أبوظبي تنفذ مشروعاً لإعادة تخطيط فكتوريا عاصمة سيشل

تنفذ حكومة أبوظبي وصندوق أبوظبي للتنمية ومجلس أبوظبي للتخطيط العمراني مشروعا استراتيجيا لإعادة تخطيط فيكتوريا عاصمة سيشل وتأهيلها بهدف حل مشكلات المرور والإسكان والمياه والكهرباء والخدمات العامة، بحسب ما أعلن ديك باتريك ايسبارون سفير جمهورية سيشل لدى الدولة. وأعلن أن حكومة سيشل وشركة مصدر سوف تفتتحان قبل نهاية العام الحالي أول مزرعة لطواحين الهواء قرب ميناء العاصمة فيكتوريا لتوليد الكهرباء. وأشار إلى أن هذه المزرعة أقيمت على جزيرة “ريكليم آيلاند” في إطار التعاون بين حكومة سيشل وشركة “مصدر” لتوليد الكهرباء من الرياح وتوفير النقص في إمدادات الطاقة في سيشل. وقال ايسبارون إن علاقات الإمارات وسيشل تشهد تطورا كبيرا بفضل حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله والرئيس جيمس اليكس مايكل رئيس جمهورية سيشل على الدفع بتلك العلاقات قدما إلى الأمام. وأكد في الوقت نفسه إهمية هذا المشروع ضمن استثمارات مصدر في إطار مشروعات الطاقة المتجددة التي وصفها بإنها تفتح عصرا جديدا لجمهورية سيشل للحصول على الكهرباء من الطاقة النظيفة، مشيرا إلى أن استمرار التعاون مع شركة “مصدر” يعد مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه لتطوير وتطبيق وتسويق حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة. وقال “إن شعب سيشل وقيادته سوف يذكر دائما الأيادي البيضاء لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ودعمه لمشروعات التنمية في بلادنا وتمويل بناء المساكن ومحطات التحلية وتوفير مياه الشرب والمستشفيات والعلاج والطرق والخدمات للسكان البالغ عددهم حوالي مائه ألف نسمة”. وأضاف أن المشروعات التي أنشئت وتلك التي يجري تنفيذها حاليا بدعم من أبوظبي سوف تقود سيشل إلى التطور وتوفر لها التنمية المستدامة وتهيئ المزيد من فرص العمل للسكان وتسهم في تحسين ظروفهم المعيشية. وذكر أن حكومة أبوظبي أقامت بنية تحتية متطورة في سيشل خلال فترة زمنية قصيرة وساهمت في حل مشكلات الكهرباء وتحلية المياة وتوفير مياه الشرب والمواصلات وإعادة تحديث العاصمة بوجه عام. وأوضح أن حكومة أبوظبي مولت بناء مقر لقوات حرس الحدود والسواحل في سيشل وزودته بخمسة زوارق حربية لدعم هذه القوات في مواجهة عمليات القرصنة البحرية وحماية سواحل البلاد، مشيرا إلى أن هذا المقر الذي بلغت كلفته 15 مليون دولار أميركي سوف يفتتح في نهاية نوفمبر الجاري. وأضاف أن مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني يعمل مع حكومة سيشل على إرساء بيئة مستدامة والارتقاء بنمط حياة السكان وتعزيز الهوية والترابط الاجتماعي، إلى جانب تطوير البنية التحتية وإعادة إحياء مناطق وسط المدن الحالية وتطويرها لتلبي معايير مدن القرن الحادي والعشرين. وأشار إلى أن فريقا متخصصا من خبراء مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني سوف يقوم بالعمل مع ممثلي سلطة التخطيط في جمهورية سيشل على تعزيز مبادئ التطوير الحضري والتصميم المعماري وإرشادات التطوير وتقديم الدعم الإداري بهدف إرساء إطار عمل لتوجيه مشاريع التطوير المستقبلية للمدينة والرامية إلى حفظ التراث والثقافة المحلية هناك. وقال إن هذا التعاون يأتي في وقت مهم تؤكد فيه حكومة سيشل التزامها بمراجعة أداء سلطة التخطيط وتوفير أدوات التطوير الضرورية وأفضل الإجراءات المعتمدة بهدف تعزيز القيمة التي يحصل عليها المطورون والسكان في استثماراتهم. وأكد أن مثل هذه الأدوات كفيلة بتحقيق عملية تطوير منتظم ومدروس في البلاد وتعزيز السلامة والاستدامة مع صون التراث والثقافة الفريدة التي يفخر بها السكان، فضلا عن مواكبة عملية التطوير التي تشهدها جمهورية سيشل على نطاق واسع. وقال ان جمهورية سيشل تسعى إلى تحقيق ذلك عبر تعزيز الثروات وتوفير الدعم الحكومي الكامل، خاصة في القطاعات الاقتصادية والإنتاجية مع التركيز على مصادر الدخل الاقتصادي مثل السياحة وصيد الأسماك وكذلك مشاريع الأعمال الجديدة في المناطق النائية، حيث تتطلع الحكومة إلى تحقيق تحول في سياساتها الاقتصادية نحو أقتصاد عالمي وتعزيز التنافسية. واعتبر أن افتتاح أول سفارة لجمهورية سيشل في أبوظبي في أكتوبر 2011 هو تأكيد على رغبة الرئيس مايكل وحكومته في تطوير علاقات الصداقة والتعاون مع الإمارات في شتى المجالات. وحول أهمية افتتاح الخط الجوي لشركة الاتحاد للطيران إلى سيشل خاصة في قطاعي السياحة والتجارة، قال السفير ديك باتريك ايسبارون إن هذا الخط يسهم في زيادة حجم التبادل التجاري مع الإمارات التي نعتمد عليها في استيراد غالبية احتياجات البلاد من المواد الغذائية والسلع والملابس وغيرها وسيشجع رجال الأعمال لاستثمارات أموالهم في سيشل خاصة في مجالات السياحة والثروة السمكية والزراعة. وذكر ان غرفة تجارة وصناعة سيشل بصدد توقيع اتفاقيات للتعاون التجاري مع غرف التجارة في أبوظبي ودبي والشارقة في الفترة المقبلة لتنشيط العلاقات الاقتصادية.