الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«أبوظبي للتعليم» يؤكد وجود مؤشرات إيجابية للتجربة الفنلندية في التدريس

«أبوظبي للتعليم» يؤكد وجود مؤشرات إيجابية للتجربة الفنلندية في التدريس
10 نوفمبر 2011 22:46
دلّت دراسة علمية لمجلس أبوظبي للتعليم حول تجربة المدارس الفنلندية في المجلس، على وجود مؤشرات تعليمية إيجابية في عدد من عناصر العملية التعليمية، وكذلك بيئة التعلم التي تأخذ بالمعايير الفنلندية، وطرق وأساليب التدريس المستخدمة، وجودة التفاعل الصفي بين المعلم والطالب، وغيرها من المؤشرات التي تعزز من تميز هذه التجربة. وأكد الدكتور جهاد مهيدات مدير إدارة الشراكات العالمية بمجلس أبوظبي للتعليم، أن الهدف من علاقة الشراكة بين المجلس ومؤسسة إيديوكلاستر الفنلندية، مساعدة معلمي مدرستي الأمين والراقية على إتقان الوسائل التعليمية الفعالة التي من شأنها تعزيز تعلم الطلبة للغتين العربية والإنجليزية، حيث من المقرر إخضاع 40 معلماً مواطناً من المدرستين لبرنامج تدريبي مكثف حول وسائل وأساليب التدريس، بما يشمل تنفيذ برامج صيفية للتدريب العملي في فنلندا، حتى يتمكنوا من إجادة المهارات والقدرات التدريسية العالمية التي تؤهلهم للتدريس في فنلندا نفسها بحلول نهاية فترة السنوات الخمس. وأوضح أن البرنامج الفنلندي يأتي في إطار الخطة الاستراتيجية للمجلس الرامية إلى الارتقاء بالمنظومة التعليمية في إمارة أبوظبي، بما يتماشى مع أعلى المعايير الدولية، وباعتبار فنلندا من بين البلدان الرائدة تعليمياً على مستوى العالم منذ سنوات طويلة، وذلك من واقع النتائج المتميزة لطلبتها في الاختبار الدولي لتقييم الطلبة (PISA)، فقد تم إطلاق برنامج اتفاقية الشراكة التربوية الإماراتية الفنلندية. وأكد تميز التجربة الفنلندية، خصوصاً أن من 10 إلى 15% فقط من المعلمين مرخصون للتدريس في فنلندا، نظراً للمعايير العالية المطلوب من المعلمين تلبيتها ومتطلبات التدرج الوظيفي للمعلمين، علماً بأنه لا يسمح للمعلمين بالتدريس إلا بعد الحصول على درجة الماجستير، وهذا المستوى المتميز هو ما شجع المجلس على إقامة علاقات الشراكة مع المؤسسة الفنلندية في إطار برنامج اتفاقية شراكة تعليمية لمدة 5 سنوات من أجل الدمج بين التجربة التعليمية الفنلندية والإماراتية في مدرستين رائدتين هما مدرسة الأمين للبنين في أبوظبي ومدرسة الراقية للبنات في العين، وتم تطبيق البرنامج في البداية على طلبة الحلقة الأولى بواقع 300 طالب بمدرسة الأمين و500 طالبة بمدرسة الراقية. ولفت إلى أن التجربة تدخل عامها الثاني الذي يتطلب إعداد واختبار نموذج التدريس الصفي المستحدث في إطار تطبيق النموذج المدرسي الجديد الذي بدأ تطبيقه في مدارس أبوظبي، وسيقوم المعلمون المواطنون بإعداد نماذج تعليمية صفية من خلال المعارف التربوية الجديدة المكتسبة، وفي إطار خطة البرنامج للتركيز على تطبيق النهج التربوي المتكامل الذي يشجع على تبني أساليب التدريس باللغتين العربية والإنجليزية، فقد تم التعاقد مع مديري مدارس ومعلمين من فنلندا لتدريس اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم في المدرستين المشاركتين بالبرنامج، وذلك بما يتناسب مع بيئة دولة الإمارات. وقال: بمجرد تأهيل المعلمين المواطنين وحصولهم على الترخيص اللازم للتدريس في المدارس العالمية، ستتاح أمامهم الفرصة لدراسة الماجستير في جامعة يوفاسكولا “Jyv?skyl?” التي تعتبر من أرقى الجامعات العالمية في مجال القيادة التربوية وإدارة الصفوف الدراسية. وأضاف الدكتور جهاد مهيدات إن المجلس يستفيد من الطريقة الفنلندية في التدريس ودورها في رفع مستوى تحصيل الطلبة عن طريق الدمج بين المعلمين المواطنين والفنلنديين في المدرستين، وسيضع المجلس مجموعة من مؤشرات الأداء الرئيسية للمساعدة في تقييم نتائج التجربة الإماراتية الفنلندية ومدى تأثيرها على أداء الطلبة مع نهاية العام الدراسي الحالي 2011-2012. وأكد أن الدرس المهم المستفاد من النظام التعليمي الفنلندي، هو ليس فقط أهمية امتلاك المعلمين لمهارات تربوية متميزة، بل إنهم أيضاً “لا يسمحون للمعلمين بالتدريس سوى بعد الحصول على درجة الماجستير”، ويجب أن يحصل المعلم على الترخيص اللازم من أجل العمل بسلك التدريس، وذلك يتطلب منه التعرف إلى طريقة التعامل مع احتياجات كل طالب على حدة، وليس فقط تدريس المادة العلمية لجميع الطلبة على المستوى نفسه، ومن الأهمية بمكان أيضاً ضمان مشاركة أولياء الأمور في العملية التعليمية للطلبة في مرحلة الطفولة المبكرة، ويجب إتاحة الفرص أمام الطلبة للتعلم من خلال الألعاب وغيرها من الوسائل المناسبة. وقال يوسي كاينولانين مدير برنامج اتفاقية الشراكة التعليمية بمجلس أبوظبي للتعليم إن التركيز لا يقتصر على تنمية المهارات الأكاديمية للطلبة، بل يمتد ليشمل أيضاً توفير بيئة تعليمية جذابة وممتعة لكل طالب على حدة، كي يشعر بالسعادة والمتعة والنجاح، ومن المؤكد أن يؤدي ذلك إلى تحقيق نتائج مبشرة، وليس من قبيل الصدفة أن أكثر من 60% من طلبة فنلندا يستكملون تعليمهم العالي، وبالتالي فنحن نود أن يشعر الطلبة بالسعادة والمتعة أثناء تعلمهم وأن يتطلعوا إلى الذهاب إلى المدرسة. وأضافت أنه في كثير من الأحيان يكون من الصعب على الطلبة إجادة لغتين وهو ما يمكن أن يمثل تحدياً كبيراً لمختلف الأنظمة التعليمية، حيث إنه كثيراً ما يشعر الطلبة بعدم الراحة وتشتت الذهن لعدم استيعابهم لما يقوله المعلم، وكذلك عدم فهم أسباب دراسة موضوعات في حد ذاتها، إلا أن المعلمين المواطنين والفنلنديين في مدرستي الأمين والراقية يعملون معاً على وضع صيغة للتدريس باللغتين العربية والإنجليزية تحت اسم “التعلم المتكامل للمحتوى واللغة” وهذه الصيغة هي السبب وراء نجاح بعض المدارس الخاصة ثنائية اللغة على المستوى العالمي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©