الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هيلاري والناخبون السود

3 نوفمبر 2015 21:55
بدأت المترشحة الديمقراطية الأوفر حظاً هيلاري كلينتون يوم الجمعة الماضي بشكل جدي، فيما يمكن أن يصبح أكثر عمل مشقة في حملتها للفوز بالرئاسة، ونعني مهمة إقناع الناخبين السود بأنها تستحق فعلاً الفوز بخلافة الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض. ومع هذا، من الناحية النظرية، تبدو جاذبية كلينتون بين السود قوية، بشكل عام، وقد أظهرت الزيارات التي أدتها إلى تشارلستون وساوث كارولينا وأتلانتا تأييداً واسع النطاق لوزيرة الخارجية، والسيدة الأولى السابقة، من قبل زعماء السود، ومن بينهم «جون لويس»، رمز حقبة حقوق الإنسان. بيد أن بعض المحتجين التابعين لجماعة «حياة السود تهم» (بلاك لايفزماتر) –الذين لم يبدوا اهتماماً بكلينتون لما يقرب من 12 دقيقة خلال إحدى المناسبات التي نظمتها جامعة كلارك أتلانتا- يلفتون الانتباه إلى التحدي الذي تواجهه كلينتون في الانتخابات العامة، وكذلك في السباق التمهيدي الذي سيضم الناخبين الجنوبيين ويبدأ غالباً خلال هذا الشتاء. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يقاطع فيها محتجو «حياة السود تهم» مناسبة تحضرها كلينتون -كما فعلوا مع مرشحين آخرين- وقد جاء ذلك في احتفال يهدف إلى إظهار التأييد القوي لكيلنتون في مجتمع السود. والآن، يشير قرار كلينتون بتعزيز حملتها في الجنوب إلى أن الحملة تستجيب لكلمات المحلل السياسي «تشارلز إلسون»، الذي كتب في أبريل أن «من بين المسارات المتعددة للفوز، فإن هذا سيربك حملة كلينتون، لن يكون هناك شيء محيّر أكثر من أصوات السود». ويرى بعض المحللين أنه للفوز بالرئاسة، لا يتعين على كلينتون أن تحصل فقط على 90% من أصوات السود -الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن، وفقاً لاستطلاعات الرأي- ولكن أن تستلهم أيضاً بعض القدرة على إثارة الاهتمام التي عززت فرص أوباما للفوز مرتين في الانتخابات. وعلاوة على ذلك، أظهرت استطلاعات مركز «يوجوف» في وقت سابق من هذا العام أيضاً أن العديد من المرشحين الجمهوريين قد حصلوا على تقييمات إيجابية من 25% من أصوات السود. ومخاوف كلينتون تبدو مخاوف فورية. فولاية ساوث كارولينا، وهي أول ولاية جنوبية تجرى فيها الانتخابات التمهيدية (في 27 فبراير) تكتسب أهمية كبرى، حيث إن معدل تأييد السيناتور بيرني ساندرز (ولاية فيرمونت) أصبح قريباً من كلينتون في ولايتي «أيوا» و«نيو هامبشاير». وإذا حقق انتصارات في هاتين الولايتين، ذواتي الأغلبية البيضاء، سيكون هناك ضغط هائل على كلينتون للفوز في ولاية ساوث كارولينا. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين السود من المرجح أن يمثلوا واحداً إلى خمسة من أصوات الديمقراطيين، وأن التأييد سيكون حاسماً في الولايات الجنوبية مثل ساوث كارولينا، حيث نصف الناخبين الديمقراطيين من السود، وكذلك جورجيا التي أجلت الانتخابات الأولية إلى شهر مارس حتى تصبح أكثر تأثيراً في اختيار المرشحين للرئاسة. ومن المؤكد أن هناك تقارباً عميقاً بين السود في الولايات المتحدة بصفة عامة وبين عائلة كلينتون. فقد كان الرئيس الأسبق بيل كلينتون يوصف بأنه «أول رئيس أسود للولايات المتحدة»، نظراً للسهولة التي ارتبط بها بمجتمع السود. بيد أن هناك أيضاً بعض العتب العالق بين أوباما وكلينتون بسبب تعليق بيل كلينتون خلال حملة 2008 عندما قال إن انتصار أوباما الحاسم على زوجته في ساوث كارولينا في تلك السنة لم يكن بأهمية فوز جيسي جاكسون في الولاية في الانتخابات التمهيدية لعام 1984. باتريك جانسون* *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©