عمر الحلاوي (العين)
استضافت قلعة الجاهلي مساء أمس الأول أمسية للأغنية الشعبية التراثية، بحضور الشيخ سعيد بن طحنون بن محمد آل نهيان، الذي أكد أن الدور الذي تلعبه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة يعتبر في غاية الأهمية، حيث إنها تهتم بتراث الأغنية الشعبية الإماراتية في حقبة الستينيات،وتنظم مثل هذه الأمسيات الرائعة في القلاع التاريخية ليرتبط عبق المكان التاريخي مع قيمة التراث الغنائي.
تأتي الأمسية المسائية بقلعة الجاهلي، والتي شهدت حضور جمهور كثيف من مدينة العين استمتع خلالها بسماع إرث الأجداد، ضمن سلسلة من الفعاليات الثقافية والتراثية التي نظمتها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لإحياء تراث الأغنية الشعبية والأهازيج التقليدية، وذلك ضمن برنامج مبادرات العين الثقافية، تحت شعار «ذاكرة الأغنية الإماراتية»، التي أحياها مجموعة من الشباب الإماراتيين، ومن بينهم ماجد حمد شهاب الذي اشتهر بأدائه لأغان معاصرة، يعود تاريخها إلى عقود الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، كما ألقى الشعر الشعبي الإماراتي بطريقته الغنائية الخاصة.
وظل الجمهور طوال ساعتين يستمع للأغاني الإماراتية القديمة التي استخدم في أدائها العود، وظل المسرح الذي ضم الفنانين بخلفية قلعة الجاهلي يعكس الأجواء التاريخية لتلك الأغاني وسط أجواء موسيقية رائعة وإيقاعات جميلة، اشتهرت بها ألاغاني في تلك الحقب، وظل الفنان ماجد شهاب يزجي الأمسية بالعديد من ألوان الغناء الشعبي، من وحي مجموعة من الأنشطة المجتمعية التقليدية، مثل الخطفة أو النهمة المرتبطة بصيد السمك واللؤلؤ، وكذلك أهازيج خاصة بالمجتمع الصحراوي مثل الونّة والتغرودة، وكذلك فن العيالة الذي غالباً ما يقام في الأعراس والمناسبات العامة، وغيرها من الفنون التي تعود لحقبة الأربعينيات من القرن الماضي.
وعلى الرغم من مرور عشرات السنين على ظهورها، إلا أن الأغنية الشعبية الإماراتية لعبت دوراً ثقافياً واجتماعياً، واضعةً قواعد راسخة للذاكرة الجمعية المشتركة لدى أجيال متعاقبة في مجتمع دولة الإمارات. وغالباً ما ينظم أشعار تلك الأغاني والأناشيد شعراء من أبرز قادة الدولة أو شعراء شعبيين لهم وزنهم في مجتمع الشعراء على مستوى منطقة الخليج، والذين لعبت أبياتهم الشعرية دوراً تنويرياً وتثقيفياً، يعكس ما يتحلون به من حكمة وخبرة واسعة في كثير من الأمور المرتبطة بالنهضة التعليمية المعاصرة والرخاء الاقتصادي والاجتماعي.
عدد اليوم
