الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تملك قدرات قيادة المنطقة في التصدي للإرهاب

الإمارات تملك قدرات قيادة المنطقة في التصدي للإرهاب
3 نوفمبر 2015 00:28
حوار: أحمد عبدالعزيز أكد الحاكم جون هانتسمان رئيس المجلس الأطلسي، بالولايات المتحدة الأميركية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة لديها قدرات تؤهلها لقيادة المنطقة في التصدي إلى المخاطر التي تحيط بها في ظل توتر الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، مرجعا هذه التوترات إلى الدور الإيراني الذي لا يمكن الشك في ضلوعها بأزمات منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي حذر فيه من مخاطر الركون إلى مدة الـ 15 عاما التي يسمح بالتفتيش على برنامجها النووي، حيث إن هذه المدة في عمر الأمم تمضي سريعا، داعيا دول المنطقة للتنبه من هذا الخطر الذي يستوجب اتخاذ التدابير اللازمة للدفاع عن مصالحها. وتحدث في حوار خاص مع «الاتحاد»، على هامش جلسات ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثاني 2015، قائلا: «إن المشاركة في الملتقى من الخطوات التي يحرص عليها المجلس لأهمية الحدث الذي يجمع خبراء في السياسة والاستراتيجيات من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة قضايا منطقة الشرق الأوسط التي تعد من أهم البقع الاستراتيجية التي تشهد العديد من التحديات التي تطال مختلف القوى في العالم. وقال هانتسمان: «إن العالم تغير كثيرا إذا ما عقدنا مقارنة بين العام الماضي والجاري، حيث طفق إلى السطح بقوة الصراع في اليمن والاتفاق النووي الإيراني وانتشار داعش على الأرض الأمر الذي أدى إلى المزيد من عدم الاستقرار، وتدهور الأوضاع في سوريا علاوة على الملف الروسي الذي شهد تطورات عديدة ومنها بدء موسكو مؤخرا في توجيه ضربات جوية لداعش في سوريا وهذه التغيرات الاستراتيجية على الأرض يجب علينا الوقوف حيالها ودراستها عن كثب. وعن حضوره الملتقى، أضاف أن الملتقى غاية في الأهمية حيث إنه يجمع مجموعة متميزة من نخبة المفكرين السياسيين والاستراتيجيين، ولم يكن من قبل ولديهم البعد الاستراتيجي لإيجاد حلول للأزمات التي تشهدها المنطقة، مشيرا إلى أن جانبا آخر يزيد من أهمية التواجد في الملتقى وهو تحديد ماهية المشكلات واقتراح حلها وصياغة سياسة للاستجابة لإخراج المنطقة من النفق الحالي. وأشار إلى أن التجمع يساعد على جمع هذه الخبرات ووجهات النظر المختلفة في سياق حواري مرن لاستعراض جميع الرؤى ومناقشات خلال الجلسات وأخرى جانبية، وكل ذلك يزيد من احتمالات طرح حلول حقيقية ومنطقية، يمكن لمتخذي القرار وصانعي السياسات أن يستفيدوا منها في المستقبل. عن الوضع في سوريا وقيام موسكو بتوجيه ضربات إلى مواقع داعش في مناطق مختلفة في سوريا للقضاء على الإرهاب، قال هانتسمان: «إن التحول في هذا الشأن كان ليس بالأمر الجيد منذ البداية، وذلك لأن هناك جدالا بين العديد من وجهات النظر في الشرق الأوسط للحفاظ على نظام بشار الأسد، حيث إن إبقاءه في السلطة لا يؤدي إلى وضع مستقر بأي حال من الأحوال ولا يمكن إعادة إصلاح المنطقة من دون تعديل الوضع في سوريا ولا يمكن ذلك الآن في وجود الأسد بالسلطة. وأضاف أن دخول الدب الروسي إلى حلبة الصراع ووصولهم لهذه النقطة، المقصود بها توجيه ضربات جوية، يطرح سؤالا حول القدرة على التفكير بإيجاد نجاح لنظام الأسد، الذي لا يمكنه أن يقف كلاعب في المعادلة السياسية في الوضع السوري، لأنه في النهاية يريد أن يكون طرفا في الحل مع أنه هو أساس المشكلة. وعن سيناريو حل الأزمة السورية، أشار إلى أنه كان ينبغي أن يكون تنسيقا بين جميع الأطراف للحفاظ على المنطقة من أن تتحول إلى هذا الحال وإن الحل يجب أن يضم مختلف دول المنطقة للتعامل والانطلاق من نقطة الحفاظ على الأمن وتوفيره في سوريا وهي أولى خطوات الحل وهي الأكثر تعقيدا يليها وجود حكومة يريدها الشعب السوري ويحترمها. وعما يحمله المستقبل لنظام بشار الأسد، رأى هانتسمان أن القادم في سوريا يجب أن يبنى على برلمان يجمع الشعب السوري، بحيث ينبغي أن يكون نظام الحكم السوري القادم مبنيا على النظام البرلماني وليس الرئاسي، بحيث يجمع كل أطياف الشعب السوري باختلاف أعراقه وطوائفه لاسيما السُنة من السوريين، ثم يأتي انتخاب رئيس وزراء قوي يستطيع أن يسير الأمور ثم بعد ذلك تشكيل حكومة حقيقية، ومبنية على الواقعية في التعاطي للوضع الحالي، وتسليط جهودها على تطلعات الشعب السوري. وأبدى استياءه من الدور الإيراني الضالع في زعزعة الاستقرار في دول الشرق الأوسط، وما أدى إلى تلاعبهم في الأوضاع الأمنية، مشيرا إلى خروج إيران عن السياق ودورهم في تدهور الحالة الأمنية، وشن حرب بالوكالة من خلال عملائها في المنطقة. وأعرب عن تخوفه من الدور الإيراني الذي تمارسه في المنطقة من خلال أذنابها الأمر الذي يؤدي لاستمرار عدم استقرار الشرق الأوسط في المستقبل ولفترات طويلة، وعلى طهران إذا أرادت وجود حل في سوريا أن تكون ضمن إطار الحل وليس زيادة الوضع تعقيدا. وقال: «إنني أشك في نواياهم في شأن استقرار سوريا، وإذا كانت إيران ضمن إطار الأطراف التي يمكن أن تقدم حلولا لابد من معرفة الوكلاء التابعين لها ومدى قوتهم حتى يمكن السيطرة عليهم لعدم زعزعة الأمن مرة أخرى في المستقبل. وقال إن دولة الإمارات واثقة من الخطوات التي اتخذتها، وتمضي فيها لحماية حدودها من خطر من يمثلون تهديدا بالوكالة لإيران في اليمن «الحوثيون» والجميع يرى الآن ويعيش هذا الخطر ولنا في لبنان مثال حي، وخير دليل على ضلوع إيران في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف أن الإمارات تقوم بدور مهم جدا في المنطقة، حيث إنها تتفاعل مع العديد من الأطراف اللاعبة في الشرق الأوسط لحماية أمنها وقدمت شهداء من خيرة شبابها مؤخرا في اليمن، إلا أن هناك خيارات أخرى للحوار من أجل استقرار المنطقة، مشيرا إلى أن حكومة أبوظبي تدرك جيدا مدى الخطر الذي يهدد الخليج على المدى البعيد والذي يمكن أن يأتي من مناطق محيطة. وأشار إلى أن دولة الإمارات لها مكانة مهمة للغاية في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وعليه فقيادة دولة الإمارات، لديها إدراك ووعي شديدان بأهمية المرحلة وكيفية التنسيق واتخاذ القرارات بهذا الشأن، ولا أعتقد أن أي طرف آخر يمكن أن يقوم بهذا الدور المهم في المنطقة وتذكرني بسنغافورة ودورها في آسيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©