الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبدالمالك أشهبون يرصد زوايا جديدة في روايات نجيب محفوظ

عبدالمالك أشهبون يرصد زوايا جديدة في روايات نجيب محفوظ
28 يناير 2011 22:18
صدر للناقد والأكاديمي المغربي الدكتور عبدالمالك أشهبون كتاب نقدي جديد بعنوان “زوايا ظليلة في روايات نجيب محفوظ”. والكتاب هو دعوة نقدية إلى إيلاء الاهتمام لأول ما يبدأ به النص وآخر ما ينتهي به من عبارات وجمل وفقرات، وتقصّي دلالتها والبحث عن العلاقة المفترضة بين البداية والنهاية في روايات نجيب محفوظ. كما ينطلق هذا الكتاب من التركيز على مساءلة بعض الزوايا الظليلة في روايات نجيب محفوظ. وهي زوايا - حسب الدكتور أشهبون - لم تكن مطروقة بما فيه الكفاية في النقد العربي الذي كان منشغلاً ـ في مرحلة من مراحله ـ أيما انشغال بمضامين النصوص الروائية، أكثر من أي عنصر نصي آخر. يقول الدكتور أشهبون في مقدمة كتابه هذا : لقد أتاحت لنا قراءة بعض الكتابات النقدية التي انصب انشغالها على روايات نجيب محفوظ، فرصة التوقف على جوانب الضعف التي تعتري تلك المقاربات، واستقصاء مظاهر الخلل في تمثل الناقد لمفهوم الممارسة النقدية، دون أن تفوتنا فرصة تسليط الضوء الكاشف على البنيات الدالة، والتيمات المنسية، التي ظلت مغيبة وغير مفكر فيها، ردحاً طويلا من الزمن... وهذا ما فصلنا القول فيه، ودعمناه، بكثير من الأمثلة والشواهد، في مدخل هذا الكتاب. ويقول الدكتور أشهبون في مقدمة كتابه “من بين أهم هذه الزوايا التي ظلت بمنأى عن التداول النقدي في أدبنا العربي، نجد عتبات الكتابة الروائية “العنوان، صورة الغلاف، تعيين الجنس الادبي” وبما أن نصيب هذه العتبات كان بئيساً في مجمل النقد العربي، ولا يستجيب لطبيعة الرهانات الفنية والبنيوية التي ينبغي أن تضطلع بها هذه العتبات، وبما ألا أحد ينكر مكانة خطاب العتبات في النقد المعاصر؛ فإننا أفردنا محطات تحليلية خاصة في هذا الكتاب، لمقاربة كل من العنوان وصورة الغلاف والتعيين الجنسي. ذلك أن أول عتبة يطأها المتلقي هي تعرفه على عنوان الرواية، من هنا انصب اهتمامنا على تحليل هذه العتبة في روايات نجيب محفوظ، من خلال مكوناتها الكبرى: التركيبية والدلالية والتداولية. وحتى نزداد وعياً بأهمية عتبة صورة الغلاف، قمنا بوقفة تحليلية لهذه العتبة في أغلفة روايات نجيب محفوظ. الأمر الذي حفزنا أكثر على البحث عن أفق جديد، يحقق القفزة المرجوة التي تفترض ضرورة النظر إلى صورة الغلاف، من منظور جمالي، لا مجرد اعتبارها محطة تواصلية عابرة، أحادية المظهر وبسيطة التكوُّن”. وسعياً منه نحو الإلمام بقضايا التعيين الجنسي في الأدب العربي عامة، وفي الرواية العربية خاصة، رصد الدكتور أشهبون منطق” التعيين الجنسي في مسار الكتابة الروائية المحفوظية” فاتضح له أن نجيب محفوظ يقف في طليعة الروائيين الذين كرسوا مفهوم التعيين الجنسي في مجمل كتاباتهم السردية. فلم تعد الرواية ـ من منظوره ـ دون مستوى الشعر، بل أصبح لها وضع اعتباري خاص: إنتاجاً وتلقياً، بوَّأَها مركز الصدارة، في زمن )الأربعينيات فما فوق( غدا يوسم بأنه: زمن الرواية بامتياز. كما يندرج الكتاب في إطار الدعوة لإعادة الاعتبار إلى هذه العتبات في روايات نجيب محفوظ، وإعطاء الموضوع ما يستحقه من عناية، قصد الاستجابة لدواعي التطور والتغيير الحاصلين في حقول المعرفة عامة. ويضيف المؤلف “وإذا تأملنا طبيعة انكباب النقد العربي على كل من “البداية” و”النهاية”في روايات نجيب محفوظ، ألفيناه جد خجول، أو بمعنى أصح: غير مؤسس على رؤية منهجية واضحة المعالم...في هذا الإطار، قمنا بمقاربة شعرية “البداية” في روايات نجيب محفوظ، وانتخبنا لهذا الغرض نموذجين رئيسيين أولهما: نموذج البداية القارة كما تقدمه رواية :” قشتمر”، فيما انشغلنا ـ في النموذج الثاني ـ بتشكُّل البداية الفورية في رواية “اللص والكلاب”. وبخصوص خطاب النهايات في روايات نجيب محفوظ، يقول المؤلف “ فقد اخترنا لهذا الغرض نموذج النهايات المأساوية بصفة عامة، ووقفنا مطولا على نهاية رواية “بداية ونهاية” بصفة خاصة، فيما قاربنا تميُّز النهاية الروائية ذات الطابع الدائري، في رواية “اللص والكلاب” التي نعتبرها من بين أهم الأعمال الروائية المحفوظية، ذات النفس التجديدي، سواء على مستوى البناء أو الدلالة... وتماشياً مع التطور الدينامي الذي يفرضه النقد الأدبي المعاصر، والذي غدا يتجه صوب عناصر الصنعة الروائية، ويستهدف مكونات النص الروائي الداخلية (المكون الفاعلي، الزمني، المكاني، السردي، الوصفي...). قدم الدكتور أشهبون تحليلا بنيوياً منفتحاً لآليات اشتغال كل من الممارستين: السردية والوصفية، في رواية نجيب محفوظ الشهيرة: “ثرثرة فوق النيل”. كما اشتغل على مظهر مهم من مظاهر إرهاصات التطوير والتجديد في الكتابة الروائية المحفوظية؛ ويتعلق الأمر باستلهام التراث واستيحائه، وذلك من خلال دراسته لعلاقة الخطاب الروائي بالخطاب الرحلي في رواية “رحلة ابن فطومة”.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©