ما زلنا بصدد الحديث عن مسلسل غلاء الأسعار، وكيفية مواجهة هذه الموجة العاتية التي تضرب شواطئ الأسر الفقيرة ومتوسطة الحال، وإن كانت قد وصلت بالفعل الى شواطئ كل الفئات غنيها وفقيرها، وفي هذا المقال أود الحديث عن جانب آخر من الجوانب المهمة في هذا الموضوع، ألا هو الجانب الإعلامي ودوره الكبير في الإسهام في توضيح الحقائق حول هذه المشكلة الاجتماعية الاقتصادية لأفراد الجمهور وتلمس مكان الخلل في ذلك·
أولاً من ناحية الإعلام المقروء فهو يبذل جهدا جبارا وكبيرا في هذا السياق، ولم يقصر مطلقاً في توضيح الآثار السلبية المترتبة على هذا الغلاء، وتتبع مشاكل وآراء الجماهير عبر شريحة كبيرة من أبناء المجتمع، سواء المواطنون أو الإخوة المقيمون، وتحقيقاته اليومية للسعي من خلالها لإيجاد حل ينقذ الناس من كارثة هذه الأسعار الجنونية، ولكن في حقيقة الأمر هناك جانب آخر من جوانب الإعلام يكاد يكون صوته مفقودا ودوره مغيبا وهو دور قنواتنا الفضائية في هذا الجانب!
كلنا يعلم مدى قوة تأثير وسائل الإعلام المرئية في إبراز المشاكل والأحداث والهموم التي يعاني منها الناس، والكل يدرك مدى القوة الجبارة التي يتمتع بها هذا الإعلام، ومدى التميز الذي يتفرد به دون غيره من وسائل الإعلام الأخرى، فالفرد لا يهمه بطبيعة الحال ما يقدمه له التليفزيون من برامج هامشية جانبية، قد لا تعنيه من بعيد أو قريب، المشاهد لا يهمه ما يقدمه التليفزيون من مسابقات وبرامج أخرى قد لا يستفيد منها، المطلوب أن تناقش همومه ومشاكله الاجتماعية كما يجب، ومن هنا فإن المطلوب من إعلامنا المرئي المحلي أن يكون نشطاً وله دور فعال وبارز في هذا الجانب، لا أن يقف كالمتفرج على ما يحدث، وهو يشاهد تلاعب التجار بمصائر وأقوات الناس، بقدر ما يكون إعلاما يغوص في صميم مشاكل ومعاناة أفراد المجتمع·· يتعاطى معهم في الأمور التي تهمهم، فالإعلام المرئي سلاحه قوي جداً إذا ما استخدمه بشكل فعال وإيجابي في هذا الجانب·
رسالتنا التي نود أن نوصلها لإعلامنا المرئي هي أن يقول كلمته في هذا الشأن وأن يكون على قدر التحدي الذي تفرضه عليه الحالة الراهنة التي نحن فيها اليوم، لإبراز وتوضيح الحقائق أمام الناس وأمام المسؤولين وكشف ألاعيب التجار وتجاوزاتهم غير المنطقية في الأسعار، وتوضيح الأمور أمام الرأي العام بالشكل المطلوب، حتى يكون هناك تواصل حقيقي بين كل وسائل الإعلام المختلفة، سواء المقروءة منها أو المسموعة أو المرئية وبين أفراد الجمهور، فالمصلحة في النهاية واحدة للجميع·
حمدان محمد - كلباء
عدد اليوم
