأمل أن يرتفع المستوى الإداري في الأندية العراقية من خلال تنظيم دورات من قبل اتحاد الكرة لرفع المستوى الإداري في كل الأندية، وكيفية إدارة المرافق الرياضية، فهناك العديد من المرافق ولا توجد لها إدارة جيدة، وشاهدت بنفسي أن الأندية الخليجية أدخلت التكنولوجيا في النظام الإداري، وهي تجربة يجب أن تحتذى من قبل بقية الاتحادات الأخرى، التي لا تطبق الاحتراف». وكشف فلاح عن السر الحقيقي وراء تراجعنا إدارياً، وقال: «عندما تؤمن أن من يأتي بعدك سيكمل المسيرة والخطط التي وضعتها، تجد أن هناك تواصلاً بين الأجيال، والأمور تسير بشكل سهل، ولكن مشكلتنا على المستويين العربي والخليجي أنه عندما يتولى مسؤول رياضي منصباً إدارياً ينسف ما بناه الذي سبقه، ويعود إلى الصفر وبالطبع كل شيء يعود معه إلى نقطة الصفر، ونهدر الوقت ولا تتقدم كرة القدم نهائياً، وهو ما يؤكد أن التراجع الإداري من أهم أسباب تراجعنا الكروي». وأضاف: «هذا خطأ وجزء من ثقافة المسؤول الذي يتولى المنصب، ويجب أن يعي هذه المسؤولية، وعليه أن يكمل مشوار من سبقوه، خاصة إذا كان من سبقوه قد قاموا بعمل جيد لبناء قواعد ثابتة، بل تكون فرصة للمسؤول الجديد في اختزال الوقت والانطلاق إلى الأمام بسرعة، لأن إعادة البناء يحتاج إلى وقت طويل». وأكد أن إدارة كرة القدم الخليجية تحتاج إلى تخطيط طويلة المدى لا يرتبط بالأشخاص، أو من يتولى منصب الإداري المسؤول، طالما أن الخطط الطويلة المدى مدروسة بشكل جيد ولها ثمارها، وهناك تجربة في الإمارات باستمرار الأجيال وتألقها من جيل إلى آخر، بسبب التخطيط المدروس غير المرتبط بأشخاص بدليل أن محمد خلفان الرميثي، رئيس اتحاد الكرة الإماراتي السابق رحل عن منصبه، وجاء يوسف السركال الرئيس الحالي، ولم تتوقف منظومة الأجيال في جميع المراحل السنية وهو تأكيد على أن الخطط لم ترتبط بأشخاص أو أن من جاؤوا لديهم قناعة بعمل من سبقوهم، ونحن بحاجة إلى أشخاص لديهم وعي ومتواضعون ويؤمنون بقدرات الآخرين في الإدارة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©