وجهت محكمة عسكرية استثنائية في قاعدة جوانتانامو رسميا أمس التهمة إلى السعودي عبدالرحيم الناشري بتدبير الاعتداء على المدمرة الأميركية “يو اس اس كول” في اليمن في عام 2000. ومثل الناشري (46 عاما) أمام المحكمة وهو يرتدي ثياب السجن، لأول مرة منذ اعتقاله في العام 2001، وابتسم للقاضي عدة مرات.
ويعتبر الناشري أول معتقل تحيله الإدارة الأميركية الحالية على المحاكم العسكرية الاستثنائية منذ قرار الرئيس الأميركي استئناف عمل هذه المحاكم المطعون في شرعيتها بعد تجميدها.
وبعد سجنه أربع سنوات في أحد سجون وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) السرية في بولندا حيث يبدو انه تعرض إلى سوء معاملة تعتبر تعذيبا، أودع في إحدى زنزانات جوانتانامو الأميركية في كوبا.
ويعتبر الناشري مع المتهمين الآخرين الخمسة بالتورط في اعتداءات 11 سبتمبر، من “أثمن” المعتقلين في الولايات المتحدة. وهو أول متهم يواجه حكم الإعدام أمام القضاء العسكري في عهد أوباما.
وكانت محاكمة ثلاثة مشبوهين آخرين في عهد الرئيس السابق جورج بوش لكنها انتهت في عهد أوباما، بينما يعتبر الناشري أول معتقل تحيله الإدارة الحالية على المحاكم العسكرية الاستثنائية منذ قرار الرئيس الأميركي إعادة هذه المحاكم المطعون في شرعيتها بعد تجميد محاكماتها.
وأثناء هذه الجلسة التي عقدت في محكمة تخضع لإجراءات أمنية مشددة، تلى القضاة العسكريون مذكرة الاتهام على الناشري مفتتحين محاكمة لن تنتهي قبل عدة أشهر. ولأول مرة بثت بعض مواقع الانترنت الأميركية الجلسة بفارق أربعين ثانية على انعقادها لعائلات ضحايا الاعتداء والصحفيين.
وقد اتهم عبدالرحيم الناشري المقرب من اسامة بن لادن الذي التقاه مرارا، بالتآمر لارتكاب أعمال إرهابية وجرائم قتل تنتهك قوانين الحرب وأعمال إرهاب واعتداء على مدنيين. وستحاكمه المحكمة العسكرية أيضا لتدبير اعتداء على ناقلة النفط الفرنسية ليمبورج في السادس من أكتوبر 2002 قتل فيه بحار بلغاري. وبينما تطرح مسألة صلاحية الولايات المتحدة في محاكمة هذه القضية، فتح القضاء الفرنسي المكلف مكافحة الإرهاب أيضا تحقيقا حول هذا الاعتداء.
وكان محامو الناشري قد اعتبروا أن الولايات المتحدة “فقدت أي سلطة” لمحاكمة موكلهم الذي عرضته للتعذيب في الماضي في سجن سري. وقال المحامي ريتشارد كامن، وكيل المتهم “أصبح معلوما للجميع أن الناشري كان في سجن تابع لوكالة المخابرات المركزية الأميركية وتعرض للتعذيب”.
وأضاف عشية تلاوة القرار الاتهامي من قبل محكمة عسكرية استثنائية “بتعذيبها الناشيري، فقدت الولايات المتحدة كل سلطة أخلاقية لمحاكمته في أي مرحلة من مراحل المحاكمة”.
عدد اليوم
