ستار كريم، وكالات (عواصم)
أكدت روسيا أمس أن المفاوضات النووية التي استؤنفت في فيينا بين إيران والقوى الست الكبرى، رهينة بقرارات سياسية، مؤكدة أن المفاوضين «على بعد خطوة أو نصف خطوة من تسوية»، في حين يتابع وزير الخارجية الأميركي جون كيري من لندن تطورات المفاوضات بعد أن أرجأ توجهه لفيينا إلى وقت لاحق، وسط أجواء حذرة عكستها تصريحات كل الأطراف، لكن إيران قالت إن مفاوضات فيينا الجارية سيتم تمديدها إلى أيام أخرى بسبب وجود تقدم في المباحثات.
وفي اليوم الثاني من اجتماع اللحظة الأخيرة في فيينا بشأن ملف إيران النووي، قال المفاوض الروسي سيرجي ريابكوف في وقت مبكر من أمس إن «كل شيء رهن بقرارات سياسية من جانب كل الأطراف». ونقلت وكالة ريا نوفوستي عنه القول «نحن على بعد خطوة أو حتى نصف خطوة من تسوية».
والتقى دبلوماسيو مجموعة «5+1» مع دبلوماسيي إيران للمرة الأولى في جلسة موسعة بعد محادثات ثنائية جرت أمس الأول في فيينا بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي السابقة كاثرين أشتون والمديرين السياسيين في وزارات خارجية الدول الست الكبرى، وذلك تمهيداً لوصول الوزراء الستة لاحقا هذا الأسبوع، حيث أمامهم حتى 24 نوفمبر للتوصل إلى اتفاق.
وأشار المفاوضون بحذر إلى أنه لن يتم إحراز تقدم قبل وصول وزراء الخارجية في وقت لاحق من الأسبوع الجاري لإضافة زخم سياسي، وقال ظريف أمس « الآن وقت النوايا الحسنة السياسية».
وقرر وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي كان دعا طهران إلى بذل «كل الجهود الممكنة»، تأجيل توجهه إلى فيينا حيث كان ينتظر وصوله في منتصف الأسبوع على غرار الوزراء الآخرين في مجموعة «5+1». وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي «أن كيري سيبقى في لندن لمتابعة المشاورات مع فريق المفاوضين» في فيينا ومع الإدارة في واشنطن.
وأضافت أن كيري سيتوجه صباح اليوم الخميس إلى باريس لإجراء اجتماعات منفصلة مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تتعلق بالمفاوضات حول الملف النووي الإيراني. وأكدت «سيتوجه إلى فيينا في وقت لاحق هذا الأسبوع لكننا لم نحدد بعد التاريخ».
وفي طهران نقلت وكالة «إيرنا» الحكومية عن مسؤولين إيرانيين تأكيدهم أمس، أن المفاوضات النووية الجارية في فينا، سيتم تمديدها إلى أيام أخرى بسبب وجود تقدم في المباحثات. وقالت المصادر إن الفريق النووي الإيراني المفاوض برئاسة مجيد تخت روانجي وعباس عراقجي مساعدي ظريف، اجتمعوا بالوفد الروسي، وسوف يعقدون اللقاءات الأخري مع وفود ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأميركا علي التوالي وعلي انفراد.
وذكرت المصادر أن الأطراف تميل إلى تمديد المفاوضات، بسبب حجم القضايا الخلافية. وتابعت «على رأس هذه القضايا التخصيب والعقوبات وهما جوهر الخلاف ومفتاح الحل أيضا، فرذا حسمتا يمكن حسم باقي الخلافات بشكل أسهل». وأكدت أن القوى الكبرى قبلت من حيث المبدأ مواصلة إيران عملية التخصيب، لكن الخلاف يدور حول حجم هذا التخصيب، ونوع أجهزة الطرد المركزي ومن أي جيل ستكون. وأضاف أن القوى الكبرى تصر على أن تكون هذه الأجهزة من الأجيال القديمة (RL1) وهو جيل قديم منذ سبعينيات القرن الماضي تمتلكه إيران، بينما تشغل طهران حاليا بشكل تجريبي وبحثي جيلا من نوع 5و6. وأوضحت أن الدول الكبرى تطرح رفعاً جزئياً للعقوبات، بينما تريد إيران رفعاً كاملاً ودفعة واحدة.
عدد اليوم
