الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الحسن البصري.. سيد التابعين

20 نوفمبر 2014 23:40
أحمد مراد (القاهرة) يعرف الحسن البصري بأنه سيد التابعين، وإمام الأئمة، لتميزه بكثرة العلم، وسعة الاطلاع، وتبحره في علوم الفقه والشريعة، فضلاً عن أنه كان فصيح اللسان، قوي الحجة والبرهان. في سنة 21 هجرية، ولد الإمام الحسن البصري في المدينة المنورة، كان أبوه مولى لبعض الأنصار، وكانت أمه ــ خيرة ــ مولاة لأم المؤمنين سلمة رضي الله عنها، ونشأ الحسن وتربى في بيت زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لهذا الأمر أثر كبير في تكوين شخصيته العلمية، حيث نهل من علوم وفضائل هذه البيئة الكريمة. اختلط الحسن البصري منذ صغره بكبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتربى بين أيديهم، ونهل من علومهم، حيث شهد عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو يخطب، وحضر يوم الدار، ورأى طلحة وعليَّ بن أبي طالب. روى أحاديث روى الحسن البصري العديد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن عدد كبير من الصحابة رضوان الله عليهم، أمثال عمران بن حصين، والمغيرة بن شعبة، وعبد الرحمن بن سمرة، وأبي بكرة، والنعمان بن بشير، وجندب بن عبد الله، وسمرة بن جندب، وابن عباس، وابن عمر، وعمرو بن ثعلب، وعبد الله بن عمرو، ومعقل بن يسار، وأبي هريرة، والأسود بن سريع، وأنس بن مالك، وكذلك عن بعض كبار التابعين، كالأحنف بن قيس، وحطان الرقاشي. وعن فصاحة وبلاغة الحسن البصري قال أبو عمرو بن العلاء، ما رأيت أفصح من الحسن البصري، ومن الحجاج بن يوسف الثقفي، فقيل له فأيهما كان أفصح؟ قال الحسن، ويروى أن رجلاً قال للحسن البصري أنا أزهد منك وأفصح، فقال الزهد لا أزكي نفسي به، أما الفصاحة فنعم قال فخذ عليّ كلمة واحدة، قال هذه. أي: التي أنت قلتها الآن وقيل للحجاج من أخطب الناس؟ قال صاحب العمامة السوداء بين أخصاص البصرة. يعني الحسن البصري. زهد وقناعة عرف الحسن البصري بالزهد والقناعة وكثرة العبادة، فكان يصوم الأيام البيض، والإثنين والخميس، والأشهر الحرم، وحكى ابن شوذب عن مطر قال دخلنا على الحسن نعوده فما كان في البيت شيء لا فراش، ولا بساط ولا وسادة، ولا حصير إلا سريراً مرمولاً هو عليه، حشوه الرمل ــ والسرير المرمول هو الذي نسج وجهه بالسعف ولم يكن على السرير سوى الحصير، فيسمى مرمولا ــ وقال حمزة الأعمى ذهبت بي أمي إلى الحسن، فقالت يا أبا سعيد ابني هذا قد أحببت أن يلزمك، فلعل الله أن ينفعه بك، قال فكنت أختلف إليه، فقال لي يوما يا بني آدم إحزن على خير الآخرة لعله أن يوصلك إليه، وابك في ساعات الليل والنهار في الخلوة لعل مولاك أن يطلع عليك فيرحم عبرتك فتكون من الفائزين، وقال إبراهيم اليشكري: ما رأيت أحداً أطول حزناً من الحسن، ما رأيته إلا حسبته حديث عهد بمصيبة وقال يزيد بن حوشب: ما رأيت أحزن من الحسن وعمر بن عبد العزيز، كأن النار لم تخلق إلا لهما. أشاد الكثير من العلماء والمؤرخين بالحسن البصري فقال عنه الزركلي في الأعلام كان إمام أهل البصرة، وحبر الأمة في زمنه، وهو أحد العلماء الفقهاء الفصحاء الشجعان النساك، وقال عنه ابن خلكان كان من سادات التابعين، وكبرائهم، وجمع كل فن من علم وزهد وورع وعبادة، وقال محمد بن سعد، كان الحسن رحمه الله جامعاً عالماً رفيعاً فقيهاً، ثقةً، حجةً، مأموناً عابداً، ناسكاً كثير العلم، فصيحاً جميلاً، وقال الذهبي: كان رجلاً تام الشكل، مليح الصورة، بهيا، وكان من الشجعان الموصوفين. ترك الحسن البصري تراثاً ضخماً من الكلمات المأثورة في مختلف المناسبات، ومن كلماته: إن المؤمن يصبح حزيناً ويمسي حزيناً ولا يسعه غير ذلك، لأنه بين مخلفتين، بين ذنب قد مضى لا يدري ما الله يصنع فيه، وبين أجل قد بقي لا يدري ما يصيب فيه من المهالك. في سنة 110 هجرية توفي الحسن البصري في البصرة، وقد قارب التسعين عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©