بيروت (وكالات)
ارجأ مجلس النواب اللبناني للمرة الـ15 منذ أبريل الماضي جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية كانت مقررة، بسبب عدم اكتمال النصاب نظراً للانقسام السياسي الحاد في البلاد، حيث ظل منصب الرئاسة الأولى شاغراً مع انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 مايو المنصرم. وقال مصدر رسمي لبناني إن رئيس المجلس نبيه بري أرجأ الجلسة إلى الأربعاء 10 ديسمبر المقبل، نظراً لعدم اكتمال النصاب حيث تتطلب جلسة انتخاب رئيس البلاد حضور ثلثي أعضاء المجلس (86 من أصل 128). وبذلك تكون الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس الجمهورية هي الجلسة الـ 16بعد أن عجز النواب عن إنجاز المهمة خلال 15 جلسة سابقة، لم يؤمن النصاب في 14 منها. وحضر إلى مقر البرلمان اللبناني وسط بيروت أمس، 55 نائباً للمشاركة في الجلسة التي لم تنعقد. وكان مجلس الأمن الدولي دعا منذ بضعة أيام مجلس النواب إلى العمل على انتخاب رئيس لبناني في أقرب وقت ممكن.
في سياق متصل، نقل نواب عن بري قوله أمس، إنه لا يزال يرى أن هناك مؤشرات ايجابية في موضوع الاستحقاق الرئاسي، وإن لديه معطيات ملموسة من خلال اللقاءات التي أجراها ويجريها، مؤكداً الاستمرار في سعيه للحوار بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» لأن ذلك ينعكس ايجاباً على الوضع العام.
في غضون ذلك، واصلت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمس، الاستماع إلى الشاهد النائب مروان حمادة، الذي تناول فيها تهديدات الرئيس السوري بشار الأسد بشأن تجديد ولاية الرئيس السابق آميل لحود، مبيناً أن عملية تعديل الدستور للتمديد كانت «معلبة». وأبلغ حمادة المحكمة بلاهاي أن الرئيس بشار الأسد أبلغ رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في 26 أغسطس 2004، أن دمشق تريد إعادة انتخاب الرئيس أميل لحود لفترة جديدة، وإذا ما عارضتم ذلك «سأدمر لبنان على رأسك ورأس وليد جنبلاط». وروى حمادة للقاضي كاميرون ما دار بين الأسد والراحل الحريري الذي زار دمشق في 26 أغسطس 2004، حيث تم اللقاء بينهما وقوفاً ولمدة 10 دقائق حيث لم يدع الرئيس السوري ضيفه اللبناني للجلوس، قائلاً له «أنتم تعتقدون أنكم تستطيعون فرض إملاء رئيس جديد على لبنان. إنكم تخطئون بذلك لأننا نحن الذين نستطيع أن نحسم هذا الخيار وليست فرنسا ولا الولايات المتحدة». ولدى احتجاج الحريري بقوله «لا فرنسا ولا الولايات المتحدة تنتخب، وإنما نتساعد لانتخاب رئيس أقل استفزازاً من لحود»، رد الأسد «بل سيكون لحود، وإذا عارضتموني سأدمر لبنان على رأسك ورأس وليد جنبلاط. الأفضل أن تذهب إلى بيروت وترتب أوضاعك على هذا الأساس».
عدد اليوم
