الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

أبناؤنا فلذات أكبادنا

أبناؤنا فلذات أكبادنا
20 نوفمبر 2014 23:48
حثَّت الشريعة الإسلامية الغرّاء الآباء على وجوب تربية الأبناء على الإسلام والإيمان، كما قال صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أوَ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: «فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ») (أخرجه البخاري)، فالآباء والأمهات هم المسؤولون مسؤولية مباشرة عن التربية الإيمانية، وغرس بذور الإيمان في قلوب أبنائهم، وتنشئتهم تنشئة عقدية صحيحة، وكذلك وجوب العناية بهم وتعويدهم على القيم والفضائل ومكارم الأخلاق، فالله سبحانه وتعالى قدْ مَدَحَ نبيه- صلى الله عليه وسلم- في أخلاقه، فقال جلَّ شأنه: «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» (سورة القلم الآية (4)، ومن الجدير بالذكر أن التربية الأخلاقية كانت من أسس الدعوة الإسلامية العظيمة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ) (أخرجه أحمد)، فلا بُدَّ من تربية الأبناء تربية أخلاقية تقوم على المثل والأخلاق الفاضلة، حتى تَقَرَّ عيوننا بأبنائنا، أما إذا أُهْمِلَ الطفل فسدت أخلاقه، وتلوثت طباعه. و كلَّ مسلم مسؤول أمام خالقه سبحانه وتعالى عن نفسه، وعن أهله وولده بما يجب عليه تجاههم من التربية الدينية والأخلاقية، لقوله سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ» (سورة التحريم الآية (6)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وََمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) (أخرجه الشيخان). ومن حُسْن تربية الآباء لأبنائهم أَمْرُهُم بعبادة الله سبحانه وطاعته، وأداء الصلاة التي تُعَدُّ أول ما يُحَاسب عليه المرء يوم القيامة، لقوله سبحانه وتعالى: «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى» (سورة طـه الآية (132)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ) (أخرجه أبو داود). ومن توجيهه صلى الله عليه وسلم للآباء، قوله : (أدِّبُوا أولادَكْم على ثَلاثِ خصالٍ: حُبِّ نَبيّكُمْ، وحُبِّ آلِ بَيْتِهِ، وتِلاوةِ القُرآنِ، فإنَّ حَملةَ القُرآنِ في ظِلِّ عرشِ اللهِ، يَوْم لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ مَعَ أنبيائِه وأصْفيَائِهِ) (أخرجه الطبراني) فالتربية الإسلامية تهدف إلى سعادة الإنسان في الدَّارَيْن، ولذا فهي تحث الآباء والمجتمع على تنشئة المواطن الصالح دينياً وخُلُقياً ووطنياً وإنسانياً، ليسهم في بناء مجتمع إسلامي، وجيل قوي بدينه وأخلاقه، نافع لنفسه وأهله ووطنه، به تسعد النفس ويفرح القلب وتقرُّ العين، يصدق فيه قول الله سبحانه وتعالى: «وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَراً وَمُقَاماً» (سورة الفرقان (74-76). ما أحوج الآباء والمربين إلى غرس هذه الوصايا في نفوس الأبناء منذ نعومة أظفارهم، فإن الأبناء إذا شَبُّوا على هذه الفضائل الإيمانية، فإننا سنجد جيلاً كريماً يبني ولا يهدم، ويصلح ولا يفسد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©