عدد اليوم
يعكف المطرب التونسي صابر الرباعي على تحضير ألبومه الغنائي الجديد، الذي يقدم فيه أغنيات بلهجات عديدة، منها المصرية التي يعود إليها بعد غياب 4 سنوات، كذلك يواصل مشاركته في برنامج اكتشاف المواهب الغنائية "The voice".
الرباعي تحدث مع "الاتحاد" حول ألبومه الجديد، وكواليس The voice، وأيضًا عودته للمشاركة في مهرجان الموسيقى العربية بمصر.
..حدثنا عن ألبومك الجديد؟
ـــ أواصل التحضير له في الوقت الحالي، ومن واقع اختياري لأغنياته يمكنني القول بأن الأغنية المصرية لها حضور قوي فيه، وقصدت ذلك لأعود لجمهور هذا البلد العظيم، الذي ابتعدت عنه بغير ارادتي، نظرًا للظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلاد العربية خلال السنوات الأربعة الأخيرة، وبالنسبة لي يصعب قراءة كلمات أغنية وإبداء رأي بشأنها وأنا بعيد عن الشاعر، إنما نجلس سويًا ونتبادل الآراء، وهكذا، ولكن الحمد لله أن الأمور هدأت في المنطقة، وأتمنى سيادة هذا الهدوء لأنني أعشق هذا البلد. وهو حاليا جاهز بنسبة 90%، وقريبًا أعمل على استكماله، إذ يضم مبدئيًا نحو 10 أغنيات بعدة لهجات، وسيتم طرحها على فترات، ثم نجمعها في ألبوم كامل.
من الشعراء والملحنين الذين تتعاون معهم في الألبوم؟
من الشعراء هاني عبد الكريم الذي تجمعني به علاقة صداقة قوية، كما أن كل الأغنيات التي قدمناها سويًا حققت نجاحًا كبيرًا، وهناك شعراء أتعاون معهم لأول مرة، ومن الملحنين وليد سعد الذي أجدد العهد معه في الألبوم بعدما قدمنا تتر مسلسل "ذهاب وعودة" في رمضان، ومن الشباب مدين، كذلك خالد البكري.
هل ترى أن مواقع الأغاني على الانترنت أثرت على سوق الألبومات؟
بــــ الطبع، بل إن الألبومات أصبحت لا يتم تسويقها من الأساس، وهو ما تسبب في قلة شركات الإنتاج، وصار الإنترنت هو المكتسح، إلى جانب تطبيقات الهواتف المحمولة، وهو ما جعل سوق ديجيتال أكثر من الاستماع لاسطوانة الألبوم، والتي أصبح تسويقها خسارة كبيرة.
ولكن غيابك عن مصر لم يكن فقط من خلال أغنيات لها إنما أيضًا عن تقديم حفلات فيها.. فكيف ترى ذلك؟
ـــــ صحيح ولكن الأمر ليس باختياري ويعود إلى متعهدي الحفلات المسؤولين عن تنظيمها، ولم تأتيني دعوة بذلك، بدليل أنني عندما تلقيت دعوة من دار الأوبرا المصرية للمشاركة في الدورة 24 من مهرجان الموسيقى العربية استجبت إليها، وهذا ما يؤكد عدم تعمدي لهذا الشكل من الغياب.
..ماهو تقيمك للمرحلة الغنائية التي تعيشها حاليًا؟
ــ أعيش مرحلة التأني والاهتمام بالكيف وليس بالكم، الحمد لله وصلت لمكانة لا أسمح لنفسي ولا جمهوري يسمح لي بتقديم أغنيات لمجرد التواجد، إنما أغنيات تظل في ذاكرة المستمع.
..كيف ترى وجودك ضمن لجنة تحكيم The voice؟
ـــ البرنامج ساهم في الكشف عن وجه آخر للمطربين، وساعد الجمهور في التعرف عليهم بخفة ظلهم، وأسلوب كل منهم في النقاش، وتفنيد الآراء، وطريقته في التفكير. .
. ولكن التصرف بتلقائية أحياناً ما يدفع الجمهور لإصدار آراء ضد الفنان؟
الفنان المتصالح مع نفسه لا يخشى كل ذلك، نحن 4 فنانين علاقتنا مع بعضنا رائعة، وكبرت بكبر حجم البرنامج، وهي مبنية على الاحترام وخفة الظل، عمومًا هناك من يؤيد وهناك من يفند وينتقد، ويختلف هذا الأمر من شخص لآخر، ونتصرف بتلقائية لأننا في النهاية بشر ويزيد علينا شئ هو أننا فنانين مكشوفين تحت الأضواء.
.. كيف تتعامل مع إتهام البعض للفنانين المشاركين في برامج إكتشاف المواهب إنهم يقوموا بعمل تجاري؟ ـــ لا يوجد شخص يعمل مجانًا، لكن في النهاية القناة تتفق مع نجوم معروفين لاستقطاب اهتمام جمهور، وهذا أمر معلوم للجميع، وأؤكد أن الأجور ليست كما هو مبالغ فيها في الأخبار المتداولة.
هل تتفق مع الآراء التي تقول بأن دور الفنان ينتهي مع الموهبة بانتهاء موسم البرنامج؟ـ
ــ لا والدليل أن مثلا المطرب الشاب سيمور جلال الذي شارك من قبل في The voice كان ضيفي على سبيل المثال في مهرجان قرطاح، كذلك كان الحال بين كاظم الساهر ويسرا محنوش، حتى مروة ناجي فقد استمعت لأغنيتها الأخيرة، وتحدثت إليها وأخبرتها برأيي فيها، ولكن بالطبع التواصل يخف قليلًا في نهاية حلقات البرنامج، لذا يتوجب على الطرفين الفنان وصاحب الموهبة أن يحافظا على التواصل الفني والانساني بينهما.
..ماذا عن مشاركتك في مهرجان الموسيقى العربية؟
ــ سعدت كثيرًا بها، إذ عدت بدعوتي للمشاركة فيها لذكريات منذ سنوات حينما شاركت للمرة الأولى في المهرجان، الذي اعتبره اكسجين للفنانين العرب، ويعود بهم للحياة الفنية الأصيلة، وهو فرصة للفنان الذي يمتلك خط ومنهج في حياته يصعد على مسرح دار الأوبرا المصرية الذي له قيمته ووهجه.
..قرأنا أخبارًا تفيد بمشاركتك في بطولة مسلسل "مدرسة الحب".. فماذا عنها؟
ـــ لا أعلم شيئًا عن هذا المسلسل، ولكن عمومًا فكرة التمثيل واردة في ذهني، بشرط أن يدفعني إحساسي الذاتي لأوافق عليها بعد تكامل عناصرها من كتابة وإخراج وفنانين وقناعتي مع نفسي أن هذه التجربة ستضيف لمشواري الفني.
..ربط كثيرون بحال مصر وتونس في وقت الاضطرابات.. فكيف ترى تأثير هذه الأحداث على الموسيقى في البلدين؟
-الحقيقة أنها أفرزت شبابًا كان لديه موهبة داخلية جيدة يطمح في إبرازها أمام الناس، واكتشفنا بالفعل قدراتهم مثل فرق الأندرجراوند وغيرهامن المواهب المتميزة، ولا مانع من وجودها بشرط ألا تتعدى الخطوط الحمراء لأننا لدينا أجيال نريد تربيتها بشكل صحيح، وهي أنماط غنائية إضافية تتيح للجمهور فرصة الاختيار من بينها. .
.ما رأيك في تقديم الأغنيات الوطنية؟
ــــ مطلوب بالطبع مع الأغنيات العاطفية، وسبق أن قدمت أغنيات من هذا النوع منها تلك التي قدمتها بلدي تونس عن فترات الانتقال التي عاشتها، لي الشرف أنني استطيع اغنا بأكثر من لهجة، ومن واجب الغناء باللهجة التونسية.
