عواصم (وكالات) - أعلنت سها عرفات، أرملة الرئيس الفلسطيني السابق الراحل ياسر عرفات، أمس بعدما تسلمت نتائج تحاليل الطب الشرعي في سويسرا لعينات من رفاته أنه مات عام 2004 مسموماً بالبولونيوم المشع، فيما بثت قناة «الجزيرة» التلفزيونية القطرية نسخة من تقرير معهد الفيزياء الإشعاعية في مستشفى جامعة لوزان ترجح ذلك.
وقالت سها عرفات لوكالة «رويترز» في باريس «نحن نكشف جريمة اغتيال سياسي حقيقية. هذا أكد كل الشكوك التي كانت تساورنا»، موضحة أنها التقت عدداً من أعضاء فريق الطب الشرعي السويسري في جنيف أمس الأول وتسلمت منهم تقرير المعهد. وأضافت «تأكد علمياً أن وفاته لم تكن طبيعية ولدينا دليل علمي على أن هذا الرجل قتل». ولم تتهم دولة أو شخصا باغتيال عرفات، قائلة إن الزعيم التاريخي لمنظمة التحرير الفلسطينية كان له أعداء كثيرون.
قالت سها عرفات في مقابلة مع «الجزيرة» باللغة الانجليزية «إن تسميم عرفات يعني اغتيال قائد عظيم وجريمة سياسية. لا أعلم من فعل ذلك، ولكنه أمر سيء ومحزن للغاية وكان صادماً. صدمة لي وصدمة لابنتي (زهوة) أن يقتل رئيس منتخب بطريقة جبانة للغاية».
وقال تقرير معهد الفيزياء الإشعاعية في مستشفى جامعة لوزان، المؤلف من 108 صفحات والذي نشرته قناة «الجزيرة» في موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، «إن نتائج تحاليل رفات عرفات تدعم باعتدال الفرضية القائلة بأن وفاته كانت نتيجة لتسممه بمادة البولونيوم-210». وأوضح أنه «تم إجراء تحاليل سمية وسمية اشعاعية جديدة أظهرت نسبة عالية لم تكن متوقعة من البولونيوم 210 والرصاص 210 نشطة في العديد من العينات التي تم تحليلها».
وأوضح التقرير أن نسبة البولونيوم في العظام والأنسجة اللينة كانت أعلى بعشرين مرة من المتوقع، ما يستبعد تماماً نظرية طرحتها وسائل الإعلام سابقاً، التدخين السلبي أدى إلى زيادتها أكثر من المستوى الطبيعي.
وأكد ذلك مصدر فلسطيني مطلع على القضية، طلب عدم ذكر اسمه، قائلاً لوكالة «فرانس برس» في رام الله«تضمن التقرير معلومات عن نسبة عالية من البولونيوم في العينة المأخوذة من جثمان عرفات».
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف في رام الله «الشهيد ياسر عرفات ذهب ضحية اغتيال وإرهاب دولة منظم وهي إسرائيل التي كانت معنية بالتخلص منه، والآن لا بد من متابعة هذه المسألة».
وحملت حركة «حماس» إسرائيل مسؤولية اغتيال عرفات. وقال المتحدث باسمها سامي أبو زهري، في بيان أصدره في غزة «إن نتائج تحليل رفات عرفات تؤكد أنه تعرض لعملية اغتيال وأن الوفاة ليست طبيعية، والحركة تتهم الاحتلال الإسرائيلي بالمسؤولية عن عملية الاغتيال».
وأضاف «ندعو السلطة (الوطنية الفلسطينية) في رام الله إلى إعلان وقف المفاوضات (مع الحكومة الإسرائيلية) فوراً في ظل هذه النتائج الخطيرة، وإلى القيام بالتحقيقات اللازمة لكشف ذيول الجريمة».
وادعى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيجال بالمور أن التقرير، وتقرير الطبيب الشرعي الروسي غير موضوعيين. وقال لوكالة «فرانس برس» في القدس المحتلة «هذا مسلسل درامي تقوم فيه سها بمحاربة ورثة عرفات في الحلقة المائة وشيء. الفريقان تم تكليفهما من قبل أطراف معنية وليسا فريقين مستقلين». وأضاف «على أي حال، الأمر لا يعني إسرائيل ولا علاقة لنا به».
عدد اليوم
