بقلم - كيت لينبوج:
عندما انتقل بول جاليلو الى هونج كونج قبل شخمسة أعوام ليدير مكتب مجموعة كريديت سويس في آسيا، لم تثمر الاستثمارات المصرفية سوى عن عوائد ضئيلة لا تُذكر، بينما كانت نيويورك الوجهة الأمثل لمثل تلك العمليات آنذاك· وقد كانت النظرة الأميركية المركزية للعالم متمثلة في أن إرسال شخص ما الى آسيا كان بمثابة إرساله الى سيبيريا· لكن الأوضاع تبدلت الآن، فبعد سنوات من مطاردة الوعود الغامضة والمُبهمة بالطفرة الاقتصادية الآسيوية، تغرق بنوك الاستثمار الآن في بحر من الأموال الكثيرة، ففي العام الماضي، كانت أكبر عروض الاكتتاب العام الأولي من نصيب إحدى الشركات الصينية، كما اكتسبت شركات الأغذية والأدوية الهندية شهرة عالمية، وبالتحديد في أوروبا، وعلى سبيل المثال، تغلبت شركة تاتا ستيل الهندية على شركة منافسة برازيلية، حيث رست عليها صفقة شركة كوراس البريطانية المُصَنّعة للفولاذ بقيمة 12,1 مليار دولار أميركي·
وتكسب البنوك الاستثمارية عوائد مالية ضخمة من خلال مساعدة الشركات على رفع رأسمالها، لتجني من وراء ذلك مليارات الدولارات المدفوعة لقاء رسوم تلك العمليات، وبلغ نصيب آسيا وحدها من حجم الصفقات التي أبرمت وأعلنت خلال العام الماضي حوالي 60 في المائة، وترى شركات وول ستريت أن هنالك المزيد من المصادر حيث يمكن جني المال، فنسبة الانفاق في الصين تعد عالية جدا بفعل عمليات الشحن البحرية والبدء بمشاريع جديدة من نوعها·
وتشير الاحصائيات الى أن عوائد فرع مجموعة سيتي جروب في آسيا من الاستثمارات البنكية في آسيا في الربع الأخير من العام الماضي قد تجاوز مثيلتها في فرع الولايات المتحدة، وفي هذا الإطار تقول أليس أو شريك في شركة هيدريك وستراجيلز للأبحاث التنفيذية ''الحصول على وظيفة في آسيا يُعَدّ الآن سبيلا للارتقاء في السّلّم الوظيفي''·
وأشار مسئولون في هونج كونج الى أنهم يتلقّون المزيد من الاستفسارات من مدراء البنوك الاستثمارية الأجنبية الراغبين في التعرف على الاقتصادات النامية في كل من الصين والهند وفييتنام، وقد ساعد مستوى الأجور المرتفعة على حدوث ذلك، وقدّر هاري أونيل مدير عام شركة ويتني جروب للأبحاث التنفيذية، ارتفاع نسبة مكافآت البنوك الآسيوية بنسبة تراوحت بين 20 و30 في المائة في العام الماضي، مقارنة بالعام الذي سبقه، وخلال الأعوام الخمسة الماضية، عمل مدير بنك مجموعة كريديت سويس على قلب العملية الاستثمارية بتعزيز مكتب الصين بعدد كبير من الموظفين، الأمر الذي أكسب البنك أكبر صفقتين استثماريتين في مجال الأسهم، بما في ذلك عرض أكبر اكتتاب أولي لبنك الصين الصناعي التجاري، بلغت قيمته حوالي 21,9 مليار دولار أميركي· وفي العام الماضي باشر بنك مجموعة كريديت سويس أعماله التوسعية الضخمة في الهند بعد تقوية الروابط مع السلطات الهندية، كما تم إنشاء مركزين تابعين للمجموعة في سنغافورة·
نقلا عن صحيفة ''وول ستريت جورنال''
عدد اليوم
