الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وداعاًً التفوق المسبق

20 نوفمبر 2014 00:50
اعتقد المحللون أن الحسابات تتم مع السبعة المرشحين دائماً، واستثنوا كالعادة اليمن، إلا أن النبأ جاء من سبأ، وأثبت هذا المنتخب أن لن يظل حلمه البحث عن نقطة واحدة أو فوز يتيم، بل جاء اللاعبون وفي نيتهم الاستفادة من شيئين، هما الاستفادة من جماهير اليمن بالسعودية، والتي حفظت ماء وجه بعض المباريات، التي شكل فيها غياب الجمهور علامة استفهام فسرت على أنها معاقبة لـ «الأخضر» السعودي بعد خيباته المتكررة، أما الشيء الآخر الذي حفز منتخب اليمن على الظهور بوجه مغاير لما كان عليها في الدورات السابقة، وهو إدراكه أن منافسيه يفكرون باستمرار أن النقاط الثلاث محسومة مع اليمن، وهذه المرة أدار ظهر المجنّ لمن استسهلوه مسلّحاً برغبته في إسعاد جماهير صنعاء والحديدة وتعز وعدن وصعدة التي تعيش متاعب سياسية وأمنية منذ سنوات، ويسعى لتكرار فعلة العراق الذي عاد بكأس آسيا في العام 2007 وأسعد العراق الجريح.. فالحوافز موجودة، وكافية لتجعل من اليمن القط الأسود في الدورة، لتتغير حسابات منافسيه، ويصبح المنافسون على اللقب ثمانية وليس سبعة، واليمن هو بطل الدورة، وإن تفوق الأبيض والأخضرين والأحمرين. وإذا طغت التعادلات على مباريات الجولتين الأوليين فهذا تأكيد على أن زمن التفوق المسبق انتهى، وأن تقارب المستوى صار يفرض نفسه على الجميع. وفي سياق آخر، فإذا كان سقوط رأس عدنان حمد أمراً متوقعاً بالنظر إلى الهزة العنيفة التي تعرض لها منتخب البحرين بفعل العجز أمام اليمن وهز شباكه بأقدام مدافعيه أمام المنتخب السعودي، فإن المقصلة حتماً ستطال رؤوساً أخرى، ولو كانت المنتخبات المشاركة على مشارف أمم آسيا، لأنّ تلك هي عقيدة اتحادات الكرة في بلدان الخليج، ومن غير المنطقي أن نطيح مدرباً لأنّ مدافعه أخطأ المرمى أو مهاجمه لم يوفق في تسديد الكرة، كان على اتحادات الكرة العربية أن تقرأ التجربة الألمانية جيداً، ومنتخب المانشافت لم يعرف خلال مائة سنة سوى عشرة مدربين، بينما نكاد نقلب المعادلة في بعض البلدان العربية، ولو أحصينا عدد المدربين الذين تداولوا على منتخبات المنطقة لجاوزوا المائتين، وهو دليل على أن ثقافة الاستقرار تظل غائبة في اسـتراتيجيات اتحادات الكرة، لأنّ الشعار هو «الفوز أو الرحيل»، لهذا لا غرابة أن يكون كثير من المدربين حزموا أمتعتهم قبل بدء الدورة. لم يبق إلا أن ننتظر جولة الانتصار أو الانتحار، لمعرفة من يصمد ومن يشد الرحال إلى الديار، والإبقاء على حالة ارتفاع الضغط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©