الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

القصيدة الأخيرة احتفت بالحكاية وتركت الدراما

17 مارس 2007 01:57
سلمان كاصد: ضمن فعاليات العروض المسرحية لأيام الشارقة في دورتها السابعة عشرة قدم مسرح الشباب للفنون أمس الأول وعلى قاعة معهد الشارقة للفنون المسرحية مسرحية ''القصيدة الأخيرة'' من تأليف عبدالله صالح وإعداد وإخراج سالم بطي باليوحة· بدأ النص يعلن عن تفاصيله مع مسرحية روميو وجولييت لوليم شكسبير ويعلن ايضا أن النص أعد ولم يؤلف·· النص القصصي اذاً يعد معروفا سلفا سوى بعض التنويعات على مستوى المسميات وفي التشكيلة الإخراجية ومدى توجه وفطنة المخرج في التلاعب في المستوى الدلالي ومستوى الصنعة، وفي هكذا عمل قصصي معروف يظل ذهن المخرج محكوما بالنص الأصل لذا فمن الأجدر حقا ان يجتهد ليخلق نصا مغايرا وهذا ما يسمى وحسب نقاد التناص بالقلب والتركيب· القصة بمجملها تحمل صراعا قديما بين عائلة بيت الطواش التي تضم أبوجميلة (الطواش) وأمها وجميلة وآدم (تابع الطواش) وغزالة (الداية) وجاسر (تابع الطواش ايضا)·· ومن خلال التركيبة نلاحظ من خلال (الداية) و(التابع) ارستقراطية الاسرة·· والتي تقف في عداء تاريخي مع عائلة بيت النوخذة التي تضم أبوراشد (النوخذة) وزوجته وراشد الابن وبروك ومسعود ومسمار (اتباع النوخذة) مع جوقة وراوٍ ممسرح هو (العم مصبح) مع صفته الاخرى بوصفه طبيبا شعبيا للقرية والوالي وبدر ومجموعة أخرى من المسلحين الذين يمثلون سطوة هاتين العائلتين· بنية الديكور استيحاء كامل من البيئة المحلية يضم بيتين متجاورين وبرجيل يؤشر إلى المحلية واضاءة تتوزع باتقان على زوايا المسرح يبدأ النص المسرحي بغناء احتفائي يقطعه صوت الراوي ليشير شارحا الحكاية ضمن اشارات مقتضبة تعنى بالحكمة والمصير والآلام والحب ليختفي الجميع وليبدأ النص متحدثا عن نفسه·· لحظتها تتركز الاضاءة على الجانب الايسر من المسرح ليظهر راشد ملتاعا ومنشدا الشعر ويدخل مسعود تابعه ليسحبه عائدا الى داره ضمن طريق استطاع باليوحة أن يرسمه بفنية تحسب له حين وضع الاضاءة جانبا ليرسم خطاً، طريقاً مضاءً في مقدمة المسرح· أغنية (اوه يا مال) التي يرددها البحارة وما فيها من شجن تعمق تأصيل ومحلية الحكاية، ثلاث نساء (جميلة وأمها والداية غزالة) في حوار حول مستقبل زواج جميلة التي تريدها امها لبدر ابن العائلة الكبيرة والذي ترفضه جميلة حبا لراشد·· وعرس يتوسطه الوالي المحايد وجاسر يحرص على جميلة·· وراشد ومسعود يلبسان عباءتين ليحضرا العرس وهناك حوار من أعلى السطح عن بدر وبعد انتهاء العرس تنزل جميلة ليسحب يدها راشد ويلتفان في مركز الجوقة التي يبدو انها وضعت كإطار لاحتواء هذا الحب ومباركته·· مشاعر ملفوظة شعرا في أغلب مقاطعها يتبادلها راشد وجميلة من فوق زاويتي سطحي بيتيهما·· انه خطاب يذكرنا بروميو وجولييت لا في النص الحكائي ولكن في المواقف المسرحية (الفعل الدرامي) وكأن المخرج لم يتعد ما تشكل في النص الشكسبيري برمته، وبهذا نشعر أن هناك سلطة مرئية للنص الاصل الذي لم يستطع المعد أن يخرج عنه حتى أن العم مصبح يقترح على جميلة أن تميت نفسها بمخدر كي توحي للآخرين بمأساوية قتلها إلا أن راشد عندما يراها مسجاة بالابيض ميتة يميت نفسه بسم حقيقي لتكتشف بعد أن استعادت وعيها أن راشد قد مات انتحارا من أجلها· لنأخذ المسألة من هذا الجانب (العم مصبح يستخدم المعرفة العلمية لتغيير المشاعر وراشد يخدع لجهله بالتعرف على هذه المعرفة العلمية) انه صراع أول· ثانيا (ظل افق التوقع بعيدا عن ذهن المشاهد) أنه تطابق أول· ثالثا (إن النص لم يسحب المشاهد الى بؤر مغايرة عن النص الشكسبيري)، رابعا احتكم النص الى الحكاية الأولى حسنا فليقدم لنا رؤى موروثية واشكالا تعبيرية عن هذا الموروث، وقد نتساءل لماذا يقدم الموروث عن طريق غناء البحرفقط· أجاد حمد الحمادي وبدور والريم وفاطمة جاسم وأشواق في أداء دورهم وتفرد منهم حمد الحمادي وغانم ناصر·· لقد عمل الجميع بجهد عال وبتكثيف ذاتي للنص إلا أنهم لم يقدموا ما يجعل المشاهد مبهوراً بالنص·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©