الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مغامرة زي ماريو والعنزي تحقق النصر للفهود

17 مارس 2007 23:59
رأفت الشيخ: أثبتت مباراتا دور الأربعة في مسابقة كأس رئيس الدولة بين العين مع الفجيرة، والوصل مع الأهلي أنه من يهدر الأهداف في النصف الأول يخسر في النصف الثاني، وهذا ما حدث، ففي النصف الأول من مباراة الوصل مع الأهلي كان الفريق الأحمر هو الأفضل والأكثر سيطرة والأكثر وصولا للمرمى والأقدر على خلق الفرص، ولاحت للفريق الأهلاوي نحو أربعة فرص مؤكدة للتهديف، أبطل منها ماجد ناصر هدفين، فيما ضاعت كرتان بعيدا عن المرمى، كان الأهلي قادراً في النصف الأول على حسم المباراة مبكراً وضمان التأهل الا أنه لم يفعل، فعاقبته كرة القدم، وعاقبه الوصل أيضا، وانتزع منه بطاقة التأهل، لأن الأهلي لم يتمكن من تحويل سيطرته على الملعب الى أهداف، وكرة القدم لا تعترف بالسيطرة، بل بالأهداف فقط· ورغم أن العين كان الأكثر استحواذاً على الكرة في النصف الأول من مباراته مع الفجيرة إلا أن فريق الفجيرة كان الأكثر جماعية وهدد المرمى من الكرات الثابتة ولاحت كرتان للاعبه محمد ناصر، ولكنه لم يتمكن التسجيل في المرتين، فعاقبه العين في النصف الثاني بتسجيل هدف المباراة والتأهل· وقد كان النصف الثاني هنا وهناك هو الأفضل والأسرع، وهو أيضا الشوط الذي شهد هز الشباك في المباراتين، في مباراة الأهلي والوصل كان الأهلي هو الأفضل في النصف الأول، لكن النصف الثاني قد شهد تحسناً كبيراً في أداء الوصل فأصبحت المباراة جميلة ومفتوحة وهجومية وضاعت الفرص من الفريقين، وفي مباراة العين والفجيرة كان الشوط الثاني أكثر سرعة وأكثر فرصاً، وشهد هدف المباراة أكثر من فرصة حقيقية ضائعة منها واحدة مؤكدة من أوليفيه بعد أن استقبل الكرة على صدره وتخلص من الدفاع ولكنه سدد بقوة فوق العارضة، وواحدة قريبة جدا من نصيب إسحاق بعد كرة ارتدت من الحارس لكنه أساء التعامل معها فضاعت الكرة· ومن الملاحظات التي شهدتها المباراتان أيضا أن تحسن أداء كل فريق بعد اهتزاز شباكه، حيث كان رد فعل الوصل قوياً جداً بعد اهتزاز شباكه بهدف بدر ياقوت، وهاجم الفريق بكثافة بعد أن لعب مدربه زي ماريو بثلاثة مهاجمين خلفهم خالد درويش، وكان المدرب الوصلاوي يدرك جيداً أن المغامرة هي الحل الوحيد، باعتبار أنه لا مجال للتعادل، فإما أن تخسر وإما أن تفوز، وقد كان البديل محمد سالم العنزي موفقاً جداً وسجل هدفين رائعين كانا أفصل رد فعل من الوصل بعد هدف الأهلي الذي عابه انخفاض أداء لاعبيه بعد الجهد الكبير الذي بذله اللاعبون في النصف الأول· أما الفجيرة فقد كان ردة فعله هي الأخرى جيدة بعد هدف فيصل علي، فالفريق المكافح لم يستسلم، ولم يفقد الأمل وهو يواجه العين صاحب الاسم والتاريخ، بل هاجم بكثافة ووصل إلى المرمي ولاحت له بعض الفرص ولكن دفاع العين وحارسه نجحا في الحفاظ على شباكهم، وعاب الفجيرة فقط عدم قدرة لاعبيه على إحكام الرقابة على ثالوث العين الهجومي الذي ضم فيصل علي في المقدمة، ومن خلفه هوار وأوليفيه، حيث ترك لهم الفجيرة مساحات كبيرة كادوا يسجلون معها أكثر من هدف في النصف الثاني· ويحسب للفريقين الفائزين تماسكهم طوال المباراة، فالوصل رغم أنه استقبل هدفا إلا أن الفريق بقي متماسكاً ويلعب بتوزان دفاعي هجومي، ولم يندفع للهجوم بصورة عشوائية، ولم يفقد اللاعبون تركيزهم حتى النهاية، والعين أيضا لم يهتز وبقي يلعب بنفس طريقته في اللحظات التي هاجم فيها الفجيرة بحثا عن هدف التعادل، بل كاد العين يضيف الهدف الثاني· جدارة واستحقاق يمكن القول بل التأكيد أن كلا من الوصل والعين قد تأهلا إلى المباراة النهائية عن جدارة واستحقاق، فالعين كان إجمالا هو الأفضل في الملعب حتى لو كان الفجيرة قد حاول العودة إلى المباراة بعد هدف العين، وكان الوصل جيدا من الناحية الدفاعية في النصف الأول من مباراته مع الأهلي، ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه، ثم تحسن أداؤه الهجومي بعد هدف الأهلي، ونجح في تسجيل هدفين والفوز بالمباراة· نصف الفريق يصر خبراء الكرة على أن الحارس الجيد هو نصف الفريق، وفي انجلترا يقول الخبراء: إن الحارس الجيد هو الذي يكون قادراً على تحقيق نحو 12 نقطة لفريقه في الدوري بنجاحه في التصدي للكرات الصعبة طوال الموسم، وقد كان هناك حارسان رائعان وراء فوز الوصل والعين، في مرمى الفهود كان هناك ماجد ناصر حارس الوصل الذي يثبت في كل مباراة أنه الحارس الأفضل في الدولة، وأنه زاد خبرة وثقة ونضجاً، وأصبح وجوده في المرمى يمنح زملاءه مزيداً من الثقة في الفوز، وقد نجح في التصدي لهدفين مؤكدين في النصف الأول، كما تصدى للعديد من الكرات في النصف الثاني، خاصة بعد أن هاجم الأهلي بحثا عن التعديل، وكان يقظا جدا في التعامل مع الكرات العالية وهو لا يسأل عن الهدف الذي هز شباكه· وفي مرمى العين كان هناك معتز عبدالله يدافع عن مرمى العين بخبرته، وكان موفقا في التعامل مع الكرات التي وصلته خاصة في الدقائق الأخيرة من المباراة، كما أجاد في توجيه زملائه المدافعين، إضافة إلى إجادته الخروج من مرماه لالتقاط الكرات العرضية· أهداف رائعة شهدت الجولة أربعة أهداف رائعة، ومن الصعب اختيار أجمل الأهداف، فقد سجل فيصل علي للعين بكرة طائرة من داخل الصندوق بعد أن دار حول نفسه لتكون الكرة هدفاً جميلاً وغالياً للبنفسج، وسجل العنزي هدفاً بديعاً بكرة رائعة من فوق حارس الأهلي علي سعيد، وسجل بدر ياقوت بضربة رأس محكمة هدف الأهلي الوحيد، وكان العنزي أيضا ذكياً في تسجيل هدف التعادل الوصلاوي بتحركه نحو القائم القريب لاستقبال كرة خالد درويش الرأسية· والملاحظ في الأهداف الأربعة أنها جاءت من داخل الصندوق أوحوله، وأن الرقابة الدفاعية كانت غائبة، وأن أصحاب الأهداف نجحوا في التعامل مع الكرات ببراعة، فبدر ياقوت نجح في الهروب واحتلال موقع جيد بعيدا عن عيون ورقابة دفاع الوصل وسجل بضربة رأس محكمة، وفيصل علي نجح في استلام الكرة والدوران بها وسط دفاع الفجيرة وأطلق كرته داخل الشباك، والعنزي تسلم الكرة بعيدا عن الدفاع وأرسلها في المرمى قبل أن يتدخل دفاع الأهلي· نجم الجولة العنزي·· العائد من جديد هو فتى لم تهزمه الأيام، وهداف لم تقهره الإصابة، فبقي قادرا على هز الشباك في الوقت القاتل، بعد أن سجل هدفين لن يغادرا ذاكرة التاريخ، فهزم الظروف والإصابة والأهلي، بعد عودته من إصابة صعبة وقاسية أبعدته عن الملاعب طويلا، وهو الذي بدأ الموسم متألقا مع الوصل، فواصل العلاج والتدريب في صبر وثقة، وعاد ينتظر الفرصة فرصة اللعب والمشاركة وفرصة تسجيل الأهداف، وبينما كان جمهور الوصل يشعر بالقلق وضياع الحلم جاء العنزي من بعيد ليتواجد في المكان المناسب ويتسلم كرة خالد درويش عند القائم القريب ويسجل هدف التعادل، ويعيد الأمل والحلم والثقة، ثم يبرهن العنزي على أنه لا يزال قادرا على تقديم لمسات ساحرة تجلت في الهدف الثاني الذي أحرزه، وأهَّل به الوصل الى نهائي الكأس من كرة لمح بها تقدم الحارس علي سعيد فأودعها من لمسة واحدة داخل الشباك، ومن فوق الحارس الأهلاوي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©