سلة المهملات

من الجميل جداً حينما تمشي في طرق المدينة وتجد سلة مهملات أن تضع ما تملك من النفايات فيها. لكن لو لم تكن هناك هذه السلة في الطرقات أو حتى أمام منزلك أو في الأسواق لرأينا المكان يعج بالمهملات والقاذورات. الفقرة السابقة أخبرك بها لأوصل لك أمراً، وهو ألا تجعل ذنوب حياتك وفشل مخططاتك ملتصقة بك. بل تخلص منها في أقرب سلة مهملات، فكلما التصقت بك عقبات الفشل كلما تثاقل جسدك وابتعد عنك الناس وشعرت بأنك لن توفق أبداً. بني .. التفاؤل نصف طريق النجاح وعدو المنطق الذي يجعل أمامك العقبات والتفاؤل يزيلها بابتسامة صادقة وحسن ظن منك بربك، ولولا سلة المهملات لرأيت سكك المدينة ممتلئة بالحشرات والآفات والروائح الكريهة، ولأصبح الجيران وغيرهم ممن لا يبالي بوضع النفايات في مكانها الصحيح، حتى أنت من الممكن أن تفعل ذلك لأن الذي يعتاد على القاذورات لا يبالي برؤيتها، وكذلك من يعتاد على الفشل لا يبالي بفشله، بل ربما يصبح متشائماً حتى لو أراد أن يتاجر بالأكفان لقال: لن يموت أحد. بني .. إن الناس تنظر للنقصان ولا ترى الكمال، فلا تساعد الناس بإبراز نقصانك لهم، وحاول حتى لو فشلت استمر بالمحاولة، فإن استمرارك بالجري في مضمار السباق خير لك من تقف وتعلن فشلك والناس تنظر. إن الناس تتكلم أكثر مما تعمل ومن أعطى سمعه للناس انشغل بقصص ألف ليلة وليلة، لهذا أعطهم نجاحك فقط وأعلم أن الناس تبصر فقط ما ترى منك، فجعلها ترى منك تألقك في سماء النجاح، وابدأ بنفسك وألق عنك المهملات، فإن تمت وأنت تحاول خير لك من أن يأتيك الموت وأنت على فراش الفشل، واعلم أن الله لا يحابي الحمقى، فهو يحب أن يكون العبد قوياً لا مترهلاً بأعذار الفشل، ودمت بخير يا ابني.