الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سلطان القاسمي: الإمارات قيادة وشعباً تقف ضد التيارات التي تلغي الفكر المستنير ليحل محله العنف والظلامية

سلطان القاسمي: الإمارات قيادة وشعباً تقف ضد التيارات التي تلغي الفكر المستنير ليحل محله العنف والظلامية
7 نوفمبر 2013 11:13
الشارقة (الاتحاد) - أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن المثقفين في دولة الإمارات العربية المتحدة “يجسدون حرية أبدية هي حرية الحكم على الأشياء، وأنهم يملكون العقل الذي يكشف أكثر الأكاذيب خداعاً، ويدعم اليقينيات المستندة إلى العقل”، مشيراً إلى أهمية أداء رسالتهم لتنوير الفكر ونشر الثقافة. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها صاحب السمو حاكم الشارقة، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبد الله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، صباح أمس “الأربعاء”، خلال حفل افتتاح فعاليات الدورة الـ “32” لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في قاعة الاحتفالات في مركز إكسبو الشارقة، والذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام، ويستمر حتى (16) نوفمبر الجاري. وقال صاحب السمو حاكم الشارقة في كلمة الافتتاح: “بعد أيام قليلة ستكمل دولة الإمارات العربية المتحدة عامها الثاني والأربعين، وهي مدة قصيرة في عمر الشعوب؛ فبفضل من الله وعمل مخلص دؤوب من قادتها، واجتهاد وبذل وعطاء من شعبها، استطاعت أن تصل إلى هذا المستوى من الرقي الثقافي والحضاري، هدفها تنمية الإنسان عقلاً وروحاً”. مخاطر العولمة وأضاف سموه: “لا نقول إننا لم نواجه مصاعب في تلك المسيرة بل كانت كثيرة؛ منها الدولية والمحلية؛ واجهتها قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة بالعمل النافع والفكر المستنير. تعلمون أيها الإخوة والأخوات ما ورد علينا قبل سنوات معدودة ما سمي بالعولمة، والتي كانت قد رفضت من معظم دول العالم، فاستطاع زبانيتها أن يغلفوها باتفاقية التجارة الدولية لتمر مرور الكرام على كثير من القادة.. هدفها القضاء على الإنسان المفكر الناقد أو الذات الناقدة لتخلق بديلاً له “الإنسان البضاعة”.. يبيع ويشتري ويباع ويشترى، وتعده تحت ستار حقوق الإنسان وحريته بأنها ستعطيه أبسط الحقوق، وهو حقه في الوجود بذاته ككائن مفكر وواعٍ، وتنذر بأنها ستتمخض، وفي يدها سلاح العولمة، عن شمولية بشعة لم تر الإنسانية مثيلًا لها حتى الآن.. لكن مجموعة من بنات وأبناء هذا الوطن، والذين أوكلت إليهم مسألة مناقشة تلك الاتفاقيات استطاعوا بعقولهم النيرة أن يوقفوا ذاك الغزو الثقافي للعولمة”. وتابع قائلاً: “أما ما تسرب في الآونة الأخيرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة من تيارات تلغي الفكر المستنير ليحل محله العنف والظلامية فقد وقفت دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً ضد مسببات الفتنة”. وختم سموه كلمته بالقول: “بقيت كلمة أوجهها للمثقفين في دولة الإمارات العربية المتحدة : إنكم تجسدون حرية أبدية هي حرية الحكم على الأشياء. إنكم تملكون العقل الذي يكشف أكثر الأكاذيب خداعاً ويدعم اليقينيات المستندة إلى العقل، فلابد أن تقوموا بأداء رسالتكم لتنوير الفكر ونشر الثقافة”. أمانة المسؤولية واستهل حفل الافتتاح الذي قدمه الإعلامي محمد خلف، بعرض فيلم عن معرض الشارقة الدولي للكتاب، ثم كلمة سعادة عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، التي قال فيها: “تكتمل سعادة الشارقة وهي تحتضن ما سطّرته أقلام الباحثين والمبدعين، الذين وهبوا أنفسهم لمقاصد إنسانية نبيلة، وكذلك هي حالها، وهي ترحب بضيوفها عشاق الكلمة والحرف، تستقبلهم بكل اعتزاز في البلد المضياف الإمارات العربية المتحدة”. وأضاف العويس: “تؤكد الشارقة دوماً تحمّلها لمسؤولية الثقافة العربية، فلقد أخذت على عاتقها تلك الأمانة وتعهّدت برعايتها، من خلال تعزيز الحركة الثقافية في محيطها المحلي، ورفده بكل ما هو مثرٍ ومفيدٍ لمجتمعها، وكذلك حضورها الدولي في المحافل الثقافية العالمية، ومشاركاتها بفاعلية من أجل نشر ثقافتها العربية، وتعزيز مكانتها، وإبراز منجزها الحضاري، في مسعى نبيل تعهّده بالرعاية والعناية، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة”. وفي مستهل كلمة لبنان “ضيف شرف الدورة الحالية من معرض الشارقة للكتاب” رحب معالي المهندس غابي ليون وزير الثقافة اللبناني، بصاحب السمو حاكم الشارقة، وشكر سموه على اختيار لبنان ضيف شرف للدورة الحالية. وثمن وزير الثقافة اللبناني لمعرض الشارقة الدولي للكتاب مبادرته بإتاحة الفرصة للبنان للتعريف بثقافته وحضارته، متمنياً للشارقة ولدولة الإمارات المزيد من التقدم، ولصاحب السمو حاكم الشارقة الصحة والتألق والعطاء. وقال مؤكداً أن لبنان منفتح على محيطه والعالم، وهذا الوطن الصغير (أي لبنان) غني في حضارته وثقافته. وأوضح غابي ليون بأن مشاركة لبنان وتفاعله ثقافياً مع الشارقة “سيعزز رفد الحركة الثقافية العربية بما يوفر لها أسباب النهوض في الساحة العالمية”. من جانبه وجه السيد واي إس تشي، رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على دعوته المقدمة إلى الاتحاد الدولي للناشرين لحضور افتتاح فعاليات الدورة 32 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب. وهنأ جمهورية لبنان لاختيارها كضيف شرف للدورة الحالية من المعرض. وقال: “أنا على يقين بأننا جميعاً نتطلع إلى معرفة المزيد عن الثقافة الأدبية والفكرية لهذا البلد العربي”. وأشاد بما لمسه من تنامٍ في جمعية الناشرين الإماراتيين، وقال: “منذ أن تم تنصيبي رئيسا للاتحاد الدولي للناشرين في عام 2011، جبت العديد من البلدان، وعقدت الكثير من الاجتماعات الدولية مع الناشرين في جميع أنحاء العالم . وقد سرني جداً ما وجدته هنا في دولة الإمارات من تنامٍ في جمعية الناشرين الإماراتيين خلال لقاءاتي المتعاقبة معهم، وآمل أن نواصل البناء على علاقتنا”. ولفت إلى أن شبكة الإنترنت “خلقت العديد من الفرص الجديدة للناشرين - إلى جانب بعض التهديدات - حيث جعلت الكتاب الإلكتروني و القراءة الإلكترونية غير مكلفة على نحو متزايد، وأصبح المحتوى متاحاً وبشكل واسع لأكبر عدد من القراء من أي وقت مضى. فالتكنولوجيا الجديدة دفعت المؤلفين والناشرين لإعادة النظر تماماً في ماهية الكتاب لكنها، وفي الوقت ذاته، جعلت القرصنة الرقمية أسهل من أي وقت مضى، وأدت إلى التحديات التي تواجه حقوق الطبع والنشر على الصعيدين الوطني والدولي”. وألمح إلى أن معارض الكتاب، على الرغم من التحديات، سوف تستمر في لعب دور مهم في الحفاظ على صناعة النشر، مؤكداً أن معرض الشارقة الدولي للكتاب عمل على تشجيع مختلف أفراد المجتمع ودور النشر والأدباء والمفكرين في زيادة النهل من العلوم والقراءة والتحفيز على الكتابة وصناعة النشر، وأن دوره هذا ليس محلياً فقط بل إقليمياً ودولياً. وخلص في كلمته إلى أن “معارض الكتب عامل مهم في خلق التفاعل البشري، فلقاء الناس بعضها ببعض وتبادل الأفكار والرؤى والتطلعات يخلق بيئة صحية للتحاور وإبداء وجهات النظر”. منارة ثقافية ثم ألقى سعادة عبد العزيز حمد تريم، مستشار الرئيس التنفيذي مدير عام “اتصالات” الإمارات الشمالية، كلمة “اتصالات” الراعي الرسمي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب وقد جاء فيها: “نجتمع معاً مرة أخرى في موسم ثقافي جديد تحتضنه مدينة آلت على نفسها أن تكون منارة للإشعاع الثقافي، في ظل قيادة حاكم جعل الفكر والمعرفة أولى أولوياته، ووضع نصب عينيه أن يكون إرثه للأجيال الحالية والقادمة زاد العلم، فنعم الرجل ونعم المهمة التي أخذها على عاتقه”. وأضاف: “نحن نفخر أننا أمة كان أول أمر أوحي لنبيها – عليه الصلاة والسلام – هو “اقرأ” واختار الله تعالى الكتاب ليكون معجزتها وأسماه قرآنا وكتاباً... وبفضل من الله حوّل هذا الكتاب مجموعة من القبائل والعشائر إلى أمة سادت أمم الأرض بعلمها وحضارتها التي كانت نبراسا تهتدي به بقية الأمم. واستعرض أهمية الكتاب في الحضارة الإنسانية بشكل عام، والحضارة العربية الإسلامية بشكل خاص، لافتاً إلى أن ما يجب أن يشغلنا هو حاضرنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا فبعد أن كان “خير جليس في الأنام كتاب” بتنا نخشى أن يصبح هجر الكتاب وصمة تلازمنا وتكون عنوانا لواقعنا”. وتابع قائلاً: “إننا في اتصالات ومن منطلق كوننا مؤسسة وطنية تحمل هم الوطن وتدعم المبادرات الوطنية بما يعزز مكانة دولة الإمارات ويعلي شأنها نسعى لنكون مساهمين في كل ما يغني المشهد الثقافي عبر تقديم الدعم للمشاريع الثقافية. ونشعر بالاعتزاز لدورنا في رعاية معرض الشارقة الدولي للكتاب، ونفخر أن يكون لنا دور في هذا الاستمرار وهذا التألق الذي يعيشه المعرض عاما تلو عام”. ومن المنطلق ذاته، قمنا بتبني جائزة “اتصالات” لكتاب الطفل التي تنعقد في دورتها الخامسة لهذا العام، فلا يخفى على أحد أهمية غرس حب القراءة في نفوس النشء حتى نكون أجيالاً تستعيد صلتها بالحرف والكلمة والكتاب، وتكون الثروة الحقيقية لبلدنا. وشكر في كلمته سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي لما قدمته لهذه الجائزة من دعم ثمين، بدءاً من تكريمها “اتصالات” بفكرة هذه الجائزة، ووصولاً إلى ما حققته الجائزة من نجاح حتى الآن. كما أثنى على جهودها وسعيها الحثيث للارتقاء بصناعة النشر في الدولة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©