مع بزوغ فجر الاتحاد في الثاني من ديسمبر 1971 الذي شهد تحقيق الحدث الأعظم في تاريخ الإمارات، ارتفعت صروح الإنجاز في نهضة شاملة رسمت معالم دولة حضارية تنهل من ماضيها وترسم للمستقبل إطلالة مشرقة.. فكان القطاع الرياضي مواكباً للمسيرة ، ومتوجاً الجهد بالعديد من الإنجازات في المحافل العربية والقارية والدولية.
كأس العالم هو أهم حدث عالمي في لعبة كرة القدم ويبقى الوصول إلى نهائيات المسابقة حلماً لجميع منتخبات العالم كما أن التأهل واللعب في كأس العالم هو حلم كل لاعب وكل مسؤول وكل مشجع، فالجميع يحلم بالتواجد بين النخبة والصفوة والجميع يرغب في أن يكون محط أنظار العالم فترة البطولة.
وكان هذا الطموح بعيد المدى لكرة القدم في الإمارات حيث كان من المقرر المشاركة في تصفيات كأس العالم 1982، ولكن نظراً لعدم الاستعداد الكافي لخوض هذه التصفيات كان القرار بالانسحاب، وجاءت المشاركة الأولى لمنتخب الإمارات في تصفيات كأس العالم عام 1986 وكان 12 أبريل 1985 هو التاريخ وهي البداية.
وفي هذا التاريخ المجهول للكثيرين البداية الحقيقية والمرة الأولى التي تحط فيها الأقدام الإماراتية في سباق التأهل لبطولة كأس العالم والمكان كان السعودية حيث مباراة الذهاب بين منتخبي الإمارات والسعودية في تصفيات كأس العالم 1986 في المكسيك.
كانت المواجهة صعبة و"الأبيض" الإماراتي يواجه المنتخب السعودي بطل آسيا 1984 وقبل سنة واحدة من ذلك التاريخ ومع ذلك نجح منتخبنا في العودة من الرياض بالتعادل السلبي واستدرجه للقاء الرد في زعبيل في ملعب نادي الوصل، يومها امتلأ الملعب بالجماهير عن بكرة أبيه وخاض منتخبنا مباراة تاريخية وتم تخليد تلك اللحظة عندما انطلقت الكرة من قدم عبدالرحمن محمد بالتخصص على رأس يعرفها جيدا ويعرفها الجميع وتشهد لها الشباك السعودية وهي رأس فهد خميس هدفاً إماراتياً كان كافيا لتأهل الإمارات للدور الثاني، ودخل التاريخ على اعتباره أول هدف إماراتي في تاريخ المشاركة في تصفيات كأس العالم، وانطلقت أفراح الإمارات بإخراج بطل آسيا من التصفيات والتأهل إلى الدور الثاني لمقابلة الفريق العراقي.
وفي مباراة الذهاب في دبي خسر منتخب الإمارات بنتيجة هدفين مقابل ثلاثة ومع ذلك حافظ لاعبو المنتخب على حظوظهم في التأهل حتى النهاية، وفي لقاء الرد الذي أقيم في السعودية حقق منتخب الإمارات المطلوب منه إلى ما قبل صافرة الحكم بثوان معدودة وتقدم منتخبنا الوطني بهدفين لفهد خميس وعدنان الطلياني وبعد أن كان التأهل قريبا للغاية من أجواء الإمارات أخطأ المدافع وسجل منتخب العراق هدفاً قاتلاً أعاد الأحلام إلى نقطة الصفر والانتظار لأربع سنوات مقبلة.
عدد اليوم
