الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التكنولوجيا الحديثة ترفع إنتاجية حقول النفط القديمة

التكنولوجيا الحديثة ترفع إنتاجية حقول النفط القديمة
16 مارس 2007 23:30
إعداد- مريم أحمد: تم مؤخراً إعادة حقل كيرن ريفر النفطي للحياة مجدداً في الولايات المتحدة، وهو حقل نفط قديم جداً تم اكتشافه في عام ،1899 وذلك بعد أن قام مهندسو شركة شيفرون النفطية العملاقة بحقن الحقل بالبخار ذي الضغط العالي بهدف ضخ المزيد من النفط المحبوس في طبقات أرض الحقل القديم· واليوم، يبلغ إنتاج الحقل، الذي انخفض إنتاجه في الستينات الى 10 آلاف برميل نفط يومياً، حوالي 85 ألف برميل في اليوم· وكانت شركة النفط العملاقة شيفرون قد طبّقت نفس التقنية على حقل ''دوري'' النفطي الضخم في إندونيسيا، الذي تم اكتشافه في عام ·1941 وكانت النتيجة ارتفاع معدل إنتاجية الحقل النفطي القديم الى ما يزيد على 200 ألف برميل نفط يومياً، بعد أن كانت إنتاجيته لا تزيد عن 65 ألف برميل يومياً في فترة منتصف الثمانينات من القرن الماضي· من ناحية أخرى، تتوقع شركة إكسون موبيل النفطية العملاقة أيضاً أن تنجح في مضاعفة إنتاجية النفط من حقل ''مينز'' الواقع بولاية تكساس الأميركية، والذي يعود تاريخ اكتشافه الى فترة الثلاثينيات من القرن الماضي· وتقوم كل من شركتي النفط العملاقتين، إكسون موبيل وشيفرون، باستخدام تقنية الصور ثلاثية الأبعاد لطبقات الأرض الواقعة تحت أراضي الحقول النفطية، ومن ثم تبدأ بحقن الغاز، غالباً غاز ثاني أكسيد الكربون كما تم في حقل ''مينز''، ليتدفق المزيد من النفط من تلك الحقول المتقدمة في السن· ويُذكر أنه خلال العقد الماضي، ساهمت الأساليب التكنولوجية المتقدمة في تحرير المزيد من النفط من حقول النفط القديمة· وفي الوقت نفسه، ساهمت أسعار النفط المرتفعة في دفع عجلة الاقتصاد المُربِح للشركات النفطية، مما دفعها نحو البحث عن احتياطي النفط الذي يصعب الوصول إليه، واستخراجه من طبقات الأرض· ومع توفر المزيد من النفط المَنْسِيّ في تلك الحقول القديمة، فإن تنبؤات خبراء النفط الدوليين بأن احتياطي النفط في طريقه الى النفاد قد أفسحت المجال أمام المزيد من التكهنات بإمكانية العثور على، أو استخراج، المزيد من النفط من حقول قديمة تخفي في طبقاتها السفلية كميات كبيرة من الذهب الأسود· وفي دراسة أُجريت على نطاق واسع، وتم الإعلان عن نتائجها في عام ،2000 فإن المسح الجيولوجي الأميركي قدّر كمية الموارد النفطية المحتمل اكتشافها واستردادها بأن تصل الى حوالي 2,3 تريليون برميل، بحيث تم اكتشاف واستخراج ثلث تلك الكمية حتى وقتنا الحالي· ومؤخراً، أشارت تقديرات مركز شركاء كمبريدج لأبحاث الطاقة، وهو مركز استشاري متعدد الجنسيات في مجال النفط، الى أن إجمالي كمية النفط الذي لم يتم اكتشافه بعد ربما يبلغ 4,8 تريليون برميل نفطي· ويتوقع مركز شركاء كمبريدج أن ينمو هذا العدد الكبير، بما يعكس الكيفية التي تعمل بها التكنولوجيا الحديثة على اكتشاف المزيد من الموارد النفطية· وقال دانييل ييرجن، رئيس مركز كمبريدج لأبحاث الطاقة: '' إنها المرة الخامسة التي اعتقدنا فيها أن نهاية الحقبة النفطية قد اقتربت كثيراً، حيث بدأ الجميع بالتحدث عن استنزاف المصادر والموارد النفطية· لكننا دائماً ما تفاجأنا بعدها بطفرات نفطية نتج عن أحدها أن بلغ سعر البرميل النفطي 10 دولارات بعد أن كان يساوي 100 دولار أميركي·''· ورغم ذلك، مايزال هناك رأي الأقلية من خبراء النفط الجيولوجيين المتقاعدين وبعض أعضاء الكونجرس الأميركي، ممن يعتقدون أن إنتاج النفط قد بلغ ذروته، إلا أن النظرية قد بدأت بالتلاشي· وهناك أيضاً صوت نشطاء وعلماء البيئة الذين لا يعتقدون بأن ضخ واستهلاك كميات الوقود الأحفوري المتزايدة أمر مرغوب به بأي حال من الأحوال· الجدير بالذكر أن المعارضات المتزايدة بشأن كمية النفط المُستخرج قد تتحول الى قضية سياسية من عدة جوانب غير متوقعة· وبطمأنة العامّة بأن كمية الإمدادات النفطية ستلبي الاحتياجات والمطالب في المستقبل، فقد تجد شركات النفط العملاقة مبرراً للبدء في عمليات استكشاف النفط في مناطق جديدة، كألاسكا على سبيل المثال· وعلى الصعيد العالمي، كما ورد في صحيفة الهيرالد تريبيون، ''ستزداد سلطة ونفوذ منظمة الدول المصدرة للنفط، أوبك، في السنوات المقبلة· وتوازن المنظمة، المكونة من اثني عشر عضواً بالإضافة الى عضو جديد متمثل في أنجولا التي انضمت مؤخراً للمنظمة هذا العام، عملها لتتمكن من التحكم بما يزيد على 50 في المائة من سوق النفط في السنوات المقبلة، من أصل تحكمها اليوم فعلياً بالسوق النفطية بنسبة 35 في المائة، وذلك في الوقت الذي بدأ فيه انخفاض إنتاجية النفط الغربي· وتُعرَف صناعة النفط ببحثها الدائم عن مصادر الوقود الأحفوري في مناطق بعيدة، بدءاً من سهول سيبيريا المتجمدة ووصولاً الى مياه غرب أفريقيا العميقة· والبحث اليوم عن اكتشافات نفطية جديدة يجري في مناطق أقل خطورة على الإمدادات النفطية، بمعنى أن شركات النفط قد عادت للعمل في حقول النفط القديمة أو الناضجة جزئياً بسبب قلة المناطق ''العذراء'' الباقية للاستكشاف، ومثل تلك المناطق قلما تكون أبوابها مفتوحة للمستثمرين· ويتنبأ بعض المحللين، ممن يجروون دراسات متخصصة على كمية النفط المستهلك، والكمية التي يُعتقد أنها لا تزال متوفرة في طبقات الأرض، أنه بحلول عام ،2010 سيبلغ إنتاج النفط العالمي ذروته، ومن ثم يبدأ بالسقوط· وهذا من شأنه أن يؤدي الى فترات عجز نفطي، وتقلبات في أسعار النفط، بالإضافة الى فترات من الركود الاقتصادي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©