الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مراكز اللعب الوجهة المفضلة للعائلات في الإجازات

مراكز اللعب الوجهة المفضلة للعائلات في الإجازات
10 نوفمبر 2011 20:43
مراكز اللعب هي أكثر الأماكن التي يرغب الأطفال في ارتيادها مع بزوغ فجر العيد وإطلالة أي إجازة تمر عليهم. فيها يمرحون ويفرغون طاقتهم بعيدا عن أي ضوابط تمنعهم من فعل هذا أو الاقتراب من ذاك. وفيها تعلو ضحكاتهم وتبدو على وجوههم ملامح الفرح والانشراح. (أبوظبي) - هكذا هو المشهد منذ بداية الإجازة مفعم بأجواء المرح، حتى أن قاعات اللعب في كافة المراكز التجارية ضاجة هذه الأيام بأصوات الصغار الذين لا يكتمل عيدهم من دونها. وهذه فرصة مناسبة لاجتماع الآباء والأبناء على فرحة واحدة ولاسيما أن معظم الألعاب يمكن للكبار المشاركة بها. وسواء كان الأمر يتعلق بالاستمتاع فيما بين أفراد الأسرة، أو تحفيز روح المنافسة، فإن النتيجة هي دائما لصالح الجميع. مرح لامتناه الدخول إلى مثل هذه المواقع لا يفسح المجال لسماع أي نقاش يدور فيها، ولا حتى لإجراء مكالمة هاتفية. فهدير المعدات الترفيهية المصحوبة بالأصوات المرتفعة، هو سيد الموقف هنا ولا يعلو على شأنه شيئ. وأي حديث في الداخل، لابد من إعادة جمله مرة واثنتين وثلاثا حتى تتضح العبارة. وهكذا كانت المشاهدات التي عدنا بها بعد جولة على عدد من مواقع اللعب في العاصمة أبوظبي. إلى ذلك، يقول سعيد عبدالله، الذي يعمل مشرفا على قسم نشاطات الأطفال في أحد هذه المرافق، إن التحضير لاستقبال الأطفال خلال الإجازات والمناسبات، يكون أكثر إرهاقا من أي وقت آخر. ويضيف “كلما كان الإقبال كثيفا تطلب الأمر تشديد الصيانة على أجهزة اللعب التي يتم استهلاكها بشكل أكبر”. ويشرح أن “فريق العمل تتم مضاعفته بشكل تلقائي مع الاستعانة بأخصائيين يتواجدون تحت الطلب تحسبا لأي حاجة. علما أن أي قاعة للعب، لابد أن تضم في ركن منها الإسعافات الأولية حتى وإن كانت كافة المعدات الموجودة خاضعة للرقابة وآمنة بأقصى درجات الحرص على السلامة العامة”. وعن “قسم القفز” الذي يرغب الأطفال بدخوله من كافة الأعمار والذي يتم تجهيزه بالكامل بأدوات إسفنجية واقية، يقول عبدالله “هنا يمكن للأهل أن يتركوا أبناءهم وهم مطمئنين بأنهم يمضون وقتهم بمرح لامتناه من دون الحاجة لأن يرافقهم شخص بالغ. أما الأطفال دون الخامسة من العمر، فمن الأفضل أن تتم مراقبتهم لأنهم بالعادة لا يرتاحون إلا بالقرب من ذويهم”. ويلفت إلى أن توزيع الجوائز على الضيوف الأطفال خلال المناسبات السعيدة، هو أكثر ما يجذبهم لمزيد من اللعب. “فكلما زادت التذاكر التي يشترونها، كبرت فرصة الربح لديهم. وذلك إما من طريق السحوبات على الهدايا، وإما عبر انتقائهم من بين الجوائز المعروضة”. تذكر فرح العيساوي أنها لا ترى الفرح في عيون ابنتيها إلا عند اصطحابهما إلى مركز الألعاب. وتوضح “هنا لا تمانعان من قضاء اليوم كله. والسبب أنهما تجدان كل ما ترغبان به من أجواء اللعب المناسب للفتيات”. وتشير إلى أن الغرف المتخصصة التي باتت تضمها معظم مراكز اللعب، تساعد صغار السن على عيش تجربة مغايرة. تماما كما هو الأمر بالنسبة لوجود “مطبخ” مصغر فيه كل أدوات الطهي، و”غرفة نوم للأميرات” و”صالون” لترتيب الشعر، وسواها. وتروي العيساوي أن ابنتيها التي تبلغ إحداهما 3 سنوات، والأخرى 5 سنوات، تجهزان عدة اللعب خاصتهما لاصطحابها معهما إلى هذه الغرف حيث تشعران بقمة الاستمتاع. وتعتبر أن مثل هذه الأجواء تساعد الصغار على تحفيز مداركهم والاختلاط بأطفال آخرين سواء من سنهم أو أكبر منهم بما يعزز من شخصيتهم. وتوافقها الرأي أم سعود التميمي، التي كانت تراقب ابنها من خلف قاعة واسعة وهو يتزحلق من على قمة مرتفعة. تقول “في الحقيقة أحتار أين أصطحبه كي يستأنس بالإجازة، فهو الأصغر سنا بين أخوانه ولا ينسجم معهم لأن اهتماماتهم مختلفة. لذلك أفضل أن أمضي برفقته بضع ساعات أخصصها له، وبعد ذلك نخرج معا للقيام بالزيارات العائلية”. وتوضح أنها تفضل لابنها الاختلاط بأقاربه في أوقات الفراغ، لكنها تشعر بحاجته لتفريغ طاقته. وعليه تجد أنه لابد من المرور بمراكز اللعب يوما بعد يوم خلال الإجازة. اعتراض مشروع في المقابل، يتحدث الآباء عن ارتفاع أسعار التذاكر على مفردات اللعب في مثل هذه المراكز بحيث تتجاوز ساعة اللعب للطفل الواحد 200 درهم إذا كان سيمضيها متنقلا من ركن لآخر. ويعتبر محمود فقيه أن هذا المبلغ غير منطقي خصوصا للعائلات التي تضم طفلين أو أكثر. وتوضح “أضع ميزانية خاصة لاصطحاب أبنائي الثلاثة إلى هنا. وأفضل أن أدفع هذا المبلغ على شيء أكثر إفادة، لكنهم يصرون في كل مرة على المجيء”. ويذكر أنه في يوم واحد أنفق أكثر من 500 درهم على هذا النوع من الألعاب، ما جعله يشعر بالندم. ويشرح “لو أنني اشتريت لهم جهاز ألعاب إلكتروني، لكانوا استفادوا منه لعدة أشهر. وهذا ينطبق على الكثير من النفقات الثانوية التي لم نعد نحسب لها حسابا مع أننا لو جمعناها لقدرنا كم أن نفقاتنا تزيد من دون أي وجه إفادة”. ويقول عبد القادر الصمدي، الذي كان برفقة زوجته يجادلان أبناءهما عند بوابة أحد مراكز اللعب، “نحن على هذه الحالة منذ الصباح. كلما أنهوا لعبة، طلبوا المزيد”. ويعترض من جهته على غلاء الأسعار داخل قاعات اللعب والتي تتجاوز برأيه الحد المعقول. ويوضح “من غير المنطقي أن يصرف الأهل كل هذه الأموال كي يلهو أطفالهم لساعة أو ساعتين. وأستغرب من عدم وجود خيارات مماثلة أقل كلفة، ولاسيما للعائلات التي لا تتحمل هذه التكلفة”. ويشير الصمدي إلى أنه من حق الجميع الاستمتاع بالإجازة، ولكن كلا بحسب مقدرته. “وعن نفسي لن أصطحب أبنائي مرة ثانية إلى هنا، لأنني أفضل أن أوفر ما أنفقه هنا لشراء أمور أخرى أكثر أهمية. وفي أي إجازة مقبلة، سوف نذهب جميعا إلى الحدائق العامة التي تضم مثل هذه الألعاب وأجمل منها”. حماس واستمتاع عند الاقتراب من الأطفال وهم في غاية الانسجام، تتبدل الصورة. فالجميع منهمكون في إنهاء ما بدؤوه، إذ إن السباق مع الزمن أمر لابد منه في مثل هذه المواقف. ويذكر الطفل أمين سعد (7 سنوات)، أنه يحب اللعب هنا أكثر من البيت لأنه يلتقي برفاقه. ويضيف “الألعاب هنا ضخمة جدا وفيها كل الشخصيات الكرتونية التي أحبها. وأريد أن ألعب أكثر من مرة حتى أكسب الجولة وأفوز”. ومثله حسن مجايدة (9 سنوات)، الذي يقول إنه مولع بسباق السيارات. ويضيف “لدي مثل هذه اللعبة على جهاز الكمبيوتر لكنها هنا أجمل لأن الصوت أعلى ويجعلني أكثر حماسة من أي وقت آخر”. والأمر لا يختلف كثيرا عند البنات اللاتي يحببن الألعاب الأقل عنفا، مثل الطائرات ولعبة القطار والفراشة. وتعبر سوسن القيس (4 سنوات) عن فرحها بالمجيء إلى هنا لأنها تسرح شعرها أمام المرآة الخاصة بـ”غرفة باربي”. كما أنها تتناول الفوشار وتلتقط الصور التذكارية مع أمها وأخويها. أما عبير دندن (6 سنوات)، فهي تعشق القفز في القاعة الضخمة التي تشعرها بالفرح الشديد. وتوضح “هنا يمكنني أن أبقى طوال الوقت بمفردي. فقد أصبحت كبيرة ولا داعي لأن ينتظر معي أحد في الداخل”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©