قفزت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي أكثر من أربعة دولارات أمس لتتجاوز 52 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى لها خلال العام الجاري، بعد تحرك مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأميركي لضخ تريليون دولار إضافية في الاقتصاد، مما جدد الآمال في أن يبدأ اقتصاد الولايات المتحدة في الانتعاش قريباً·
وفرض تحرك البنك المركزي أمس الأول ضغوطا على الدولار، مما ساعد أيضا على ارتفاع عقود الخام، وبحلول الساعة 13,17 بتوقيت جرينتش، ارتفع سعر الخام تسليم أبريل المقبل في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 3,92 دولار أي ما يعادل 8,15 في المئة مسجلا 52,6 دولار للبرميل بعد تداوله في نطاق بين 48,78 و52,25 دولار، ولم يصل سعر النفط الأميركي الى 50 دولاراً منذ السادس من يناير الماضي·
وقال مايك ويتنر المحلل لدى ''سوسيتيه جنرال'' الفرنسي ''نشهد في الوقت الحالي عودة إلى الاقبال على المخاطرة في سوق النفط تستند إلى إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي؛ ذلك يؤثر بشكل إيجابي على المعنويات''·
وفي الساعة 12,05 بتوقيت جرينتش، ارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي في عقود مايو المقبل 3,11 دولار إلى 50,77 دولار للبرميل·
غير أن ويتنر قال إنه لا يتوقع أن تبقى الأسعار فوق 50 دولارا لفترة طويلة رغم تحرك مجلس الاحتياطي الاتحادي·
وانخفض سعر الدولار أمام سلة عملات أمس بعد أن سجل أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ عام 1985 أمس الأول، والدولار الضعيف يمكن أن ينعش طلب المستثمرين على النفط وسلع أخرى مقومة بالدولار·
وفي سياق متصل، قال علي النعيمي وزير النفط السعودي لشبكة تلفزيون سي·ان·ان الأميركية إن منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' أجرت تخفيضات كافية للإنتاج ونجحت في ''وضع حد'' لانخفاض أسعار النفط، لكنها ترغب في رؤية أسعار أعلى لضمان الاستثمارات·
وقال النعيمي إن سعرا يتراوح بين 40 و50 دولاراً للبرميل قد يحد من استثمارات المنتجين الهامشيين ويقلل الامدادات على المدى الطويل·
وفي نفس الاتجاه، قال باولو سكاروني الرئيس التنفيذي لشركة ايني الإيطالية للنفط أمس إنه ينبغي ألا تنخفض الأسعار عن 60 دولاراً للبرميل للحفاظ على الاستثمارات بالقطاع·
كما دعا مدير عام الوكالة الدولية للطاقة نوبو تاناكا الدول المنتجة الى مواصلة الاستثمار والرهان على معاودة ارتفاع الاسعار على المدى الطويل، لكنه توقع أن يتواصل تراجع الطلب على النفط خلال العام الجاري·
عدد اليوم
