الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحلة فكرية موجعة

رحلة فكرية موجعة
6 نوفمبر 2013 19:20
صدرت للروائي اليمني محمد الغربي عمران، رواية بعنوان “ظلمة يائيل”، التي تقوم على منهج فكري يحلل الطائفية العقائدية، اعتماداً على تخصص مؤلفها في التاريخ، فبدت وكأنها استكمال لروايته السابقة “مصحف أحمر” التي صدرت في عام 2010، واهتمت بمعالجة قضية التعايش والتسامح في ظل الصراع الفكري العميق باليمن عبر المراحل التاريخية المختلفة، لكنها تعرضت للمنع في البلاد التي تعيش في ظل صراعات متجددة، تعتبر الطائفية واحداً من عواملها. “ظلمة يائيل” صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب وتقع في 420 ص من الحجم الكبير. تقع الرواية بين تاريخين هما 435 و461هـ، وبذلك تناولت مرحلة مهمة من تاريخ اليمن، وهي فترة الداعية علي بن محمد الصليحي مع التجاوز القبلي والبعدي، هذا هو الوجه التاريخي فيها، ولكنها ليست تاريخية بحتة، ففيها أبعاد وجوانب متعددة منها البعد الفكري، والعقلي، والنفسي، في إطار البحث عن الحقيقة. ويتمثل البعد العقائدي في الحيرة والتأمل والارتباك أحياناً بين عقائد وديانات (يهودية، إسلامية) وتعدد الطرق والمذاهب، والرحلة إلى الحج، وما شاهد فيها بطل الرواية من معتقدات وممارسات، وقبر النخاس الذي أصبح مزاراً. لكن المؤلف استطاع أن يضفر في سياقات الرواية وقائع حديثة، وإن جاءت على هوامشها. وإذا كان السارد يقصد بالظلمة، تلك العتمة الفكرية، فإنه يدلل على ذلك من خلال شخوص روايته، خصوصاً بطل الرواية (جوذر) وهو ابن رجل مسلم (البشاري) وأم يهودية (يائيل) تزوجها رغماً عن عائلتها ومجتمعها، فطرد معها خارج القبيلة والعائلة وأنجب منها (جوذر) الذي تأثر بعد موت أبيه بعقائد أمه اليهودية. لكنه في خضم ذلك، كان يبحث عن الحقيقة، من خلال ما اكتسبه من أمه وما عرفه عن والده المسلم، ومن خلال أيضا ما يكتسبه بجهده المعرفي عن طريق معلمه (صعصعة) الذي أحب ابنته (شوذب) التي سيختطفها مجهولون من القبائل المتصارعة باليمن..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©