الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجنيس «التيك آواي»..«موضة»آسيوية جديدة!!

تجنيس «التيك آواي»..«موضة»آسيوية جديدة!!
28 يناير 2015 22:57
معتز الشامي (سيدني) عندما ينتشر الفساد الإداري في أي منظومة ما، لابد معه أن تتوقع الأسوأ دائماً، هكذا حال بعض اتحادات الكرة في القارة الآسيوية، والتي تعيق مشاريع عدة لدى الاتحاد القاري، وتقف «حجر عثرة» في طريق أي أفكار للانطلاقة نحو الأمام على الرغم من التحديات الجسام التي تحيط بالقارة وتؤثر على منظومة العمل من أجل تحقيق نهضة شاملة في كرة القدم على مستوى الأندية والمنتخبات. وكما فتحنا ملف مناقشة فساد بعض دوريات آسيا، وضربها بـ«سرطان» التلاعب في نتائج المباريات، وانتشار الأمر في دوريات عدة بوسط وشرق وجنوب آسيا، خصوصاً الدول الفقيرة والمغمورة منها، كان لابد ونحن نتحدث عن طموحات الكرة الآسيوية وأسباب تقدمها وطرق تحقيق التطور في شتى جوانبها، أن نسلط الضوء على «موضة» جديدة بدأت تنتشر خلال الموسمين الماضيين، وبدأت تعكس إلى أي مدى وصل عمق «الفساد الإداري» في بعض الاتحادات الآسيوية، والجهات القانونية المختصة المتعاونة معها، لدرجة أن سوقاً جديدة بدأت تنشط بسماسرة يعملون في الخفاء من أجل ما يطلق عليه حالياً «التجنيس التيك آواي»، والذي يتلخص في تسهيل مهمة أي نادٍ يرغب في «تجنيس» لاعب لاتيني أو أفريقي، ومنحه جنسية أي دولة بالقارة الصفراء، تمهيداً للمشاركة كلاعب آسيوي رابع، للتحايل على قانون 3+1 المفروض والمطبق من قبل الاتحاد القاري في دوري المحترفين. والمثير في الأمر أن جميع اللاعبين الذين تم تجنيسهم بهذا الشكل يفيدون الأندية فقط، ولا يمكن الاستعانة بهم مع منتخبات قارة آسيا، ولكنه يحصل على فرصة يتم بسببها قتل فرصة أخرى للاعب آسيوي حقيقي، كان يمكن الاستفادة منه في الانتقال والاحتراف خارج دولته في دولة أخرى بالقارة نفسها. أما كيفية نشاط «المافيا» الجديدة في منح الجنسيات «التيك آواي» فهي تعمل من أجل مساعدة الأندية الغنية، التي ترغب في الاستفادة من قدرات أي من اللاعبين اللاتينيين في دوري الأبطال، ويتم ذلك عبر مبالغ تتراوح بين 50 ألف دولار حتى 200 ألف دولار، وقد يزيد السعر بحسب قيمة اللاعب وعمره. وبحسب مصدر رسمي في الاتحاد الآسيوي «طلب عدم ذكر اسمه»، فإن هذه العمليات التي يقوم بها ما أطلق عليهم «مافيا الجنسيات الآسيوية»، تتم عبر استغلال بعض الدول التي تعاني مشكلات قانونية وأمنية واجتماعية، وهي كثيرة داخل القارة، بحيث يتم تقديم أوراق ثبوتية، مقابل دفع مبلغ مالي، ومن ثم يتحول الورق إلى ورق رسمي سليم عند منح اللاعب جواز سفر، وجنسية البلد الآسيوي، وهو بدوره يقدم للاتحاد القاري لتسجيل اللاعب كآسيوي رابع في صفوف الأندية. وبحسب أوراق الاتحاد الآسيوي، شهدت الفترة الأخيرة زيادة ظاهرة تجنيس لاعبين من خارج القارة، للاستفادة من مشاركتهم بالدوري القاري والمحلي، وهو ما أسهم في تفاقم أزمات كانت القارة في غنى عنها، وكشف «المصدر المسؤول» عن أن أندية غرب آسيا، وتحديداً دول الخليج، هي أكثر الأندية نشاطاً في هذا الجانب، خاصة بعد لجوء أندية لعمليات «تجنيس تيك آواي» للاعبين من أميركا اللاتينية أو ذوي أصول أفريقية، نافياً أن يكون لدى الاتحاد القاري أي أدلة بأن أندية الدوري في كلا البلدين قد دفعت «رشى» للحصول على تلك الجنسيات. كما فجر مفاجأة أخرى بالتأكيد على أن الاتحاد الآسيوي لا يملك أي حصر رسمي لعدد اللاعبين الذين تم تجنيسهم على مستوى الأندية فقط، مشيراً إلى أن الاتحاد القاري لن يقدر على مواجهة هذه «الموضة»، دون أن يكون هناك رقابة أكبر على تلك العملية. أما الجانب الآخر للتجنيس وهو الضرر ذاته الأقل، فهو الذي يتعلق بتجنيس لاعبين من أجل المشاركة مع المنتخبات الوطنية، وهنا يشير المصدر إلى أن قطر هي الدولة الأكثر استخداماً لهذا الأسلوب في غرب آسيا، بينما يقل الأمر في بعض الحالات التي قام بها الاتحاد الياباني لكرة القدم لتجنيس لاعبين من البرازيل، وكذلك لاعبين من كوريا، حيث تميل دول شرق آسيا إلى تجنيس لاعبين من دول آسيوية مجاورة لها بدلاً من دول خارج القارة. وطالبت بعض الآراء التي استطلعتها «الاتحاد» بضرورة أن يتم فرض قوانين أكثر غلظة للحد من ظاهرة التجنيس «التيك آواي»، خاصة أن النظم واللوائح المطبقة حالياً تتيح لأي نادٍ أو دولة تجنيس لاعب قبل عام واحد فقط من انطلاق البطولة الآسيوية، كما تشترط تقديم جواز السفر فقط كمستند على الجنسية وليس أي أوراق ثبوتية بتواريخ قديمة. ومن المعروف أن التجنيس الرياضي مصرح به من قبل الفيفا، لكن بعض المنتخبات الآسيوية المشاركة حالياً في بطولة كأس آسيا، استغلت قرار السماح بالتجنيس بطرق غريبة، حتى أنها أفقدت بعض المنتخبات هويتها الوطنية بفضل العناصر الأجنبية التي غزت معظم تلك المنتخبات، والتي أبعدت جماهير تلك الدول عن متابعة منتخبات بلادها وأفقدت تلك الفرق رونقها. ويظهر في البطولة الآسيوية الحالية عدد من المنتخبات التي استعانت بخدمات اللاعبين الأجانب المجنسين، وفي مقدمتها قطر والبحرين وأستراليا، وإنْ كانت الأخيرة هي الأكثر استفادة لأنها تضم بين صفوفها عدداً كبيراً من اللاعبين المحترفين بالدوري الأوروبي، والذين رجحوا كفته من ناحية المستوى الفني مقارنة بمستوى بقية المنتخبات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©