الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: داعش عصابة جاهلية

العلماء: داعش عصابة جاهلية
20 نوفمبر 2014 23:48
حسام محمد (القاهرة) تنظيم «داعش» الإرهابي يمارس عادات الجاهلية بكل حذافيرها فهو ينظم عمليات اختطاف واسعة للنساء ويقيم أسواقاً للنخاسة ويمول أنشطته بالاتجار بالبشر وفرض الإتاوات والقتل على طريقة حروب الجاهلية وعصابات المافيا. كما يستخدم الفتيات صغيرات السن في إغراء المزيد من الشباب في مختلف أنحاء العالم للانضمام إليه. تحرير الرقتستنكر الدكتورة آمنة نصير عميد كلية الدراسات الإسلامية الأسبق بجامعة الأزهر، صمت المؤسسات الدينية على تلك الممارسات التي من شأنها تشويه الإسلام، مؤكدة أن الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم محمد براء من سوق النخاسة ومن بيع «داعش» النساء، ومن كل ممارسات التنظيم الإرهابية، فالإسلام كرّم بني آدم وعلى المسلمين الضرب بيد من حديد على أيدي هؤلاء الذين يريدون إعادة الأمة إلى الجاهلية، وأسواق النخاسة. وتطالب كل المؤسسات الدينية بأن تعلن وتؤكد أنه لا يجوز بيع المرأة الحرة، سواء كانت مسلمة أو كافرة فقد ورد عَنْ النَّبِيِّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ: ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَي بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَي مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَه»، فلا يجوز شراء صبي على أنه عبد، أو شراء امرأة على أنها أَمَة، والإماء غير موجودات في هذا العصر فلا يجوز العمل في تجارة البشر. وتضيف: خطا الإسلام خطوات واسعة منذ صدر البعثة في سبيل تحرير الرقيق، فقد سد منابع الرق وحرّمه، ووسّع مصارف العتق، وصان حقوق الرقيق بعد الإعتاق، وجاء الرسول يحثّ المسلمين على عتق العبيد وتحريرهم، ففي الأثر أنه صلى الله عليه وسلم يقول: «من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منه عضواً من النار». ويؤكد الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة أن الإسلام جاء ليحقق العدالة وليرسي مفهوم ضرب الفساد في الأرض وتحديداً في مسألة الإساءة إلى البشر وبيعهم وشرائهم كالمتاع، والله عز وجل خلق الإنسان كامل المسؤولية وكلفه بالتكاليف الشرعية ورتب عليها الثواب والعقاب على أساس من إرادته واختياره ولا يملك أحد من البشر تقييد هذه الإرادة أو سلب ذلك الاختيار بغير حق. بيع النساء وتقول الدكتورة مهجة غالب عميد كلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر، إن ما ترتكبه تلك التنظيمات مخالف تماماً لأحكام الشرع وجرائم محرمة شرعاً، تعود بنا إلى عصور الجاهلية والانحطاط، وهو أمر مؤثم وفيه خروج على طبيعة الأشياء ويخالف تعاليم الإسلام. وتضيف: حرص الإسلام على تعزيز مكانة الإنسان ويتأكد ذلك من خلال وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالنساء وآيات القرآن حول تكريم بني آدم فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «الصلاة.. الصلاة.. النساء.. النساء»، وكانت تلك آخر وصية منه للمسلمين، وكان صلى الله عليه وسلم قد أوصى بالنساء أيضاً في خطبة الوداع «واستوصوا بالنساء خيراً»، وحين قال «ولا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم». والمرأة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تتمتع بالمساواة في الحقوق والواجبات كما يقول عز وجل: «إنني لا أضيع أجر عامل منكم من ذكر أو أنثى»، ويقول أيضاً: «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة»، أي أن القرآن الكريم ينص على أن الرجل والمرأة من نفس واحدة ومن عنصر واحد وللفهم الديني الصحيح في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كانت المرأة تتمتع بكل الحقوق، حتى إننا كنا نرى مناظرات بين بعض السيدات وبعض الصحابة، مثل التحاور الذي دار بين السيدة أم سلمة وعمر بن الخطاب والتي كانت تحاوره وتنكر عليه وينكر عليها، وكان لها صوت مسموع، وفي وجود الرسول صلى الله عليه وسلم وكثير من الصحابة، بل إنها كانت تشارك في الحياة السياسية وشاركت في مبايعة الرسول. وتشير إلى أنها تندهش من استخدام آفة بيع النساء كوسيلة لتحقيق المكاسب ويزعم من يقومون بذلك أنهم ينفذون تعاليم الإسلام وهم يخطفون النساء ويبيعونهن في تصرف لم يعرفه الإسلام ولكن عرفه الغرب، وتذكرنا كتب التاريخ كيف كان الخطف إلى القرن الماضي مَصدرًا كبيراً للاستعباد، حيث ظل الأوروبيون يَصطادون البشر بِضعة قرون من غرب أفريقيا في ظروف تكتنفها الوحشية المطلقة، وتم خطف عشرات الملايين وهلاك مثلهم في أثناء الغارات التي كان يقوم بها قراصنتهم، وأبى الإسلام إباء شديداً خطف الأحرار، وهدم كل ما بني على هذا الخطف من آثار، والقارئ للتاريخ الإسلامي سيجده يخلو من مثل تلك التصرفات، وهو ما يؤكد أن تلك التنظيمات التي تقوم بخطف النساء تستعير أساليب وتعاليم لا علاقة لها بالإسلام. أجندة غير إسلاميةويقول الدكتور الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية: ما تفعله تلك التنظيمات من بيع للنساء والأطفال وترويع للآمنين لا علاقة له بالإسلام بل هم ينفذون أجندات أجنبية بهدف تشويه الإسلام، مؤكدا أن الإسلام لم يشرع الرق ابتداء، لكنه وجد هذا النظام وتعامل معه كمرحلة انتقالية، وسعى في الوقت ذاته إلى تجفيف منابع الرق، حيث دعا المسلمين إلى عتق الرقاب، وشددت التشريعات الإسلامية على أن بعض الذنوب لا يجوز التكفير عنها إلا بعتق رقبة، وهو ما يعني أن الرق كان تشريعاً وقتياً في الشريعة الإسلامية، فقد جاء الإسلام وللرق وسائل أو مداخل كثيرة، كالبيع، والمقامرة، والنهب، والسطو، والديون، والحروب، والقرصنة، فألغى جميع هذه المداخل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©