أعود من عملي بعد منتصف الليل، متعباً راغباً في النوم فقط لا غير، لا أريد العشاء ولا أي شيء، ولكن المفاجأة أنني حتى هذه الأمنية البسيطة لا أستطيع تحقيقها، فلا أجد موقفاً لسيارتي، وأبقى أبحث ربما أكثر من ساعة، بلا فائدة، أذهب إلى الحديقة البعيدة عن سكني مسافة ليست بالقريبة، وأنا خائر القوى بعد ساعات من العمل المتواصل، ورحلة البحث عن موقف لأفاجأ أيضاً بعدم وجود موقف فيها.
ماذا أفعل؟ هل أترك السيارة في مكان مخالف، ويأتي رجال «مواقف» ليخالفوني، أم أبقى أدور في الشوارع بحثاً عن موقف الذي دفعت رسوم اشتراك سنوية، فما معنى الاشتراك في مواقف؟
مع العلم أن إحدى البنايات المجاورة الآن تهدم، وقد سيجت وألغيت المواقف حولها، فماذا يفعل السكان الذين يشتركون في مواقف السكان ولا يجدون مواقف؟
ومثلي كثيرون ممن يعودون من أعمالهم مساء بعد منتصف الليل ولا يجدون مواقف، وهم مشتركون ودفعوا رسومها، هل ينامون في سياراتهم؟ نتمنى حلاً من مواقف يريحنا من هذا العذاب اليومي.
لمى إسماعيل - أبوظبي